وشهد شاهد من أهلها
نشر بتاريخ: 2022-01-05 الساعة: 15:46
كلمة الحياة الجديدة
كمثل ثروت الخرباوي الذي كان واحدا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وخرج عنهم، فاضحا في كتابه "سر المعبد" أحابيلهم، وأكاذيبهم، وارتباطاتهم، ومشاريعهم المشبوهة، كمثله تقريبا، شن المعارض الأردني الإسلامي، ليث شبيلات، هجوما عنيفا على جماعة الإخوان المسلمين في الأردن الشقيق، وبتسجيل صوتي ندد بهم بأقسى العبارات، واصفا إياهم بالمجرمين، وداعيا الله ألا يوفقهم، لأن "كل فساد الدنيا صار فيهم" كما قال ذلك بالنص، ولأنهم كما أضاف قد حافظوا على التنظيم، ولم يحافظوا على الدين ..!! وبنقد ذاتي شجاع يعلن شبيلات "بئس الرجل أنا الذي قبلت أن أكون منكم".
لا نظن أن أحدا سينكر على شبيلات مصداقيته بهذا الشأن، فهو من صناع التيار الإسلامي، وقياداته، ولديه من أسرار المعبد الإخونجي الكثير الكثير. وإذا كنا هنا نتناول ما قاله شبيلات والذي يمكن وصفه باعترافات بليغة، فلأننا لطالما قلنا وسنظل نقول إن جماعة الإخوان المسلمين، ستظل جماعة لا هموم وطنية، ولا قومية، ولا عقائدية لها، وهمها الأساس، كما قال شبيلات الحفاظ على التنظيم لا على الدين، وهذا ما جعلها ويجعلها تنظيما "خصبا" لتحالفات مريبة، وتعاقدات خطيرة، تمس الأمن الوطني والقومي العربي برمته، وفي ما يخص شأننا الوطني الفلسطيني، وبحكم أن جماعة الإخوان المسلمين باتت تعمل على أن تكون حركة حماس في قطاع غزة المكلوم، قاعدتها الآمنة، وحلقتها المركزية، فإنها ستظل كمثل طعنة في ظهر المشروع الوطني الفلسطيني التحرري.
والواقع أن هذه الطعنة ما زالت تتوغل في ظهر هذا المشروع، بالانقسام البغيض الذي تترجم حركة حماس يوميا سبل تأبيده المستحيل..!! ولعل أبرز الأمثلة على هذه الحقيقة في هذه اللحظة، هو رفض سلطة الانقسام إجراء الانتخابات البلدية في قطاع غزة، حارمين أهلنا في القطاع المكلوم، من حقهم في المشاركة الديمقراطية لاختيار ممثليهم في الهيئات المحلية ...!! إن لم يكن هذا الرفض مثالا ودليلا على إصرار حماس على تكريس الانقسام ومحاولة تأبيده فأي موقف آخر سيدل على ذلك والانتخابات البلدية لا شأن لها بأي موقف سياسي تجاه أية قضية من قضايا الشأن الوطني العام.
إنها الجماعة التي بات كل فساد الدنيا فيها، والتي لا تسعى سوى الحفاظ على التنظيم لا على الدين، والقول هذا مرة أخرى لليث شبيلات، وعلى النحو الذي لا مراء فيه، ولا مخاتلة، لقد شهد شاهد من أهلها، وانظروا إلى ما تفعل حركة حماس وهي تؤكد في كل يوم سعيها المحموم لتكريس الانقسام حفاظا على التنظيم لا على الدين ...!!
رئيس التحرير
mat