الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الشهيد الدكتور يوسف أبو سمور

نشر بتاريخ: 2021-07-28 الساعة: 15:35


عيسى عبد الحفيظ
  
الشهيد المناضل/ يوسف عبد الرحمن مصطفى أبو سمور (أبو زيد) من مواليد قرية السُكرية بئر السبع عام 1943م، عايش النكبة التي حَلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م، والذي تم طرده وتهجيره من مُدنه وقُراه، حيث هجرت عائلته وهو في الخامسة من عمره إلى الضفة الغربية واستقر بها المطاف في مخيم عين السلطان بأريحا، أنهى دراسته الأساسية والإعدادية والثانوية، وعمل بعد حصوله على الثانوية العامة مع وكالة الغوث لفترة بسيطة، التحق بالحزب الشيوعي وهو في ريعان شبابه والذي كان محظوراً في تلك الفترة وشارك في المظاهرات والاعتصامات بالمناسبات الوطنية.

سافر إلى الاتحاد السوفييتي ودرس الطب، وتخرج عام 1970م، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الطب، كان خلال دراسته من المؤسسين لاتحاد طلبة فلسطين، عاد إلى الأردن بعد تخرجه، وكان قد التحق بحركة فتح، كان شعلة نشاط في النقابات الأردنية، رُشح لعضوية المجلس الوطني الفلسطيني وعمل مع القائد الشهيد/ خليل الوزير (أبو جهاد) في تنظيم القطاع الغربي، كان آنذاك شعلةً من النشاط والعمل المثابر وكانت تربطه بالقيادة الفلسطينية روابط وطنية وتنظيمية عالية، امتاز بالحس الوطني العالي وكان عضواً في لجنة إقليم الأردن، ارتبط بعلاقة وثيقة مع القائد/ هاني الحسن.

كان له دور مميز ومهم في دعم الانتفاضة الأولى المباركة عام 1987م، جنباً إلى جنب مع صديقه د. ممدوح العبادي وباقي أعضاء اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة.

كان د. يوسف أبو سمور الصوت الحر في المجلس الوطني الفلسطيني وفي كل دورات انعقاده، خاصة في دورة المجلس بالجزائر الشقيق عندما أعلن الرئيس الشهيد/ أبو عمار عن الإعلان عن قيام دولة فلسطين عام 1988م، وعاصمتها القدس الشريف.

كان حتى آخر لحظات عمره يتحدث عن قضايا وهموم شعبنا الفلسطيني. خلال تلك المسيرة تعرض الدكتور/ يوسف أبو سمور لمرض الكلى والذي عانى منه كثيراً وأجرى أكثر من عملية ورغم ذلك استمر في دوره الطليعي والوطني بخدمة قضيته الأولى فلسطين إلى أن وافاه الأجل وفاضت روحه إلى بارئها يوم الإثنين 3/7/2017م، في عمان، وتمت الصلاة على جثمانه الطاهر في بيادر وادي السير في مسجد الشركس يوم الثلاثاء الموافق 4/7/2017م، حيث ووري الثرى في مقبرة وادي السير الفوقا.

الدكتور/ يوسف أبو سمور (أبو زيد) كان ضمير الأهل والمحافظ على مصالحهم، وكان يجمع ولا يفرق، قدم كل شيء لمصلحة العائلة وعمل دون كلل أو ملل. أحب فلسطين وثورتها وحركة فتح وكان همه الأول والأخير، عمل بصمت ودون ضجيج، ولم يبحث عن الشهرة فأحبه الجميع، كنت مخلصاً ملتزماً بقضايا شعبك، أحبك كل من عرفك وعاشرك فقد كنت صاحب الروح الوطنية والهمة العالية وحُب فلسطين.

كنت مناضلاً عنيداً ورجلاً شريفاً عفيفاً، ذا أخلاق رفيعة ورزانة واتزان ورجولة وشجاعة، فأنت من حمل هم الوطن والقضية وكنت خير سفير لفلسطين.

رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024