الشباب والانتخابات المحلية
نشر بتاريخ: 2021-10-12 الساعة: 11:52
د. رمزي عودة
أصدر مجلس الوزراء قرار رقم (123/18) لسنة 2021، الداعي لإجراء انتخابات مجالس الهيئات المحلية "المرحلة الأولى" في 387 هيئة محلية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهي الهيئات المحلية المصنفة (ج) والمجالس القروية، ومن ثم تقرر لاحقاً استثناء الهيئات المحلية بغزة -عددها 11 هيئة- من المرحلة الأولى وضمها للمرحلة الثانية التي صدر قرار بأن يكون الاقتراع فيها يوم 26/3/2022، ليصبح إجمالي عدد الهيئات التي ستجري فيها انتخابات المرحلة الأولى في الضفة الغربية 376 هيئة محلية.
وقد أظهرت دراسة أعدها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني خاصة بالشباب لعام 2019 أن نسبة الشباب (18-29 سنة) في فلسطين تبلغ نحو 23% من إجمالي السكان (1.13 مليون)، وبلغت نسبة الجنس بين الشباب بواقع 105 شباب لكل 100 شابة. وفي الوقت الذي تعتبر فيه فئة الشباب فئة مهمشة في المجتمع الفلسطيني بسبب انتشار البطالة والفقر بين أوساطهم، وبسبب عدم التناسب بين ديمغرافيا الشباب ومشاركتهم السياسية في المجتمع الفلسطيني؛ لا سيما في المراكز القيادية الأولى والثانية، ولهذا تمثل الانتخابات المحلية في الوقت الحاضر بارقة أمل للشباب الفلسطيني لكونها أداة للمشاركة السياسية قادرة على إدماجهم بالمستويات القيادية المتوسطة والعليا، وخاصة بعد تأجيل الانتخابات التشريعية بسبب رفض دولة الاحتلال "إسرائيل" قيامها في مدينة القدس المحتلة.
وتشير البيانات المقارنة تبعاً لدراسة حديثة أصدرتها مؤسسة ملتقى الطلبة إلى أن هنالك انخفاضا لمشاركة الشباب في الانتخابات البلدية للعام 2017 مقارنة بانتخابات البلديات للعام 2012، حيث حصدت فئة الشباب في انتخابات عام 2017 نسبة من المقاعد بلغت 21.1% ، مقابل 21.5% في انتخابات عام 2012.
ومن أجل عدم استمرار انخفاض نسب المشاركة والتمثيل للشباب في الانتخابات المحلية، ومن أجل العمل على رفع نسب المشاركة والتمثيل للشباب في الانتخابات المحلية القادمة، فإن على قطاع الشباب أن يعمل بجدية لاستغلال هذه الفرصة المواتية لزيادة مشاركته، ومن أهم الملاحظات التي يمكن أن تساعد في ذلك، الآتي:
أولاً: العمل على زيادة نسب الاقتراع في المجتمعات المحلية بشكل عام ولدى أوساط الشباب بشكل خاص. فكلما زادت نسب الاقتراع زادت فرص تمثيل الشباب في القوائم الانتخابية، خاصةً أن جزءاً كبيراً من تمثيل هؤلاء الشباب يتركز في العادة في أسفل القوائم وليس في مراتبها الأولى.
ثانياً: الابتعاد قدر الإمكان عن تشكيل قوائم شبابية منافسة في الانتخابات المحلية، حيث إن ارتفاع نسبة الحسم في هذه الانتخابات إلى 8%، يجعل من إمكانية قيام القوائم الصغيرة والمهمشة باجتيازها عملية صعبة جداً. ولهذا لم نجد نسبا مقبولة لفوز قوائم الأحزاب الصغيرة وقوائم الشباب والنساء في انتخابات عام 2017.
ثالثاً: تركيز جهد الشباب على الانضمام للقوائم المنافسة الكبرى، لأن ذلك يعطيها فرصة أكبر في الفوز، وسترتفع هذه النسبة كلما نجح الشباب في إقناع أحزابهم بالترشح في المراتب المتقدمة في القوائم.
رابعاً: حيث إنه يمكن توقع ارتفاع أعداد القوائم التوافقية (قوائم التزكية) في الانتخابات القادمة، خاصة أن نحو 199 قائمة تزكية فازت في انتخابات عام 2017، فإن على الأحزاب الكبرى التي تقوم بتشكيل هذه القوائم بالتحالف والشراكة مع العائلات المحلية أن تطالب هذه العائلات بترشيح نسبة من الشباب لا تقل عن 20%، وهذا سيضمن تمثيلا مرضيا للشباب وغير مقلق بالنسبة للعائلات أو الأحزاب المشكلة لهذه القوائم.
خامساً: العمل على إعادة صياغة البرامج الانتخابية للقوائم المنافسة وفقاً لرؤى شبابية تنسجم مع احتياجات الشباب في العمل والصحة والتعليم وغيرها من القضايا المطلبية للشباب. وهنا، فإن المطلوب من الشباب أن يقوموا بفرض رؤيتهم الانتخابية على قوائمهم الحزبية، وذلك كي يستطيعوا دفع الشباب وتحفيزهم على الاقتراع لصالح هذه القوائم.