الرئيسة/  مقالات وتحليلات

ياسر عرفات.. شجرة العائلة والإرث

نشر بتاريخ: 2021-11-10 الساعة: 16:47

 

موفق مطر


الشعب الفلسطيني، وقيادته الوطنية الصادقة والمخلصة، المميزة بعطائها الوطني اللامحدود واللامسبوق، القائد الرئيس محمود عباس على رأس المناضلين الوطنيين الفلسطينيين في إطار حركة التحرر الوطنية الفلسطينية الذين لا تفصل بينهم حدود  تنظيمية أو حزبية، إلى جانب المناضلين الأحرار الذين اتخذوا شخصيته واسمه وكوفيته رمزا لحركاتهم التحررية هم الحافظون لإرث الفدائي المناضل المقاوم القائد الرمز الرئيس الشهيد  ياسر عرفات (أبوعمار)، فالأب الروحي لأبناء الشهداء وذوي الأسرى، والسند والعضد لكل فرد في الشعب الفلسطيني مؤمن وفخور بهويته الوطنية، والمبدع في التعبير عنها في المحافل الثقافية والأدبية والفنية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية، أعظم وأكبر من محاولة ضغطه أو اختزاله في مؤسسة أو احتكار. ياسر عرفات علم المناضلين كيف تكون الثورة عائلة المناضل وكيف يكون المناضل أخ المناضل والناظم بينهما قانون المحبة، فالشعب الفلسطيني هو جذر وجذع وفروع وأغصان وحتى أوراق شجرة عائلة ياسرعرفات المشعة بفضيلة الأخلاق والعطاء والتضحية والفداء، شجرة لا تذبل أبدا، ولا ينال منها الخريف كما نال وينال قبل أوانه محتكرو ومستثمرو اسمه. 
هذه شهادة أنشدتها كوفية ياسر عرفات التي لو فردناها لغطت جهات الأرض الأربع، فراية  ورمز إمبراطورية التحرر هذه تكلمت بكل ألسنة العالم وقالت عندما كان يصارع الموت من أجل بقاء أطول في دنيا فلسطين:  
كنت كوفية على وسادة خالية.. دافية مركونة.. رسمها ياسر خريطة وطن، عجبهته عكتافه.. عصدره تحمي قلب، باسم فلسطين نبض حياة وفدا، أنشد موطني.. فدائي للحرية. 
بدلته الزيتوني عشماعة الزمن.. زي شجرة زيتون مقدسية.. تبرق.. زي النجوم أزرارها، من وهج الشمس،  بالصقر مزيونة .. 
كوفية وعقال من هالة المسيح.. عصدر ختيار حكيم.. بعز الشباب فدائي.. هز بارود العز.. بيوم الفتح.. بالكرامة، شد بأيديه فجر.. يضوي عتمة ليل مظلم ظالم، وخيمة كانت حبالها عالريح، قوية متينة .. 
أبو عمار ياسر مع أصحاب عرب سمر أقحاح.. دمهم عربي.. دربهم فلسطينية، هواهم صحرا العرب.. وأنهار فدا طاهرة نقية.. روافد للقلب.. دم عروبي، كرام بظل العلم ..أحرار، هامات لأجلهم انحنت الرايات، بالشرق بالغرب، بفيتنام الشمال، بأفريقيا الجنوبية. 
ياسر فدائي على صخر الزمن ضرب، فجر مزن السما، تتحيا في الأرض، بإذن رب المطر، عظام أمة نخرتها الهزيمة .. 
أنا كوفيته اللي على وسادته تتكي.. تسأل.. محتارة.. للرب تشتكي: ليش اللي حملني عهامته رمز أربعين سنة لبلاد كنعانية، ليش رحل اللي بريحة البارود عشّقني.. واللي عمل من غصن الزيتون تاج السلام.. للإنسانية، أنا اللي عرفته بالهامة.. بالشام.. بالحمّة.. بالأغوار.. بالكرامة، وصدى كلمات أبو علي إياد للختيار، معلقة فيني وصية، للأحرار.. ما تركعوا .. خليكوا واقفين.. حتى لو صار الهوا سموم.. والرمل قبور، ما تخافوا  المنية، قالوا ما ركعنا..أشهد أنا كوفيته.. عرفته بعش النسور.. براشيا.. تنسمت هوا البلاد من الشقيف.. بالنبطية، يوم مالصخر ولع نار وشاب الولد.. وعجّزت الصبية. 
كنت معه ببيروت تسعين يوما.. بخلدة والمتحف.. كان صامد .. كلاشنكوف بيد وشرف الرجال بالتانية يحمي شرف العرب.. يصد الغزو جحافل .. والعواصم يا خلتي نايمه ..عورتها مكشوفة، مش مستحية.! 
كوفيته أنا لياسر بحلف يمين: والله .. أبو عمار ما زعل مني طول عمري عجبهته مرفوعة.. أنا بنت أصل كنعانية، يلوح بالفرح دلعونة.. دبكة رجال في العرس غنية. 
كوفيته أنا كنت عراس ياسر ابن القدس علامة.. نسجني بنول الزمن، عندي أسراره.. لما نادى عالعرب، تيقيموا الصلاة، عند البراق في الأقصى.. في المهد، بالقدس جماعية. 
كوفيته أنا شفت الموت.. عابو عمار هاجم، وكيف الموت كان يموت.. وتبقى روح الوطن والفدائي فلسطينية.. هيك حب الوطن.. هيك الفدا.. هيك بنرفع راية الوطن.. وراسنا للسما مرفوع هون كنا.. هون راح نبقى، هون راح نكون.. يا قدسنا الفلسطينية.

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024