الرئيسة/  مقالات وتحليلات

هتافات من قاع المدينة

نشر بتاريخ: 2021-07-05 الساعة: 13:09

كلمة الحياة الجديدة 

 

بين الطوفان البشري الذي اجتاح شوارع الخليل يوم أمس الأول، دعمًا للرئيس أبو مازن والتفافًا حول الشرعية، وتضامنًا مع الأسرى، وتظاهرة الخديعة الاحتجاجية (..!!) في رام الله نفس اليوم، والتي تزعم أنها  ضد ما جرى من إجراء أمني عنيف مع المواطن نزار بنات، ما أدى إلى وفاته، نقول بين الطوفان الخليلي الهادر، وتظاهرة الخديعة هذه، ثمة ما أكد ويؤكد مجددا أن الشارع الفلسطيني، سيظل هو شارع الوطنية الفلسطينية، بهتافات اخلاقياتها، وقيمها النضالية ألاصيلة، بخلاف ما ردد الذين كانوا عند دوار المنارة في رام الله، من هتافات اتصفت بالبذاءة، وبانعدام الروح الوحدوية، والقيم الوطنية والأخلاقية، وهي تصف المناضلين من أبناء شعبنا بالكلاب (...!!!!) وتدعو إلى رحيل رأس الشرعية الوطنية النضالية والدستورية، الرحيل الذي تتمناه دولة الاحتلال، إسرائيل، ومن لف لفها، من الذين باتوا يتحدثون بعربية مشوهة، بل وبعربية تعجمت بأحابيل التطبيع، خدمة لإسرائيل، ولأهدافها العنصرية العدوانية ...!!!. 
لغة البذاءة لم تكن يوما، ولن تكون لغة الشارع الفلسطيني، حتى بتظاهرات المعارضة ، وحتى "غطرسة الوضيع" التي كشف عنها الراحل محمود درويش، إثر الانقلاب الحمساوي العنيف على الشرعية في قطاع غزة، لم تنتج هذه اللغة، التي ترددت عند دوار المنارة والتي اتصفت بالوضاعة، والانحطاط الأخلاقي، ولم تكن سوى محض شتائم يعرفها الفلسطينيون بأنها من قاع المدينة، ومن عوالمها السفلى ...!!! أحد المشاركين في هذه التظاهرة والذي يعد معارضا في الصميم، انسحب منها بعد أن اكتشف  قباحة الهتافات، ومدى انحطاطها، فعابه أن يبقى في تظاهرة تهتف "يلا يلا.. كلاب السلطة برا" ...!! وكتب ذلك على صفحته في "الفيسبوك" وزاد بأن ما جرى في هذه التظاهرة كان "احتيالا عليه، وعلى العديد من المشاركين فيها، وتزويرا لإرادته وإرادتهم" وبرغم هذه الشتائم فإن رجال الأمن والشرطة من حول هذه التظاهرة، امتثلوا للقانون، بحسهم الوطني، وتمسكوا بدورهم الرقابي، حماية للممتلكات العامة، وللمتظاهرين أنفسهم، وقد تحلوا بصبر أيوب، فثمة شتائم ما كان لحكيم أن يصبر عليها...!.
تظاهرة رام الله لم تكن مع هذه الهتافات لصالح مسألة المرحوم بنات، وإنما  لصالح الأجندات الداعية للتخريب، والفوضى، لعل سيناريو الخريف العربي – لم يكن ربيعا بالمطلق -  يتكرر هنا، والذي حينها، لن ينعم بمعطياته سوى الاحتلال الإسرائيلي، وهذه الغاية، لهذه التظاهرة، طبقا للذين خططوا لها، وقادوها فقط، وليس للعديد من الذين شاركوا فيها، واكتشفوا أنهم وقعوا ضحية احتيالها، وقد زورت إرادتهم، تماما مثلما تزورها فضائيات الفتنة، وهي تركز على تظاهرات جماعاتها فحسب..!!!.  
في الخليل، وقبل ذلك في نابلس، حيث الطوفانات البشرية، وهي تعلي هتافات الوطنية، والوحدة والشرعية، ما كان لعين التقوى والأمانة، أن تخطئ الرؤية الصائبة للمشهد الذي لا يحتمل أي تأويل بأنه مشهد أبناء فلسطين بكامل خطابهم الأخلاقي، والحضاري، والوطني، وبتمام إصرارهم على حماية مشروعهم التحرري، وما ثمة مقارنة بين الآلاف المؤلفة في هذه الطوفانات البشرية، وتظاهرة ما زالت تحاول حشدا بهتافات يأنفها شعبنا، حين هي هتافات الضغينة، والسفالة مدفوعة الأجر..!!.   

رئيس التحرير 

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024