ألاعيب إسرائيلية..!!
نشر بتاريخ: 2021-07-04 الساعة: 12:47
باسم برهوم
عندما تهدم الحكومة الإسرائيلية الجديدة بيوت الفلسطينيين في حي البستان في سلوان في القدس، وتصر على محاولة الاستيطان على جبل صبيح في قرية بيتا قرب نابلس، وعندما تواصل السماح للمستوطنين والمتطرفين اقتحام المسجد الأقصى، وتطلب من واشنطن تأجيل فتح قنصليتها في القدس الشرقية، فإنها عمليا وواقعيا حكومة نتنياهو دون نتنياهو، حكومة يمينية بامتياز رغم وجود حزبي ميرتس والعمل فيها. وبهذا المعنى إن إزاحة نتنياهو كانت مسألة شكلية بهدف إرضاء إدارة الرئيس بايدن، ومحاولة امتصاص أي قرار لهذه الإدارة يمكن ان يغير من صيغة صفقة القرن التي تم تنفيذ أجزاء منها في زمن نتتياهو- ترامب ويتم تنفيذ ما تبقى منها على أرض الواقع تدريجيا.
بهذا المعنى فإن الحكومة الإسرائيلية لم تتغير إلا بالشكل وبالأسماء دون أي تغير في السياسات والخطط، وهذا ليس بالامر الغريب أو العجيب فمن يقف على رأس هذه الحكومة وبيده لجم أي قرار هو "بينيت" الأكثر يمينية من نتنياهو نفسه باعتباره أحد زعماء المستوطنين...!!
إن ما سنراه نحن الفلسطينيين من الحكومة الإسرائيلية، تصريحات معتدلة خداعة من وزير الخارجية الوسطي "لبيد" ولكن على الأرض مزيد من الاستيطان والتهديد، أما الولايات المتحدة فسوف تواصل إصدار بيانات التحذير الشكلية تجاه الخطوات الإسرائيلية الأكثر تطرفا ووقاحة، كي تبدو انها أكثر انسجاما مع القانون الدولي من الإدارة التي سبقتها.
إسرائيل مثل الحرباء تتلون في غلافها السياسي الخارجي ولكنها من الداخل ستبقى دولة احتلال ودولة فصل عنصري، لا تحيد عن اهداف مشروعها الصهيوني التوسعي. هذه الدولة الحرباء نجحت في إقناع إدارة بايدن بأن الهدف الاهم هو المحافظة على الائتلاف الحكومي الإسرائيلي من إعادة فتح القنصلية في القدس الشرقية، وبدل التركيز على تعديل قرارات وسياسات ترامب تجاه القدس والقضية الفلسطينية. الحكومة الإسرائيلية الجديدة تدرك أن إعادة القنصلية سيعني عمليا شطب قرار ترامب بأن القدس الموحدة هي عاصمة لإسرائيل، وبالمناسبة إعادة القنصلية كان أحد الوعود الانتخابية لبايدن ولم يكن من سبيل في إحباط هذا الوعد إلا بهذا الشكل من الابتزاز السياسي.
الاعيب إسرائيل مكشوفة للشعب الفلسطيني، ولا سبيل لمواجهة ذلك إلا بمقاومة هذا العدو العنصري بطريقة تتصف بالاستمرارية، ولكن بذكاء وليس مجرد هبات من رد الفعل. المقاومة ليست عملا استعراضيا لتحقيق أهداف داخلية، إنها فعل شعبي مكثف ومتواصل، فالمعادلة المفروضة علينا الان لن تتغير إلا بتوافق وطني على إستراتيجية مقاومة ولكن بعيدا عن أي أجندات خارجية تخدم أطراف إقليمية اكثر ما تخدم مصالح الشعب الفلسطيني الوطنية.
جوهر سياسة إسرائيل الرسمية لم يتغير منذ وطأت قدم اول مستوطن أرض فلسطين، وحتى في المرات القليلة التي كنا نلمس إمكانية ان يكون هناك تغير نسبي في هذه السياسة، سرعان ما كان يجري وأدها في المهد كما حصل عندما تم اغتيال رابين.
ويمكن السؤال هنا أين هي حركة السلام الآن؟ أين هو اليسار الذي تبنى مبدأ حل الدولتين في مرحلة من المراحل؟
الشعب الفلسطيني حاول مرارا أن يقرع جدار خزان الكراهية والعنصرية الصهيونية، لكنه كان يواجه في كل مرة بمزيد من التوسع الاستعماري ونكران تام لحقوقه السياسية والمدنية، ويواجه بمزيد من العنصرية، وبموازات ذلك هناك مجتمع دولي يمارس سياسة ازدواجية المعايير، ويغمض عينيه عن جرائم الجيش والمستوطنين وعن انتهاك إسرائيل السافر للقانون الدولي..!!
mat