الرئيسة/  مقالات وتحليلات

لم الشمل و(G4 ) والمنحة القطرية

نشر بتاريخ: 2021-09-02 الساعة: 08:15

موفق مطر  

  القائد الوطني هو من يفكر ويعمل على انتزاع حق اصيل وطبيعي من براثن منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري ( اسرائيل)، ويناضل من أجل لم شمل خمسة آلاف عائلة فلسطينية ، وتثبيت حق المواطن الفلسطيني بالإقامة في أي جزء من ارض وطنه عبر انتزاع حق (تغيير العنوان)، فهذا انتصار جزئي على حدود وهمية جغرافية عملت منظومة الاحتلال بمساندة من واضعي علامات الانقسام الجغرافي السكاني طمعا بدويلة بديلة ، أو بإمارة في غزة على تكريسها لاستكمال مشروعهم الانفصالي . 

أما الذي يظن ان قيمة التبن مثل قيمة التبر، فلا رادع يمنعه عن غيه واستكباره فيما آلاف المواطنين الفلسطينيين باتوا ضحايا سياسته العبثية الفئوية المرتبطة حتى العظم بمصالح جماعة الاخوان المسلمين، وبأجندات الجماعة، وبأهداف قوى ودول اقليمية، ولهاثه لتقديم دماء الضحايا (الشهداء الفلسطينيين) كهدايا لساستها ! . 

لا نقارن افعال وأعمال وحكمة وعقلانية القادة الوطنيين، بسلوك وأفعال رؤوس جماعة الاخوان المسلمين فرع فلسطين المسمى حماس الذين يحتاجون لألف سنة ضوئية حتى يتعلموا معنى القيادة ولينجحوا في اختباراتها ، فالقائد الوطني يتقدم الشعب في دروب الكفاح والنضال العقلاني الواقعي ، تؤهله وتمكنه نظرته الثاقبة البعيدة المدى من تأمين اسباب الحياة الحرة الكريمة ، وتعزيز مقومات الصمود ، والصراع الحضاري مع المستعمر لإثبات الوجود. 

صحيح أن الوصول الى الاستقلال والسيادة يحتاج الى تضحيات،لكن ليس بالموت والدمار العبثي، أو باستنزاف اصول الحياة بلا طائل، فهذا عبث، وإنشاء لمحارق تزج فيها جماهيرمضللة بشعارات طوباوية ، وهنا يجب الوقوف على الخط الفاصل بين من يعمل بإيمان وإخلاص ووفاء على ردم فوهات هذه المحارق، وإيقاف مسلسل الموت والدمار، والجراح الانسانية النازفة، وتدمير مقدرات الشعب الفلسطيني المادية ، وصد الاختراقات الممنهجة لوعيه بفيروسات سامة بقصد تدمير مناعته الوطنية، وباستخدامات باطلة للدين ، لإسقاط هويته الوطنية الحضارية  وتركه بلا هوية ، ما يحقق هدف المنظومة الصهيونية ، فالتضحية من اجل الوطن  بالروح والنفس والدم والمال واجب وفرض عين، ولكن وحدها ارادة الشعب كله بدون استثناء تحدد شكل وزمن ومكان التضحية في ادوار ومهمات منظومة سلفا ، فإن كان سبيل الإبداع لتجسيد معاني الحياة للشعب مفتوح لا يحتاج لقرار شعبي شامل ، فإن قرار الحرب الذي يحتاج حتما للتضحية بالروح والدم والممتلكات ، فإنه قرار وطني بامتياز، لا يملك فرد او جماعة أو حزب أو تنظيم حق احتكاره ، وتحميل المواطنين تبعاته، فلا لا سوء يعادل استغلال معاناة المواطنين ومآسيهم وزجها في الصراعات السياسية الداخلية، فليس كل ما يلمع ذهبا. 

إن كينونة المواطن الفلسطيني الانسانية خط أحمر لا تخضع إلا لاعتبار واجب الدولة ( مؤسسات الشعب ) العمومية تجاه الحالات الجزئية أو الخاصة ، حيث حماية كرمة المواطن وحفظها في مقام أول الأهداف ، وهذا ما جسده الرئيس أبو مازن في فلسفته للحكم والقيادة ، لذلك فإن ادخال المنحة القطرية – عبر السلطة الوطنية الفلسطينية – وتحويلها الى حسابات المواطنين الذين يستحقونها فعلا في المحافظات  الجنوبية ( قطاع غزة ) يعني غل اليد الحزبية الفئوية ، وتحرير كرامة المواطن من انياب مستغلي معاناتهم ومآسيهم أو فقرهم، أما وأن في الأمر تصحيح عملي لمعنى وحدانية السلطة الوطنية والقيادة، ومسار المساعدات والمشاريع التنموية،التي تقدمها دول شقيقة وصديقة لشعبنا ، اما انتزاع حقنا في استخدام الجيل الرابع في مجال الاتصالات (G4) فانجاز مهم على صعيد تحرير جزء محتل من فضائنا ، ومسار هام جدا لحياتنا الاقتصادية ، فتوفير سرعة عالية باستخدامات الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) والتطبيقات الحديثة ، ستساهم  بتعزيز بنية اقتصادية رقمية فلسطينية متقدمة ، كما سيكبح تغلغل شركات اسرائيلية في فضاء الاتصالات الفلسطينية، ويخفض رقم ارباحها اللا مشروعة من السوق الفلسطينية، فثورة الاتصالات والتكنولوجيا باتت اليوم أهم سلاح سلمي ، ننتصر به للرواية الوطنية الفلسطينية، ومادة علمية عملية متقدمة لتطوير اداء مؤسسات دولتنا التي باتت جزءا لا يتجزأ من خريطة العالم السياسية .   

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024