حماس تقدم اوراق الاعتماد لبينيت
نشر بتاريخ: 2021-09-22 الساعة: 16:23
موفق مطر
فشلت محاولة فرع الاخوان المسلمين في فلسطين ( حماس) تقديم اوراق اعتماد لحكومة نفتالي بينيت من الباب الخلفي ، فبعد لقاء اسماعيل هنية رئيس سياسة حماس مع رئيس حزب العدالة والتنمية المغربي الذي وقع اتفاقية التطبيع مع حكومة منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري الاسرائيلي ، وبعد سقوط الحزب المريع في الانتخابات النيابية سارع مشايخ حماس الى طرق باب بينيت مباشرة ، بعد نجاح ( اخوانهم ) في القائمة الموحدة في الكنيست الاسرائيلي من تمرير مواقفهم المتقاطعة مع برنامج حكومة استعمارية مصابة بزهايمر سياسي أفقدها الرؤية والبصيرة حتى ، وكذلك القدرة على استخلاص العبر.
نعتقد أن ساسة حماس كعادتهم قد قرأوا بأسلوب اقرب الى الأمية حرص دول كبرى على المحافظة على الحد الأدنى من الواقعية في سياساتهم تجاه طالبان المسيطرة على افغانستان بعد انسحاب الجيوش الأميركية والقوات الدولية ، فظنوا أن باب الادارة ألأميركية ( الديمقراطية ) سيكون مفتوحا أمامهم إذا قدموا اوراق الاعتماد لمنظومة الاحتلال الاسرائيلي ، عبر تنفيذ الدور الموكل اليهم في التشكيك بشرعية رئيس دولة فلسطين والشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية ، والإقرار ضمنا أو علنا – لايهم - بقبول صفقة الدولة الفلسطينية المؤقتة والبديلة في قطاع غزة .
لم تصنع حماس إلا لتنفيذ مهمات أقلها حرف مركبة القيادة الشرعية الوطنية للشعب الفلسطيني عند المنعطفات الخطيرة ، إن لم تستطع تدمير الكيانية الوطنية الفلسطينية من داخلها عبر خلق ثغرات وتجويفات ثقافية تفسد وتضعف صلابة ومتانة مقومات الشعب الفلسطيني التاريخية والثقافية والاجتماعية ، ما يعني انعدام قدرته على التواصل الحضاري بين الأمس واليوم والغد ( المستقبل ) على ارض وطنه التاريخي والطبيعي فلسطين ، فالصهيونية معنية بتبديد الذاكرة الفلسطينية والوعي بالوطن والوطنية والمواطنة ، ولتحقيق هذا الهدف تم صناعة حماس .
لن تقر حماس بالوطنية الفلسطينية ، لأن الوطنية عند الاخوان المسلمين وحماس فرعهم في فلسطين نقيض لحياة وديمومة الجماعة ، وكذلك لن تقر المنظومة الصهيونية وتعترف بالهوية الوطنية الفلسطينية ، وبالحق الطبيعي للشعب الفلسطيني في أرضه وبإرثه التاريخي اللا مسبوق عليها ، لأنها بذلك تدق آخر مسمار في نعش مشروعها ، وتذهب في درب الانتحار الذاتي لانعدام قدرتها على خدمة المشاريع الاستعمارية للإمبراطوريات والدول الكبرى .
يدرك رؤوس المنظومة الصهيونية ، وتوائمهم رؤوس جماعة الاخوان المسلمين انهما كيانان مصطنعان ، ألأول تم منحه شرعية ما بعد الحرب العالمية الثانية في الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر قرارات متتالية ، والآخر تم تفريخه في خضم حملة استعمارية على الأمة العربية ، حيث منح كل مسببات الحياة والقوة لكبح النهوض الوطني والقومي ليس في فلسطين باعتبارها مركز الصراع وحسب ، بل في اقطار الوطن العربي من خليجه الى محيطه ، وعليه فان مصلحة مشتركة تجمعهما معا وهي الحفاظ على غطاء قانوني اغتصبته القوى الاستعمارية المنتصرة في الحرب العالمية الثانية من الشرعية الدولية ومنحته لكيان احتلالي استعماري استيطاني عنصري ( اسرائيل) ما يتيح للجماعة وهي توأم المشروع الاستمرار تحت شعارات دينية وهمية تستفيد منها المنظومة للوصول الى مرحلة الصراع الديني ..لذا فإن حماس وإسرائيل معنيتان بتكامل الأدوار بينهما في هجوم منظم ينال من رأس ورمز الشرعية الوطنية الفلسطينية ، من رئيس السلام الفلسطيني ، الرئيس محمود عباس الذي استطاع بفضل خبرته ومعرفته بمكامن ضعف المنظومة الصهيونية ، أن يحدد ميدان المعركة القانونية مع المنظومة الصهيونية ، من حيث تمت أول عملية اغتصاب من أرض الشعب الفلسطيني ، وحيث تمت التغطية على جريمة العصر بحق الشعب الفلسطيني ، وحيث مازال الازدواجية تحكم قرارات الكبار المسئولين عن استقرار وحفظ توازن العالم ، وحيث مازالت العدالة الدولية انتقائية !.. لكن رغم عتمة النفق فإن أنوار المواقف الشعبية في العالم ومنها الولايات المتحدة ألأميركية وأوروبا والتضامن اللا مسبوق مع قضية المواطنين الفلسطينيين في حي الشيخ جراح والمقدسات في القدس ، والموقف الحازم من الاستيطان والعنصرية الإسرائيلية الى جانب المواقف الرسمية القابلة للتطوير والاستثمار اخذت كدافع قوي للاستمرار في هذا المسار من النضال لكنها في المقابل رأى فيها توأم المنظومة الصهيونية والاخوانية تراجعا خطيرا سيؤدي حتما للتلاشي ، لذا كان هجومهما المنظم على من أثبت أن الصهيونية مجرد خرافة تم فرضها كأمر واقع رغم أنف العالم .
mat