إنها الأسئلة حتى الآن
نشر بتاريخ: 2021-09-14 الساعة: 12:52
كلمة الحياة الجديدة
لدولة الاحتلال الإسرائيلي، صحيفة مقرها القدس المحتلة، أسمها "تايمز أوف إسرائيل" داعمها وممولها السخي الملياردير اليهودي الأميركي "أيدلسون" المعروف بتحالفه العقائدي مع الرئيس الأميركي السابق "دونالد ترامب" صاحب صفقة القرن الفاسدة، وكذلك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق "نتنياهو" وهو الذي بنى السفارة الأميركية في القدس المحتلة، بعد إعلان ترامب اعتبار المدينة المقدسة المحتلة عاصمة لإسرائيل ..!! وعلى نحو بالغ الغرابة، إن لم يكن على نحو تناغم مشبوه، لم تجد هذه الصحيفة بالغة التطرف العنصري، والتي روجت لصفقة ترامب طويلا، لم تجد غير صحيفة "الأخبار" اللبنانية، لتكون مصدرا لها بما روجت هذه الصحيفة من تقرير حمساوي مفبرك، عن استعداد رام الله للتعاون مع تل أبيب (...!!) في تعقب الأبطال الأسرى الستة، الذين حفروا نفق الحرية ...!! العنوان الذي وضعته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" على صفحتها الأولى، يكاد يكون هو ذات عنوان صحيفة "الأخبار" اللبنانية بهذا الشأن ...!! وليس هنا ثمة تناص إعلامي، ولا توارد خواطر، بين الصحيفتين، لا سيما أن تقرير الصحيفة الإسرائيلية، يكاد يكون هو ذات تقرير الصحيفة اللبنانية بعد أن نقلت منه وإن كان بنزاهة إعلامية لأشارتها الى المصدر، معظم فقراته وبالحرف الواحد، هذا التقرير الذي زود به المتخابر القيادي الحمساوي صحيفة "الأخبار" اللبنانية ...!! السؤال الذي يفرض نفسه هنا، وبلا أي تجن كيف أصبح هذا التحالف الإعلامي بين صحيفة اليمين الأميركي الإسرائيلي العنصري المتطرف، وصحيفة "الأخبار" اللبنانية ممكنا، وهذه الأخيرة تقول إنها صحيفة محور المقاومة ..!! هل بات هذا المحور بصحيفته يدور في فلك هذا اليمين العنصري المتطرف، أم ماذا ..؟؟ نعتقد أن على حزب الله تحديدا أن يقدم لنا إجابة عن هذا السؤال .
ولعل السؤال الأهم هنا، والذي على حركة حماس أن تجيب عليه، بحكم أن تقرير صحيفة "الأخبار" المفبرك، والذي نقلته الصحيفة الإسرائيلية، هو تقريرها، والسؤال لماذا يصبح الهجوم على السلطة الوطنية، وحركة "فتح" هو الشغل الشاغل لحركة حماس، في الوقت الذي لا تنظر فيه لواقع قطاع غزة المثقل بالأزمات والجراح والهموم لمعالجتها بعيداعن خطاباتها الشعبوية والاستعراضية ..؟؟ والأخطر لماذا يصبح هذا الهجوم بديلا عن التصدي لخطط الاحتلال، وأحابيله الرامية للطعن بنزاهة الوطنية الفلسطينية، وتمزيق وحدة شعبنا الفلسطيني، وقتل أحلامه، وتطلعاته العادلة، والمشروعة، أين المقاومة في كل ذلك، وأينها من كل ذلك ؟؟ هل هذا هو ثمن مشروع الإمارة الإخوانية، وعلى فلسطين القضية العادلة السلام ...!!.
إنها الأسئلة المقلقة في الواقع إذ لا نريد بقيمنا الوطنية، لأحد في ساحتنا الفلسطينية أن يكون على هذا القدر من التماهي مع مخططات الاحتلال الإسرائيلي، ومشروعه العنصري الاحتلالي الرامي إلى تدمير مشروعنا الوطني التحرري، حتى إننا لا نريد لصحيفة "الأخبار" اللبنانية أن تكون كذلك، ونحن هنا لا نتجنى على هذه الصحيفة، ولكم أن تتابعوا الموقع الإلكتروني للمرصد الفلسطيني للتحقق والتربية الإعلامية، والذي يحمل اسم "كاشف".
رصد هذا الموقع خلال الأيام الأخيرة، ومنذ ورود أنباء هروب الأبطال الستة من سجن "جلبوع" الاحتلالي عشرات الأخبار الملفقة والمفبركة التي نشرتها صحيفة "الأخبار" ووسائل الإعلام الحمساوية، والتي كانت جميعها تسعى إلى الطعن في موقف السلطة الوطنية، وحركة "فتح" من قضية الأسرى الستة، وقد تجاهلت كل ما أصدرت حركة "فتح" من بيانات وتصريحات، وما أخرجت من تظاهرات شعبية دعما للأسرى وتمجيدا لفعلهم البطولي، هل ثمة تقاطع للمصالح المشبوهة، بين هؤلاء الفرقاء المفترض أنهم على طرفي نقيض ..؟؟ أم أن الواقع يتعدى إلى علاقات تحالف تآمرية، غايتها في الأساس تدمير المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الدولة المستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية، بتدمير حركة "فتح" بوصفها حامية هذا المشروع، والساعية في دروبه، ومعها فصائل العمل الوطني، المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني . إنها الأسئلة التي لا سبيل للتغاضي عنها، ولا بد من الإجابة عليها قبل أن تصبح الوقائع التي تفرضها، حقائق معيبة ومقلقة في ذات الوقت إذا ما اتضح أن الأمر في كل هذا الإطار هو أمر علاقات التحالف التآمرية، وحينها لا بد من القول الفصل، والفعل الفصل ..!!.