ولد وبندقية
نشر بتاريخ: 2021-07-28 الساعة: 15:34
كلمة الحياة الجديدة
في غزة، ومنها، كتب أحد المواطنين على صفحته الاحتياطية في الفيسبوك "يبدو أن (المقاومين) اقتنعوا أنه حيث يوجدون، فلا دولة، ولا قانون، ولا مواطن، يوجد فقط "ولد وبندقية". وبالطبع لا يمكن أن نفهم من هذا التعليق بليغ الاختصار المعبر، أنه حين لا يوجد سوى هذا الولد ببندقية، فإن الحال لن تكون سوى حال القلق على الحياة بحد ذاتها، لأن ولدا ببندقية سيطيح بكل منظومات الأمن والأمان ...!!! وهذا هو حال قطاع غزة المكلوم منذ أربعة عشر عاما، وحتى اليوم ...!!! مليشيا تطارد الحياة بأبسط أشكالها في شوارع القطاع، وتطاردها في سجونها بالتعذيب الفاحش، والضحايا بأسماء يصعب حصرها هنا، وولدان لهذه المليشيا على حواجز يطلقون الرصاص على المواطنين، بلا أي تحسب، كما فعلوا مع المواطن حسن أبو زايد الذي أردوه برصاصة في البطن، غير أن راعي الولدان قال إنها رصاصة في الظهر (...!!!) مدعيا على الضحية هروبها من الحاجز، وعلى نحو تحميلها مسؤولية قتلها ...!!!
لكن تحقيقات عينية أكدت، وحسب تصريحات للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، أن الرصاصة أطلقت على المغدور من الأمام، واستقرت في بطنه ما أدى إلى مقتله، يقتلون إذن ويكذبون ...!!! على أن رصاصة في الظهر ألعن من رصاصة في البطن، لأنها في الواقع رصاصة غدر جبان، وحين تقول حماس بهذه الرصاصة، فإنها لا تقول سوى العذر الذي هو أقبح من الذنب ...!!! وحين تصمت معظم منظمات حقوق الإنسان، وهيئات النزاهة والشفافية الليبرالية (...!!!) عن هذه الواقعة، وقد صمتت عن الكثير من مثلها قبل هذا اليوم، فإنها في الواقع، وبلا أي تجنٍ، ليست غير صاحبة معايير مزدوجة، والكيالة بمكيالين، ولغاية هنا هي دائما غاية التمويل المشبوهة ..!!!!.
قتل، وملاحقات واعتقالات تعسفية، واقتحامات تفتيش عنيفة للبيوت، وتصريحات حمساوية، وأغلبها على صفحات "الفيسبوك" "وتويتر" لا تحمل غير التهديد للناس، إذا ما فكروا بالاعتراض والاحتجاج..!! وليس هذا وحسب، بل وتخزين للأسلحة بين بيوت الناس، وفي أسواقهم، دون مراعاة لأبسط شروط الأمان، بدليل أن بعضها قد تفجر، وأسفر عن وقوع المئات من الضحايا، شهداء وجرحى، لن ننسى انفجار مخيم النصيرات، ونحن نتحدث اليوم عن انفجار سوق الزاوية، وقد أكدت بيانات موثقة أنه ناجم عن عبوات ناسفة كانت مخزنة في أحد البيوت هناك في سوق الزاوية ...!!!.
سلطة مليشيا، ولد وبندقية، ومخازن أسلحة بين البيوت، ومغامرات عسكرية استعراضية فتحت شهية العدوان الإسرائيلي لكي يشن المزيد من حروب التدمير للقطاع المكلوم ...!! حال من الضنك والعذابات بينة لكل ذي بصر وبصيرة، وما زال البعض الفصائلي، لا يريد أن يراها، فلا يقول شيئا حيال كل ما يجري في قطاع غزة المكلوم، من مظالم سيظل من الصعب وصفها، ومن حياة لا تشبه الحياة، حتى في أبسط تجلياتها، وأبسط شروطها ..!!! قد نفهم، ولكن دون أن نتفهم، صمت الهيئات التي تكيل بمكيالين، لكننا لن نفهم، ولن نتفهم أبدا، صمت الفصائل التي ما زالت تتحدث عن المقاومة والتحرير ...!!!!.
وأما عن حركة حماس، وسلطتها، فإنه لم يعد بالإمكان أن تعرفها الوطنية الفلسطينية، ولا القيم الإنسانية وهذا هو واقع القطاع المكلوم، غير أنها الحركة التي لم تعد تأبه بأي من القيم الوطنية، والدينية، والأخلاقية، وهي تطارد حياة الأغلبيات المقهورة في القطاع الكلوم، بالقمع والاعتقال، والقتل، والتفجير، وبالفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان ...!!
يبقى أن نشير إلى أن حماس وعلى ما يبدو أنها باتت تتحسس رأسها، وهي تشهد اليوم الرياح التي تعصف بحركة الإخوان المسلمين في تونس الأصيلة، وهذا ما يلزمنا ضرورة التحذير من أن حماس مقبلة على تصعيد أشد في سياساتها القمعية، واقرأوا ما كتب السنوار والزهار في بعض مواقعهم الإعلامية:
كتب السنوار (محاولات البعض تشبيه تونس بغزة، محاولات ستكون نهايتها الفشل). أما بليغ الضلالة الزهار فقد أعلن وبصريح العبارة وأعنفها (من يحاول أن يشبه غزة بتونس، ويدعو للتحرر سيكون مصيره السجن ولن نرحم أحدا) ..!!.
لسنا نكتشف أمرًا مخفيا هنا، ونحن نحذر من تصعيد حمساوي عنيف، ضد الأغلبيات المقهورة في القطاع المكلوم، وإنما نحن بهذا التحذير نأمل أن نحبط هذا التصعيد قبل أن يتفاقم، وشرط أن يدرك حقيقة هذا التحذير وواقعيته، ذلك البعض الفصائلي، لعله يبطل تماهيه مع سلطة حماس وسياساتها، لكي ينحاز للناس مدافعا عن أمنهم، وأمانهم.
رئيس التحرير
mat