الرئيسة/  مقالات وتحليلات

تحرير الدولة الوطنية من براثن جماعة الإخوان

نشر بتاريخ: 2021-08-08 الساعة: 11:17

 موفق مطر 

 يبقى مفهوم جماعة الإخوان المسلمين للوطنية والدولة نقيضا للمفاهيم والنظريات المعاصرة  التي على أساساتها تشكلت الدولة الحديثة ، وتطورت مفاهيم الوطنية التي لا يستطيع باحث تحديد تاريخ وزمان القائلين فيها ، ذلك أن الوطنية مفهوم مرتبط بنشأة الحياةالاجتماعية للمجموعات البشرية .  

 يستخدمون الدين والنظم السياسية الديمقراطية كعجلتين تمكنهم من بلوغ أهدافهما ، أما شعارات ودعوات التحرر من الاستعمار التي نراها حاضرة في رسائل أقطابهم النظرية ، والمهارة في اللعب على حبال اللغة لتمرير معانيهم الأصيلة للدولة والوطنية باستخدام مصطلحات معاصرة ، فإنها  وسائل تمويه وأخرى لاختراق وعي الأفراد ، في إطار خطط كسب الوقت للوصول إلى ( الحكم ) الذي مهما قالوا في عدالته ، فإنه لا يختلف في تطبيقاته عن أي حكم ديكتاتوري ظالم وفاسد لا يبغي من رعايا الدولة التي يحكمها  أكثر من الطاعة العمياء حتى بلغ سيفه حد رقابهم ظلما وعدوانا، أو أسقطت سياسته الغالبية العظمى من الشعب في مستنقعات بلا قرار من الجوع والفقر والمرض والجهل والذل المهانة في استعطاف الأجنبي إلى حد التسول .   

يذكرنا مستخدمو الدين هؤلاء بقدرة كائنات حية في الطبيعة على استخدام موهبة التمويه بالألوان ، أو بإعادة تشكيل الجسد ، أو تمثيل الموت ، أو حتى المظلومية على طريقتها ، أو الالتصاق المصيري بمفترسات ووحوش كبرى تقدم لها خدمات لا تقدر على القيام بها وكل ذلك  كوسائل حماية للحفاظ على الذات .  

كتب منظر الجماعة حسن البنا في رسالة ( دعوتنا ) عن مفهومه للوطنية التالي :" إنَّنا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة، وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية، فكلِ بقعةٍ فيها مسلمٌ وطنٌ عندنا له حرمته وقداسته وحبه والإخلاص له والجهاد في سبيل خيره ". 

"الدولة الإسلامية، فهي  دولة مدنية مرجعيتها إسلامية" أما الدولة  كما شرح مفهومه لها فيما سمي رسالة : "مشكلاتنا الداخلية في ضوء النظام الإسلامي " فيجب أنْ تقوم على أساس الطاعة والدعم بالأموال والأنفس من جانب المواطنين تجاه الدولة أو الأمة حال قيام الدولة "  

بإمكان  المتتبع والباحث في عقيدة الإخوان السياسية ملاحظة تأكيد أقطابهم على مبدأ الطاعة والدعم المالي وتسخيرهما للحاكم  تحت ذريعة تمكينه من واجباته والتزاماته كتحقيق العدالة والأمن وصيانة المال العام ونشر التعليم والتنمية ونشر الفضيلة ...الخ  "..لكن التطبيقات العملية التي أفرزتها تجاربهم في أقطار عربية وصلوا إلى سدة الحكم فيها بالخديعة والاستيلاء على مراكب الحراك الشعبي وآمال الشعب بالتغيير نحو الأفضل  تبرهن على فساد ما يسمى (الراع )  الحاكم أو ولي الأمر في تعاميمهم ، وغيهم في إفسادهم لنفوس وسلوكيات المحكومين  والمتحالفين معهم ، رغم حرصهم الشديد على إخفاء الحقائق والوقائع .  

قد يكون جهلهم السبب الأول المتقدم على سوء حظهم بأن فرصهم لتحقيق أهداف مخططاتهم ، أو بالأصح مخططات أسيادهم الذين أنشأوهم  بالتزامن مع تثبيت قواعد المشروع الصهيوني الاستعماري العنصري الذي لا يعترف أصحابه  وكل المنتسبين لمنظومته بالهوية الوطنية  للشعب الفلسطيني ، ولا يقرون باحتلالهم واستيطانهم  واستعمارهم لأرض دولته ووطنه التاريخي والطبيعي منذ فجر التاريخ. 

انتهجوا الظلم ، ونقلوا العدالة إلى غرفة عناية مركزة بلا أوكسجين ولا ناظم لدقات قلبها ، عم الخوف من الجريمة ن والفساد باستخدام النفوذ وسرقة المال العام بأساليب  لم تخبرها عصابات (المافيا  العالمية ) ، وبنوا للفساد مستوطنات في مؤسسات الدولة ، وخرقوا نسيج الوطنية وقطعوا خيوط الثقافة الإنسانية المتنورة المتحررة ، وزجوا بوجوه الجهل والتجهيل لاحتلال مواقع الريادة في المجتمع . 

لم يقدموا نموذجا  ايجابيا واحدا ، حتى بقائهم في سلطة اغتصبوها أو انقلبوا عليها ، أو فازوا فيها بخداع  الجماهير والدجل هنا أو هناك ما كان لهم أن يستمروا إلا بإرهاب الجماهير بالحديد والنار وخير مثال على ذلك جماعة الإخوان فرع فلسطين المسمى حماس  المسيطرين على قطاع غزة ، أما ما كان يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) فقط تبعثرت كانكسار الشوك الجاف في الصحراء ، أما في مصر العربية فقد ثار الشعب عليهم قبل أن يتمكنوا من التوغل إلى مركز عصب الدولة  والوطنية المصرية ، فيما استقوى بعضهم على شعبه وهو في موضع (الحاكم )  باتفاقات  (ابراهام التطبيعية ) مع توأمهم الصهيوني ، وبذات اللحظة نشهد تحررا لمعنى وفلسفة وتطبيقات الدولة والوطنية والديمقراطية وسيادة القانون بما تقتضيه مصلحة الشعب والتحرر من هيمنة الجماعة على وعي المواطن إلى ألأبد . 

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024