حماس تقلب الحقائق
نشر بتاريخ: 2021-12-14 الساعة: 10:28عمر حلمي الغول
في أعقاب ما حدث أمس الأول، في مخيم برج الشمالي أثناء تشييع الشاب الذي توفاه الله إثر حادث تفجير المسجد التابع لحركة حماس في يوم الجمعة الماضي، أصدرت حماس بيانا تفجيريا فتنويا اتهمت فيه قوات الأمن الوطني وحركة فتح بالوقوف وراء إطلاق النار على المشيعين، ما أدى لسقوط 3 ضحايا وإصابة خمسة بجروح، مع العلم أن كل أبناء المخيم بمختلف تلاوينهم السياسية يعرفون الحقيقة. وهي عكس ما ذكرت قيادة حماس في المخيم وفي إقليم لبنان، وبدل أن تتستر، وتخفي وجهها أمام الشعب، وتلوذ بالصمت من عار فضيحتها، خرجت وبصوت عال ببيانها الذي لا يمت للمصداقية والواقع بصلة، في محاولة مفضوحة لتأليب الرأي العام الفلسطيني على حركة فتح وقوات الأمن الوطني. ولم يهمها من عرف الحقيقة في المخيم، إنما همها إشاعة الأكاذيب في أوساط الرأي العام الفلسطيني واللبناني وفي مواقع التواصل الاجتماعي وعبر نشرات الأخبار العربية والعالمية، ولتعفي نفسها من المسؤولية، التي تتحملها وحدها، وبالتوافق مع حزب الله، الذي ساهم ويساهم حتى الآن في التغطية على الجريمة، التي طالت عددا من الضحايا والجرحى، وتم دفن بعضهم سرا وحتى دون مشاركة ذويهم.
وحسب مصادر من المخيم، أكدت أن الانفجار تحت مسجد أبي بن كعب يوم الجمعة لم يكن نتاج تماس كهربائي، ولم تكن الانفجارات بسبب أنابيب الغاز، إنما بسبب انفجار الأسلحة المخزنة تحت المسجد، وبالتالي كذبت أكثر من مرة، ولا أساس لما ذكرته من الصحة نهائيا. لكنها كما هي عادتها وسياساتها وأكاذيبها في محافظات الجنوب الفلسطيني (قطاع غزة)، روجت لبضاعة فاسدة ومفضوحة. وسبب الانفجار نتاج إلقاء قنبلة على المسجد من أحد أتباع حماس نتيجة خلافات بينهم لأسباب خاصة، الأمر الذي أدى إلى ما أدى إليه من دمار وسقوط ضحايا وجرحى، وهو ما أكده عدد من المصادر والمراقبين المحليين عن سقوط عدد من الضحايا، تم دفن عدد منهم بشكل سريع بالتعاون مع حزب الله.
ومن يعد لمواقف حركة حماس ورواياتها المتناقضة، يستطيع أن يضع يده على أكاذيب حركة حماس. ففي البداية أعلنوا عن انفجار في مخزن الأسلحة، واعترف أسامة حمدان، أحد قيادييها في لبنان، أن السبب نتج عن سوء التخزين، وأن المسؤول سيحاسب. ثم بعد وقت لجأوا لرواية الغاز والتماس الكهربائي مرة في سطح المسجد، وأخرى تسرب الغاز. وتمت مباشرة التكتم على عدد الخسائر البشرية.
ويوم الجنازة أثناء تشييع الشاب الأحد الماضي، أولا، حشدت حركة حماس أنصارها وكوادرها من مختلف المخيمات الفلسطينية لتستعرض قوتها، ولهدف آخر من الواضح أنه فشل فشلا ذريعا بسبب سقوط الضحايا. مع أنها كما تدعي اتفقت مع القوى الفلسطينية للمشاركة معها في التشييع للتغطية على جريمتها؛ ونتيجة حدوث خلافات بين أنصار فرع الإخوان المسلمين الفلسطيني سقط أحد محازبي حماس وهو يحمل رشاش كرينوف وخرجت منه صليات رصاص أدت لسقوط الضحايا الثلاثة والجرحى الخمسة، مع أن حركة حماس قالت أربعة ضحايا، غير أن أهل الضحية الرابع رفضوا كذبة حماس، وأعلنوا أن ابنهم توفي نتيجة مرضه بالتليف في الكبد. كما أنهم لم يصدروا بيانهم مباشرة لو كان فعلا هناك اشتباك، أو إطلاق رصاص من أية جهة كانت، وإنما صمتوا ليبحثوا عن كذبة لفتنة جديدة، واختاروا توجيه التهمة لفتح اعتقادا منهم أن كذبتهم ستمر. لكنها فضحت فورا؛ لأن كل من كان في المخيم شاهد على الحقيقة.
ومع أن الحكمة كانت تتطلب من حماس لملمة الموضوع، وعدم التعرض لأي فصيل من الفصائل الوطنية خاصة فتح، لكنها كما هي عادتها لا تستطيع إلا أن تقلب الحقائق لتحقيق أغراض دنيئة ورخيصة ومفضوحة. لأنها لم تتعلم من دروس تجربتها، وما زالت مسكونة بعقدها التاريخية، وبدورها الوظيفي الاستعمالي، وبأهدافها الخبيثة والبعيدة عن روح الوطنية الفلسطينية. ولعل ما أصدرته قيادة حركة فتح، وقيادة الأمن الوطني مباشرة وإعلان استعدادها الكامل للتحقيق مع كل المتهمين لكشف الحقائق، وأيضا طالبت بتشريح جثث الضحايا لمعرفة نوع الرصاص الذي سقطوا به، ونشر الحقيقة للجماهير الفلسطينية واللبنانية ليعرفوا ويتأكدوا من بطلان اتهامات حركة الكذب الحمساوية.
مع ذلك ورغم الفجور اللاأخلاقي، والبعيد عن الحس الوطني، غلبت فصائل منظمة التحرير وعلى رأسها حركة فتح صوت العقل، وحماية وحدة الصف الوطني داخل المخيمات وفي أوساط الشعب الفلسطيني، وقبلت بطي صفحة الفتنة الحمساوية، واستجابت لتدخل الأشقاء اللبنانيين لذات الغرض، وقطعت الطريق على مآرب وأهداف حماس الخبيثة. غير أني ألفت نظر المعنيين من قيادات الفصائل خاصة فتح في مخيمات لبنان لضرورة زيادة الانتباه والحذر من أية جرائم قد ترتكب في المستقبل المنظور.
[email protected]