الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الاتفاق ... حتى تتفرغ حماس لهذه الوظيفة !!

نشر بتاريخ: 2021-06-30 الساعة: 10:55

موفق مطر  

إن قبول فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين المسمى ( حماس ) لاتفاق مع منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري المسماة ( اسرائيل ) يعني بكل وضوح أن ادعائهم (بالنصر الإلهي الرباني ) الأخير كان كذبة ودجل بلا حدود ، وكي للوعي الفردي والجمعي بوجهيه الروحي والوطني .. أما حقائب المال المدموغة بأختام الشاباك الإسرائيلي فإنها الجوع الأكبر  الذي دعا مشايخ حماس للخضوع  والسقوط في مستنقع الذل ، بعد ان سجل الشعب الفلسطينية وقيادته الشرعية الوطنية أروع صمود في وجه حصار مالي واقتصادي وسياسي غير مسبوق  اطبقت فيه إدارة ترامب كل المنافذ على الشعب والقيادة لكنه فشل ونتنياهو معه في الحصول على صورة خضوع ولو كلامية ، وإنما حصل على العكس عندما اقر بان القيادة الفلسطينية " تهينه " ولا تحترمه !!. 

الأخطر مما ذكرنا أن هذا الاتفاق يمنح حماس إشارة  خضراء من منظومة الاحتلال  للسير قدما في مخططها ليس للاستيلاء على منظمة التحرير الفلسطينية وحسب ، بل الإمعان في تدميرها من الخارج إن لم تستطع الوصول إلى مركز عصبها التنظيمي لتفكيكها بالتدريج أو بالضربة القاضية حسب الظروف. 

هذا الاتفاق يمنح حماس تطمينات من حكومة بينيت خليفة حكومة نتنياهو العنصرية بأن منظومتها لن تتحرش بها مادامت مشغولة في تنفيذ مخطط  الانفصال ، وتصفية حركة التحرر الوطنية ، واغتيال مقومات الهوية الوطنية الفلسطينية ، وتدمير ركائز دولة فلسطين المستقلة ، واحلال اليأس في قلوب وعقول الجماهير الفلسطينية من فكرة التحرر والحرية والاستقلال ، عبر تثبيت مفهوم الصراع على السلطة كأولوية وإسقاط  الصراع  مع الاحتلال حتى لو تم الابقاء على جعجعة الخطابات على المنابر ووسائل الاعلام. 

اتفاق حماس مع منظومة الاحتلال بالعودة إلى الواقع السابق ليوم العدوان على غزة يعني أن حماس قد تنازلت عن ذريعتها التي اتخذتها " لتجربة صواريخها " كما أقر واعترف رئيس حماس في غزة يحيى السنوار ،أي التنازل عن قضية حي الشيخ  جراح في القدس ، وقضية اعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى ، واعتبار هاتين القضيتين وكأن لسانه لم ينطق بهما حتى جف مبررا التضحيات الجسام التي دفعها آلاف المواطنون الفلسطينييون المدنيون ألأبرياء في غزة تحت شعار (سيف القدس ) الذي روجته حماس ، لنكتشف بعد جملة خطابات معلنة مرئية ومسموعة ومكتوبة أنه سيف لحماس ومكاسبها فقط ، أكده هذا الاتفاق الجديد وليس سيفا للقدس ، فمشايخ حماس كانوا معنيون بعدوان ورسم لوحة نصر مزيف لتمرير مؤامرة اقليمية على منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد وعلى السلطة الوطنية - هم ادواتها -  مؤامرة ظهرت وقائعها على الأرض بالأحداث التي شهدناها قبل أيام في مدن رام الله والخليل وبيت لحم عندما أججت حماس الفتنة بدعوة لحرب أهلية وتخريب مقدرات وانجازات الشعب الفلسطيني ومؤسسات  دولة فلسطين  الناشئة حتى الآن. 

لا توجد مصادفات في سياسة مشايخ حماس فكل خطوة محسوبة نتائجها ومكاسبها حتى لو كانت الخوض في الأوحال والمستنقعات القذرة، فقدرة هؤلاء على سوق أتباعهم وإقناعهم بحلاوة وعذوبة مياه المحيطات تجعلهم يبحرون بأمان وضمان بانعدام ردة الفعل من قواعدهم على الأقل  في الاتجاهات السياسية التي حظروها وخونوا وكفروا كل من مشى فيها قبلهم ،وعليه يمكن اعتبار حالة الانسجام اللامسبوقة بين  رئيس سياستهم اسماعيل هنية مع رئيس حكومة المغرب التي وقع رئيسها اتفاق التطبيع مع حكومة منظومة الاحتلال ، ومع الدحلان المستشار ألأمني لشيخ التطبيع الرسمي العربي محمد بن زايد وواجهته في العلاقة المباشرة والمادية مع حماس ، ما يعني أن حماس تمنح الضمانات لمنظومة الاحتلال ( اسرائيل ) لهذا الاتفاق عبر الحكومات ذات الأصول الاخوانية !!. 

 

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024