حماس تفاوض على هدنة طويلة بدون القدس والأقصى
نشر بتاريخ: 2021-10-11 الساعة: 15:03
باسم برهوم
إسماعيل هنية موجود في القاهرة منذ أيام مع وفد كبير من حماس ليضع الرتوش الأخيرة لاتفاق على هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل. فالتسريبات من الأطراف ذات العلاقة تتحدث عن حصول تقدم، وعن اتفاق وشيك. و يعتقد المراقبون أن حماس معنية بإتمام صفقة تبادل الأسرى بالتزامن مع اتفاق الهدنة بهدف التغطية على هذا الأخير لما لموضوع تحرير الأسرى من بعد عاطفي كبير التأثير لدى شعبنا الفلسطيني.
قضية أخرى تحاول حماس أن تغطي نفسها بها هي قضية المصالحة والوحدة الداخلية الفلسطينية، فمن تابع بيانات وتصريحات حماس عن مجريات المفاوضات في القاهرة يلاحظ أنها تحاول أن تبدأ بالحديث عن رغبتها بالوحدة الوطنية وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، ثم تتحدث عما يدور بينها وبين إسرائيل حول الهدنة وتروج أكثر لقرب صفقة التبادل. فالحديث عن الوحدة والمصالحة ليس إلا لذر الرماد في العيون، فالمهم لحماس هو إنجاز اتفاق الهدنة، وأن تقدم نفسها لإسرائيل بأنها الطرف الفلسطيني الذي يتمتع بمصداقية، وهي الأكثر أهلية لقيادته والقادرة على الإمساك بالأمن.
شعبنا الفلسطيني من جانب آخر مهتم باتفاق ينهي حصار جماهير شعبنا في قطاع غزة، لكنه يريد أن يشمل أي اتفاق هدنة طويلة الأمد، منع دخول المستوطنين إلى المسجد الأقصى، ويأمل شعبنا أن تشمل الهدنة الضفة، وعلى الأقل تجميد الاستيطان.
الشعب لا يرى أية أهمية لاتفاق يخدم أهداف حماس التنظيمية، وطموحاتها الفئوية بأن تصبح هي ممثلا له، وتمسك بورقة القضية الفلسطينية وقرارها خدمة لتنظيم الإخوان المسلمين الدولي، والقوى الإقليمية الراعية للجماعة ولتنظيمات الإسلام السياسي. فما تريده حماس فعلا هو أن تتوصل إلى هدنة مع إسرائيل لتتفرغ للانقضاض على الداخل الفلسطيني، سلام مع العدو، واشتباك مع الشقيق الفلسطيني.
إن أي اتفاق في هذا الإطار من شأنه تعميق الانقسام، وتعزيز مسألة انفصال غزة هو خدمة لإسرائيل، وليس فيه مصلحة للشعب الفلسطيني. لذلك فإن من حقنا أن نتساءل أين الشفافية وهل سيكون الاتفاق بكل تفاصيله في متناول الجميع، كما أنه من غير المعقول قبول اتفاق هدنة مقابل الغذاء أو زيادة ميل أو ميلين للصيد البحري، أو مقابل وعود على ورق لميناء ومطار لن يصبحا واقعا أبدا.
بالنسبة لإسرائيل المعادلة الأساسية واضحة، إنها تريد اتفاقا يبقي على الانقسام وفصل القطاع عن الضفة...فهل حماس لها نفس المعادلة؟
هذا السؤال موجه اليوم لحماس، وأن تأكد بأنها لا تريد اتفاقا يعزز سلطتها في غزة وإعطاء انطباع أن القطاع هو الدولة الفلسطينية، لأن ذلك سيكون كارثة وتصفية للقضية الفلسطينية. المشكلة في حماس أنها تقوم بإجراء مفاوضات مع إسرائيل بشكل منفرد، وهذا واقع تريده إسرائيل بأن تجزئ المفاوضات وأن تفاوض أطرافا فلسطينية وليس ممثلا واحدا وحيدا للشعب الفلسطيني.
ويمكن التذكير كيف اتفقت حماس على وقف عملياتها التفجيرية عام 2005 داخل إسرائيل , تمهيدا للدخول في الانتخابات التشريعية عام 2006. والغريب في حماس أنها رفضت الدخول في انتخابات عام 1996 بحجة أنها تجري على أساس اتفاقيات أوسلو، ودخلت انتخابات 2006 التي جرت هي الأخرى انطلاقا من أوسلو وأن أية انتخابات قادمة ستجري على نفس الأسس.
ويظل هذا السؤال هل الأقصى والشيخ جراح وسلوان مشمولون باتفاق الهدنة المتوقع ..؟؟ لا شيء يشير إلى ذلك حتى الآن ..!!.