الرئيسة/  مقالات وتحليلات

عودة والأسير هزما الهمجي (بن غفير)

نشر بتاريخ: 2021-10-21 الساعة: 13:07

 

 موفق مطر


تصدى الفلسطيني أيمن عودة لأوضح نموذج ومثال على عنصرية منظومة الاحتلال والغزو والاستعمار الاستيطاني، أوقفه، صده، ومنعه من تحقيق رغبة التشفي الجامحة التي تسيره، فعاد خائبا يجر ذيل الهزيمة، وبقيت عينا الأسير مقداد القواسمي طاهرتين، لم تتلوثا بصورة.  
روبوت عنصري مصنوع من لحم ودم، فهذه الحادثة ستدفع العلماء في العالم لإعادة البحث عن كيفية تكون الآدمي، والأسباب المانعة من تطوره إلى الإنسانية، وتحديدا نموذج بن غفير وأمثاله، سنقول للعلماء سلطوا الضوء على مفاهيم وتعاميم ومشروع المنظومة الصهيونية، وستكتشفون السر الذي جعل بشريا (بن غفير) يعيش في عالم القرن الواحد والعشرين، لكنه مازال يعيش عصر الهمجية والوحشية الآدمية بالغريزة والسلوك.  
سنقول للعلماء سلطوا الضوء أيضا على الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على العالم، الساكنين البيت الأبيض في واشنطن، وعلى رؤساء حكومات ودول أوروبية، ولا تستثنوا مدراء منظمات دولية وحقوقية أممية ودولية متخصصة بالانتصار لحقوق الإنسان وحريته وحرياته، وبمراقبة تطبيق القانون الدولي، لتكشفوا لنا سر صمتها المريب، وهي التي نراها تهب دفعة واحدة لنصرة معارض في دولة ما، وتجيش أدوات الضغط الاقتصادي والدبلوماسي، وتتدخل مباشرة في شؤون دول عربية، وتفرض عقوبات، لكنها عند حق الإنسان المواطن الفلسطيني تصبح عاجزة، مشلولة!! وكأنها صماء بكماء وعمياء!!.. وكأنهم لا يعلمون أن المواطن الفلسطيني الأسير كايد الفسفوس مضرب عن الطعام منذ اكثر من 95 يوما ويصارع الموت، ومعه الأسرى: علاء الأعرج منذ 70 يوما وهشام أبو هواش منذ 61 يوماً وشادي أبو عكر منذ 53 يوماً وعياد الهريمي منذ 23 يوماً وخليل أبو عرام منذ 8 أيام وإلى جانبهم 250 مواطنا مأسورين، احتجوا على قرار منظومة الاحتلال الإسرائيلي باعتقالهم إداريا، هم يعلمون أنه لا توجد عنصرية في أي مكان في العالم تتفوق على (منظومة إسرائيل) التي فصلت هذا القانون- المخالف جملة وتفصيلا  للقانون الدولي لتطبيقه على مواطني دولة فلسطين المحتلة فقط.. ويبقى سؤالنا ماذا أنتم فاعلون لتنتصروا لمبادئ الحقوق والحريات التي تضجون بها الدنيا عندما تمس بغير قصد في بلادنا؟!  
سبق الصهاينة اليوم النازيين بالأمس الذين أحرقوا يهودا أوروبيين، وسبقوا دكتاتوريين أعدموا معارضيهم شنقا حتى الموت أو رميا بالرصاص، وما المدعو النائب في محفل تشريع العنصرية (الكنيست) ايتمار بن غفير إلا المثال الصارخ على ما نقول، فمنظومة هذا المجرم قتلت وأحرقت وأعدمت نساء وشبانا وفتيانا وأطفالا، لكن متطرفيها زادوا على هذه الجرائم بعقلية وسلوك (التشفي) بضحايا ظلمهم التاريخي غير المسبوق، فهذا المشبع بالكراهية والعنصرية والعدائية حضر إلى المستشفى حيث يرقد المواطن الفلسطيني مقداد القواسمي المضرب عن الطعام منذ تسعين يوما، وهو في حالة صراع اللحظة الأخيرة مع الموت، بعد اعتقاله إداريا– أي أنه بريء ودون لائحة اتهام- لدى سلطة منظومته المخالفة للشرائع والقوانين الدولية.  
لم يصدق هذا العنصري الغازي أن الفلسطيني مستعد لدفع روحه ثمنا لحريته، ولم يصدق أن فلسطينيا معتقلا لدى سلطات منظومته بلا مبرر، يمكن أن يصمد لثلاثة شهور دون طعام فصاحب السوابق الإجرامية ( بن غفير) لو استطاع الوصول إلى  سرير الأسير مقداد القواسمي، سيتسبب بوضع حد لحياة الأسير، حتى لو لم يمسه، فحضور هذا الشؤم إلى المستشفى من الباب، يعني خروج الأمل بإنقاذ حياة الأسير من الشباك، ولكن من قال إن الشهامة والرجولة والمروءة والشجاعة قد انقطعت، ومن قال إن هذه المنظومة الإجرامية استطاعت تكريس ولو جدار ولو بارتفاع (سم واحد) يفصل بين أفراد الشعب الواحد، فهنا على هذه الأرض إنسان بمعدن لا يعرفه ولا يعلم عنه شيئا (بن غفير) هذا وأمثاله، الذين أخذتهم العزة بالإثم حتى  ترأسوا قائمة الجرائم ضد الإنسانية حتى صارت النازية والفاشية في ذيل الترتيب!!.  

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024