الرئيسة/  مقالات وتحليلات

أبو عطوان .. رسالة الحرية وأسد يأبى الشلل

نشر بتاريخ: 2021-07-07 الساعة: 17:36


موفق مطر 


"لن اسمح لأطباء الاحتلال العنصري  الاسرائيلي بفحص جسدي ، فهذه مهمة الأطباء الفلسطينيين فقط ن ولن اقبل هذا الفحص إلا في مستشفى فلسطيني " .
 هذا هو فحوى موقف المناضل الوطني الفلسطيني الأسير الغضنفر أبو عطوان  المضرب عن الطعام منذ حوالي 65 يوما  تخللها منذ بداية هذا الاسبوع الاضراب عن شرب الماء ، أثناء وجوده في مستشفى ( كابلن ) العسكري التابع لسلطة منظومة الاحتلال الاسرائيلي ، بجسد نحيل  ووجه لا يغيب عنه نور الايمان الروحي والإيمان بالانتماء لشعب ووطن حر كريم عزيز ينتظر انتصار حقه الانساني وحريته وكرامته وموقفه الوطني .
 رغم ضعف قدرته الكلام  والتعبير إلا ان عيونه توحي بصلابة المناضل الانسان المرتبط بجذور عائلته الصغيرة وعائلة الوطن الأكبر ، ولعل كل من شاهد شريط الفيديو للأسير أبو عطوان مع والدته وما فاض من لقطات الشريط ( الموجز ) من  عواطف انسانية ، ورغبة صادقة في الحياة  ولكن ليس بأقل من الحرية والكرامة لأدرك الجريمة التي ترتكبها سلطات منظومة الاحتلال الاستعمارية العنصرية الاسرائيلية باحتجاز حرية  انسان فلسطيني بقرار اعتقال إداري يعتبر بحد ذاته جريمة بحق القانون الدولي ومواثيق الحقوق والحريات الانسانية. 
صور لقاء تلفزيون فلسطين في حلقة خاصة من برنامج ملف اليوم  مع الأسير أبو عطوان وشقيقته بنازير متوشحا الكوفية الفلسطينية رمز الفداء والتاريخ  والثورة استدعت من ذاكرتنا الثقافية صور آلام السيد المسيح التي لا يحسها ولا يدركها إلا المؤمنون  بالحرية باعتبارها جوهر الانسان كمخلوق ، والمؤمنون بالعدالة ، وهذا حالنا في وطننا  فلسطين نناضل لنيلها ، حتى بتنا نحمل عبء تحرير الانسانية من الظلم ، وتحمل آلام هذا الدرب .
رغم تواضعه بقوله :" “من أنا أمام تضحيات الأسرى الشرفاء؟" صار أبو عطوان رمزا وطنيا يبعث برسالة قديمة جديدة الى شعوب ودول وحكومات العالم ، والهيئات والمنظمات الدولية  ولكل معني بالقضية الفلسطينية بأن الحياة بالنسبة لنا بدون الحرية والاستقلال لا تعنينا حتى لو وفِر لنا السمن والعسل على مائدة الأغنى والأفقر منا على حد سواء في اطباق من ذهب لثلاث وجبات يوميا ، فحريتنا كرامتنا ، وكرامتنا الانسانية حريتنا ، ونعتقد أن اخت الأسير قد أعلت هذا المبدأ عندما نطقت نيابة عن  شقيقها الأسير بصلابة وشجاعة وتحكم غير مسبوق في المشاعر والانفعالات العاطفية  وقالت حرفيا :"  إن الغضنفر لن ينهي إضرابه إلا بنيل حريته، وهو يمتلك حرية القرار والاختيار ويستحق الدعم والمساندة في معركته مع السجان " .
شقيقة الغضنفر التي تحمل تيمنا اسم رئيسة وزراء الباكستان السابقة بنازير بوتو ابنة رئيس باكستان الاسبق  ذو الفقار علي بوتو. – رحمها كانت صديقة للشعب الفلسطيني ولرمز الثورة الرئيس الشهيد ياسر عرفات – وجدت في الدعم والمساندة التي تلقاها ألأسير الغضنفر من الرئيس محمود عباس، ابو مازن ، وهيئة شؤون الاسرى والمحررين، ونادي الأسير وقوى الشعب الفلسطيني الحية منبعا يعزز روحه المعنوية ويبعث الأمل والثقة في نفسه بامكانية الانتصار في هذه " الملحمة البطولية والمواجهة مع منظومة احتلالية عنصرية " لكنها لم تغفل عن تحذير الجميع بإمكانية تعرضه لنوبة قلبية او خلل في الدماغ يؤدي لشلل دائم "  ونعتقد ان سلطات الاحتلال الاجرامية ستبقى تعمل حتى ترى ألأسير الغضنفر ابو عطوان مجرد ( اسد مشلول ) – الغضنفر اسم من اسماء الأسد -  فتنتقم ليس منه وحسب بل من عائلة وطنية فلسطينية مناضلة ينتمي معظم افرادها لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح فعلا وعملا قبل القول والتنظير ، عائلة تناضل حتى بالأسماء فبعض شقيقاته يحملن اسماء مدن ومناطق فلسطينية ( بيسان ) و( يافا )  وأخيه الجنرال محمود ، وعمه المناضل الشهيد صاحب العلامة الفارقة في الكفاح المسلح باجس أبو عطوان ، أما خاله منيف أبو عطوان فهو أسير ومحكوم بالاعتقال المؤبد - مدى الحياة - ست مرات !! 
لم يخضع أبو عطوان لجبروت وسطوة وتهديدات سلطات الاحتلال يوما ، فكان يرفض الاستجابة لاستدعاء ضباط المخابرات بحكم التزامه في صفوف الضابطة الجمركية الفلسطينية التابعة لقوات الأمن الفلسطينية منذ العام 2014  حتى وإن حالت بينه وبين دراسة علم النفس في الجامعة عبر وضعه هدفا للملاحقة  والاعتقال بين الحين والآخر..لكن من قال أن الفلسطيني يحتاج لشهادات جامعية ليصبح معلما أو صاحب نظرية فأبو عطوان هو القائل بهذه المعادلة :"  الاحتلال عنيد لكننا نحن الشعب الفلسطيني نمتلك الصلابة ، عندهم القوة لكن الحق عندنا.. إن مصدر قوتي كل الشعب الفلسطيني الصابر " وقال ايضا :" وعدت نفسي أن أبقى مركّزا ذهنيا كي أنتصر ..فرسالتي واضحة وهي حريتي ، المحتلون يرفضون  لأنهم يريدون الانتقام من عائلتي  فيقولون ان أيادي عائلتي ملطخة بالدماء. وكأن ما على أياد ضباطهم وجنودهم حناء !" .

 

 

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024