الرئيسة/  مقالات وتحليلات

ميدالية العروبة الذهبية ..طوكيو 2020

نشر بتاريخ: 2021-07-27 الساعة: 11:53

 موفق مطر  

حادثتان حتى اللحظة في اولمبياد طوكيو 2020  كافيتان للقول ( كش ملك ) لاتفاقيات ابراهام  التطبيعية التي نظمها دونالد ترامب بلفور الثاني  صاحب الخطة الاستعمارية  الأحدث لإخضاع وطننا العربي ابتداء من فلسطين ، فترامب اراد تزويج منظومة الصهيونية  الاحتلالية  الاستعمارية  العنصرية  المسماة (اسرائيل ) لمنظومة حكام عرب لا يعرفون من العروبة سوى النطق بالضاد ، لتخليف أجيال هجينة ، لا كلمة في قاموسها عن الأصالة  والمبادئ  والقيم  والمواقف  النبيلة . 

(كش ملك)  قالها عربيان في أكبر تجمع عالمي للدبلوماسية الشعبية ، هما لاعب  الجودو الجزائري فتحي نورين و ومثله في اللعبة السوداني محمد عبد اللطيف بقرارهما المؤيد بقرار الاتحادين الجزائري والسوداني بتفضيل انسحابهما  من الاولمبياد على خوض اللعبة مع لاعب اسرائيلي تم وضع اسمه في المنافسة أمام العربي الجزائري نورين ، ثم وضع اسمه لمنازلة العربي السوداني عبد اللطيف ، فتقلد ذهبية الضمير الوطني القومي الانساني  المتبني لقضية فلسطين العادلة عند العربي تساوي كل ذهبيات الأولمبياد على أهميتها ، لأن في منازلة لاعب ينتمي لمنظومة  احتلال واستعمار وقوانين عنصرية  خسارة تاريخية لا قيمة  بعدها لأي انتصار أو فوز في أي لعبة ، فالرياضة للنبلاء ، وللنبل وجه واحد ، رأيناه في محيا الشقيقين السوداني والجزائري . 

لا ندري كيف سيداري رؤوس (مشيخات التطبيع )  خطيئتهم بحق الشعوب التي يحكمونها ، وهم يطلون من قصورهم الفارهة  في إمارة عربية على الخليج  العربي حيث يستضيفون فرقا  تلعب في ميادينهم تحت علم الاحتلال والاستيطان  والعنصرية المرفوع  على ايقاع نشيد ( هاتيكفاه) وما فيه من رغبات السيطرة والتمييز والتفوق على الآخر !!  فيسيء هؤلاء المطبعون لأسماء عربية نحترمها  ونقدرها  ، كما لا ندري اين سيخبئ أعضاء حكومة ( اخوانية ) وجوههم ، وهم مصرون على عقد رباط ( اتفاقات ابراهام ) بمساعدة مع مياه المحيط الأطلسي مستعينون بالساحر رئيس سياسة حماس ( هنية ) ، لكننا ندري ونعرف ونعلم أنهم يدورون الآن في متاهات تبدو لانهائية ،  اسقطوا انفسهم فيها طواعية ، فكل مواطن عربي نبيل من المحيط الى الخليج يشعر بالغيرة الايجابية من البطلين العربيين الجزائري فتحي نورين والسوداني محمد عبد اللطيف ، تماما كغيرته من لمعان ذهبية السباح التونسي أحمد الحفناوي ، رغم أن كل بطل منهم قد نال ذهبيته على طريقته ومهارته وقدرته ، وهكذا تتجلى البطولة بمعانيها السامية . 

ستبقى ميادين الصراع والمنازلة مفتوحة بين الحق الفلسطيني والباطل الصهيوني الاسرائيلي ،  وسيبقى النبل الموجه الأول والأخير للمتنافسين على الفوز في ميادين  الحياة النبيلة الرياضة ، فهنا الفارق واضح بين صراع يهدد وجود شعب عربي فلسطيني مازال المخططون المستعمرون يبتكرون افظع أدوات ووسائل الجريمة ضد الانسانية ، وبين منافسة نبيلة مشروعة بين سفراء الرياضة  لدى شعوب وأمم العالم ، على قاعدة نشر السلام والوئام والتآخي والمحبة  وروح الاحترام العالية للآخر،ففي هذا الميدان الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الشعوب لا لقاء ولا منازلة ولا منافسة مع اي شخص يمثل دولة عنصرية. 

فاز العربي التونسي الحفناوي بميدالية ذهبية بسباق ال400 متر سباحة حرة ، وفاز العربي الجزائري فتحي  نورين ومثله العربي السوداني محمد عبد اللطيف بذهبية الضمير العربي الحر .. ويبقى الفوز الأهم ان الأشقاء العرب قد قفزوا فوق ما سمي اتفاقات  ابراهام ( التطبيع ) بالوثب العالي والطويل  والثلاثي وحتى بالزانة ، ورموه بالرمح ورجموه بالمطرقة الحديدية والقرص ،  وفازوا خلال جولات  عربية ودولية بضربات فنية رائعة ، فإسقاط الوهم يبدأ من الثقة بالذات وحتمية انتصار الحقيقة على الخرافة .  

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024