( نار التنين ) نحو الرئيس والدولة والقانون
نشر بتاريخ: 2021-06-28 الساعة: 12:56موفق مطر
مبادئ اساسية لابد من تركيز الضوء عليها قبل الدخول في صلب الموضوع أولها : ان روح الانسان في فلسفة حركة التحرر الوطنية مقدسة ، ولا يحق ولا يجوز إلا للقضاء العادل في اطار سلطة القانون تحديد مصيرها في محكمة ينال صاحبها حق الدفاع عن نفسه وفق السبل القانونية النظامية .
ثانيها : أن حق الانسان الفلسطيني بالحياة والحرية ، وحرية التعبير عن الرأي مكفولة في القانون ، وأن هذا الحق هو محور وجوهر فلسفة وعقيدة الأجهزة ألأمنية الفلسطينية ، فضباطها ومنتسبيها مناضلون نشأوا في ميادين المواجهة مع الاحتلال ، ولديهم من الالتزام والانتماء الوطني والانضباط العسكري ما يكفي لأن يكون نموذجا لأفضل واقوى ألأجهزة الأمنية في العالم
ثالثا: أن رموزنا السيادية ، علمنا الوطني ، رئيس الشعب وقائد حركة التحرر الوطنية الرئيس محمود عباس ، ومؤسسات دولة فلسطين التي رفعت أركانها بتضحيات مئات آلاف الشهداء والأسرى ، كلها خطوط حمراء ، وأن استهدافها يأت في سياق حملة منظمة مبرمجة معدة سلفا من قوى اقليمية وداخلية لإلغاء منظمة التحرير الفلسطينية ، وتجريد شعبنا من القرار الوطني الفلسطيني المستقل لإعادته الى مربع الخضوع والاستغلال والاتجار والمقامرة بالقضية .
رابعا : مبدأ سيادة القانون ، والفصل في القضايا والملفات والجرائم في اطار مؤسساته القضائية والعدلية ، وأنه لاحق لمواطن أو مجموعة أخذ القانون وتطبيقه باليد ، وان اية محاولة لتكريس هكذا واقع ينسجم تماما مع رواية الاحتلال الاستعماري الاسرائيلي العنصري التي يروجها ناكرا وجودنا في ارض وطننا ، ومختصرها أن لا شعب ولا دولة ولا قانون غير دولة اسرائيل وقوانينها .
خامسا : أن ارتكازنا على قيمنا الأخلاقية الشخصية والوطنية وعلى المنطق والموضوعية وأخذ القضايا دائما ومناقشتها والبحث فيها تحت مظلة القانون ليس انعكاسا إلا لمبادئ وقيم وسلوكيات زرعتها فينا حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح منذ نشأتنا وابتداء قدرتنا على استيعاب معاني الحياة الاجتماعية والوطنية في كل مساراتها وتشعباتها ، ومن يظن فينا الضعف فنعتقد أنه لم يقرأ جيدا معنى أننا اخترنا هذا الخط الكفاحي التحرري الذي ما كان هدفنا إلا لتحرير الانسان وانتزاع حقوقه من الظلم الأول (الاحتلال) ومن أي ظلم قد يتعرض له من اي جهة كانت ، فمعالجة القضايا بحكمة ليس ضعفا وإنما رؤية بعيدة المدى تهم مصالح الشعب العليا وفلسطين ألأكبر من الجميع .
ندرك جيدا أبعاد وأهداف ردود الفعل على قضية وملف مقتل المواطن نزار بنات فمنها ردود فعل مشروعة مرتبطة بالعواطف والانفعالات المنبعثة نتيجة لصلة الدم والقرابة قبل تجاوزها الخطوط الحمراء عندما دعت الى المساس بالرئيس والحكومة ومؤسسات السلطة الوطنية واعتبارالعائدين للوطن كالمستوطنين ، ومعاملة ضباط وجنود الأجهزة ألأمنية كجنود احتلال !!
وندرك بالتوازي وبوضوح ودقة اكثر مدى استغلال قوى اقليمية ومحلية متعاملة معها عملت ومازالت على تدمير ركائز دولة فلسطين ، وضرب روح حركة التحرر الوطنية ، هو ذروة تحريض استمر لأكثر من عشرين عاما ، هدفه فصل ألأجهزة ألأمنية عن حاضنتها الشعبية الوطنية التحررية ، فنحن لا نتحدث عن قوى اقليمية وأخرى داخلية ركبت الموجة وإنما عن حملة مخططة سلفا يحق لنا تسميتها ( نار التنين) نسبة لوحش متعدد الرؤوس والأطراف لكل منها وظيفته ، فجماعة الاخوان المسلمين وفرعهم المسلح في فلسطين المسمى حماس لم تتوانى عن الدعوة لحرب اهلية عبر استكمال انقلابهم على المشروع الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير بين سطور كلمات بيان الناطق باسم حماس فوزي برهوم في استخدام واستغلال غير مسبوق لمن كانوا يكنون له العداء المطلق ، وكذلك فعل مؤسس ( فرقة الموت ) الدحلان وتساندهم وسائل اعلام مرتبطة بعواصم في الاقليم على رأسها طهران وأدواتها الاعلامية المصروف عليها ملايين الدولارات يوميا من اجل هدف واحد فقط وهو ألا تقوم قائمة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح العمود الفقري لمنظمة التحرير والقرار المستقل ، وألا يتجسد هدف الدولة المستقلة ، وإخضاع القدس وتذويبها في مخطط التهويد ، وسنذهب لأبعد من ذلك فنقول أن الانسجام بين مشايخ حماس ودول التطبيع مع منظومة الاحتلال الاستعماري لن يكتمل إلا بإفناء أي أثر للوطنية الفلسطينية والمؤمنين بها على ارض فلسطين ، لذا لا نستبعد تطورات ميدانية يفتعلها المرتبطون بأجندات خارجية لصالح اغراضهم وغاياتهم ، حتى لو استغلوا عائلة نزار بنات الى حدود خارجة عن تاريخ العائلة كما قال عطية ابن عم نزار بنات الذي قال لقناة الميادين :" نؤكد اننا ابناء حركة فتح اولا وأخيراً ولم نهتف ضد الرئيس محمود عباس وندعو للتحقيق " .
واجه الوطنيون مؤامرات وحملات ابادة بالعنف والنار اشد فظاعة من حملة التنين هذه ، لكن يقظتهم وحكمتهم وشجاعتهم ووقوفهم كصخرة لتكسير موجات المؤامرة وتبديد اعاصيرها سيجعل من التنين مجرد اسطورة ساقطة أمام الوعي الوطني الذي سيبقى الوارث والحامي للفكرة ولأرض فلسطين وما عليها فالذي صمد وصد الوحش ترامب لقادر على مواجهة وصد هذا التنين المركب من مجموعة مصالح متعارضة ومتصارعة من حيث المبدأ .
m.a