الرئيسة/  مقالات وتحليلات

إرهاب المستوطنين والتطنيش الحمساوي

نشر بتاريخ: 2021-12-20 الساعة: 12:46

كلمة الحياة الجديدة 


انفلات المستوطنين في اعتداءاتهم العنيفة ضد المواطنين العزل من أبناء شعبنا وهم في بيوتهم وعلى دروب أعمالهم اليومية ليس إلا إرهابا منظما تقوده دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد المشروع الوطني الفلسطيني التحرري، من أجل الاستحواذ المطلق على أرض دولة فلسطين ومقام ارتكازها الطبيعي، عاصمتها القدس الشرقية..!! 
لم يعد خافيا على أحد أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بات يتجسد هنا على أرض الضفة الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى، وحيث قيادة المشروع الوطني التحرري، وقاعدته الشعبية والتنظيمية، وحيث مقومات الدولة، تنهض تباعا في مشاريع تنموية عدة برغم كل معوقات الاحتلال، وسياساته العنصرية العنيفة. 
لكن لم يعد خافيا على أحد هذه، تظل افتراضية بالنسبة لحركة حماس، التي تسمع على ما يبدو، باعتداءات المستوطنين العنيفة كمثل خبر قادم من جزر الواق الواق..!! 
لا بل إن رئيس المكتب السياسي لهذه الحركة، وأمام مؤتمر يقال إنه مؤتمر أكاديمي دولي لدراسات بيت المقدس، لم يأت على ذكر اعتداءات المستوطنين بالمطلق، ويتحدث عن المقاومة الشاملة، دون أن يأتي ولا بأية كلمة من الكلمات على ذكر الوحدة الوطنية، التي هي عماد المقاومة الشاملة...!!! ناهيكم عن الانقسام الذي لم يعد له أي وجود في قاموس حركة حماس، وخطابها...!!! 
وحماس تريد جهادا ماليا (...!!) لحسم الصراع مع الاحتلال وفق رئيس مكتبها السياسي، لفضح وجه العدو أمام العالم، وكأن هذا الوجه لم يفضح بعد...!! لكن حماس وهي تلغي بذلك تاريخ النضال الوطني الفلسطيني الذي كشف حقيقة الوجه العنصري العدواني لدولة الاحتلال منذ أول الرصاص وأول الحجارة، إنما تريد بهذا الإلغاء المستحيل أن تكتب التاريخ بدءا من عندها، لا تريد شيئا قبلها، ولا أي شيء بعدها...!! جهاد مالي، ومقاومة شاملة بلا أية وحدة وطنية..!! أي تدليس هذا...؟؟ ولا تعرف حماس أية مقاومة في الضفة الفلسطينية، غير مقاومة البلطجة التي فاضت بها عناصرها ضد قاعة الشهيد كمال ناصر في جامعة بيرزيت، حين اقتحموها بأسلحة وزي عسكري وحطموا أبوابها ومكاتبها...!! 
لم يكن جهلا من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أمام هذا المؤتمر أنه لم يأت على ذكر اعتداءات المستوطنين ومخاطر هذه الاعتداءات على أساس القضية الفلسطينية ومستقبلها، لقد أعلن بتجاهل مقصود لهذه الاعتداءات، أن مشروع جماعته الإخوانية ما زال على حاله ساعيا وراء الإمارة في غزة...!!
لكن على حماس أن تعرف كما على إسرائيل تماما، وكما أكدت الرئاسة يوم أمس الأول " أنه لن ينعم أحد بالاستقرار إذا لم ينعم به شعبنا الفلسطيني" وهذه الممارسات ستبقي المنطقة في دوامة من العنف" وهذا يعني لا استيطان، ولا إمارة سيكونان على أرض دولة فلسطين، مهما توغلت دولة الاحتلال في إرهابها المنظم ومهما ظلت حماس تتوهم مقاومة بلا وحدة وطنية، وسعيها وراء الإمارة لن يكون غير سعي خائب الرجاء الذي لا حليف له غير التعس...!! 
- رئيس التحرير

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024