تخصصات جامعية للمستقبل
نشر بتاريخ: 2022-01-05 الساعة: 15:55
بقلم:د. فواز عقل
لا احد ينكر دور الجامعات في تقدم المجتمعات وان الدول العربية أكثر الدول حاجة للجامعات لان الجامعات من المفترض ان تكون مصانع الامل والإرادة والمهنية والتكوين. وتسهم في صناعة المستقبل للأجيال القادمة. ولا نستطيع ان ننكر محاولة بعض الجامعات مواكبة العصر وطرح تخصصات تلائم سوق العمل.
المهم في هذا العصر ليس الحصول على شهادة جامعية كما كان في النصف الثاني من القرن العشرين إنما المهم هو نوع الشهادة ونوع التخصص ومصدر الشهادة والمهارات التي يمتلكها خريجو الجامعات وانا أقول إذا لم تطرح الجامعات تخصصات جديدة تواكب العصر وتزود طلابها بمهارات العصر اللغوية والتكنولوجية والبحثية والاكاديمية والحياتية ومهارة الاتصال واستقبال المعلومة وإرسال المعلومة فإنه لا داعي لوجودها وإنها تزرع بذور فنائها فيكيفنا تكديس وتقديس المعلومة وخزنها في عقول الطلاب لأن المعلومات متغيرة متجددة بشكل يومي.
هذه المقالة دعوة جادة إلى إعادة النظر في التخصصات على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه والتعاون بين الجامعات لأخذ قرارات جريئة حكيمة وإصدار دراسات لاستشراق المستقبل وتوجيه الجهود لتوفير تخصصات لها علاقة مباشرة مع المستقبل وسوق العمل. وإن 50% من التخصصات الحالية لم تكن موجودة قبل عشرين سنة وإن 80% من الوظائف حاليا لم تكن موجودة ايضا قبل عشرين سنة وهنالك بعض الدول تطالب المتقدمين لوظائف الشأن العام مهارات بدل شهادات.
اطلعت على بعض الدراسات المستقبلية لكثير من الدول حول التعليم والتخصصات واطلعت كذلك على تقارير البنك الدولي حول تخصصات المستقبل واطلعت ايضا على جهود وزارة التعليم العالي الفلسطينية والتي تشير إلى وجود مشكلة في التخصصات الحالية وحسب مقال في جريدة القدس 17/1/2020 فان الجامعات تضخ آلاف الخريجين لمستقبل مجهول لذلك هنالك حاجة ماسة لطرح تخصصات تخاطب المستقبل وتوفر فرص عمل لحملة هذه التخصصات واستخدام استراتيجيات تعليم وتعلم متنوعة مختلفة.
أما بخصوص التخصصات الجامعية المطلوبة خلال العشرين سنة القادمة وحسب دراسات البنك الدولي هنالك طلب متزايد على بعض التخصصات ويجب توجيه الطلبة لدراستها لأن الأسواق العالمية تتأثر ببعضها البعض ويمكن للجامعات العربية الاسترشاد بها. ومن هذه التخصصات:
1- الكمبيوتر والمعلومات وهي أسرع التخصصات نموا بالعالم. علم الحاسوب والتكنولوجيا وتقنية المعلومات وتصميم أنظمة الكمبيوتر.
2- العلاقات العامة والدعاية والإعلام ومن المتوقع ان يزداد الطلب على هذا التخصص من قبل شركات إعلانية متخصصة.
3- المحاسبة والتدقيق ويشهد هذا التخصص توسعا وطلبا متزايدا وإن كثيرا من الشركات أصبحت بحاجة ماسة إلى خدمات مالية محاسبية متميزة.
4- البيئة وهندسة العمارة وخدمات عامة لمشاريع الإسكان والمباني وإدارة الخدمات الصحية ويشهد هذا التخصص نموا سريعا في العالم.
5- الخدمة المجتمعية: وقد أصبح الحصول على شهادة في الخدمة المجتمعية شرطا أساسيا للحصول على وظيفة وإدارة العمل الاجتماعي.
6- خدمات قانونية متميزة: ويشهد هذا التخصص طلبا متزايدا ويتطلب معرفة مهارات الاتصال واللغة.
7- خدمات ترجمة فورية متميزة: وهنالك طلب متزايد لخدمات ترجمة متخصصة وأن معظم الوظائف المختلفة تتطلب شهادة متخصصة في الترجمة كالترجمة الفورية.
8- مهارة الاتصال والتواصل والتعامل مع الآخر والإقناع وهي ضرورية لكل التخصصات في جميع أسواق العمل وكل التخصصات السابقة بحاجة ماسة لمعرفة لغة أجنبية لتوظيفها في مجالات العمل. هذا ما يذكرني بقول سيدنا علي: علموا اولادكم لزمان غير زمانكم وما قاله أفلاطون: لا تجبروا أولادكم على آثاركم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم وأقول ان المتعلمين رسائل حية نبعثها لزمان لا نراه.