الأخبار والمنشورات المُبَهَّرَة والمُبهِرَة بين الشيطنة والببغاوية
نشر بتاريخ: 2021-06-22 الساعة: 08:34موفق مطر
قد تكون أسباب موضوعية تمنع المواطن من تصديق رواية محلية رسمية او خاصة غير حكومية حول قضية أو حادثة محلية ، لكن لا سبب واحد مقنع يمنح لمواطن نقل وترويج وترديد رواية مصدرها منظومة الاحتلال العنصرية الاسرائيلية حول ذات القضية أو الحدث أو الملف .
يرجع البعض الحالة الأولى الى ضعف الثقة أو انعدامها من الحالة السياسية ما ينعكس تلقائيا على كل ما يصدر عنهم من تصريحات ومواقف وبيانات ، لكن هذا المستند (التبرير) ليس منطقيا ولا علميا ولا موضوعيا ، ذلك أن فقدان الثقة عموما مرض شخصي يعكس ضعف عقل صاحب الموقف السلبي دائما وقدرته على ادراك الأمور وتحليلها أو قراءتها في سياقها ، أما النظر في تفاصيل وحيثيات الرواية عن القضية أو الحدث ، والبحث عن الحقائق وكشف مواطن الضعف المغطاة فهذا حق يستطيع كل فرد في المجتمع ممارسته وبناء رأيه او موقفه بناء على تشريح دقيق للموضوع .
هنا وجب وضع الرأي العام بنتائج دراسة بحثية نتيجتها أن الأخبار والمنشورات في وسائل اعلام المعارضة في اي دولة في العالم تحوز على تفاعل بنسبة سبعة أضعاف مثيله المنشور عبر الوسائل الرسمية الحكومية ، وقس على ألأمر أخبار ومنشورات الفضائح والذم والقدح وأخرى ينطبق عليها وصف ( الشيطنة الصبيانية ) .
رب جواب من البعض يقول : ليس كل الجمهور مالك لهذه المواهب ، وليس لديه الاستعداد لإخضاع الخبر أو الصورة ( الرواية ) للفحوصات والتحليل لاستخلاص الحقائق خاصة عندما تغبر الأجواء بفعل عاصفة أخبار مزيفة ومزورة ومحرفة مصدرها الخصوم والأعداء على حد سواء فتمنع المواطن من رؤية الحقيقية ، لكننا نعتقد أن المواطن حتى لو كان دخله متواضعا ويحمل جهاز هاتف ذكي اشتراه على حساب ضروريات لبيته وعائلته وموصول بشبكة عنكبوتية لا عذر له إذا لم يستخدم قدراته وذكاء جهازه للإطلاع على موضوع الرواية من كل جوانبها ، وألا يسلم برواية يُعرَف من اسم ورمز مصدرها الغاية منها ومقاصدها وأهدافها ، فهذه الأمور باتت معلومة للصغير قبل الكبير، أما علية القوم – كما يقال – ففيهم تكمن المصيبة حيث يستغل هؤلاء اسماءهم وشهرتهم ومكانتهم لبث احقادهم وكراهيتهم وعدائهم ، وفي احسن التقديرات بث مواقفهم الخاصة الفئوية أو الحزبية محمولة على الخبر المرفوع على المنصات الاخبارية ووسائل الاتصال بأدوات منظومة الاحتلال الاسرائيلي الواضحة معالمها للقاصي والداني وباللغة العربية ، فهذه مثلا شاعرة ، وذاك استاذ جامعي ، وذلك سياسي ( يخزي العين ) لا يتوانى عن قص ولصق منشور يتعلق بحدث فلسطيني من صفحة ( اوفير جندلمان ) أو الناطق باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي العنصري (افيخاي ادرعي ) أو من صفحة ( المنسق ) عضو هيئة اركان جيش الحرب والجريمة ضد الانسانية ، فهذا ( الببغاء الآدمي ) يعلم و يعرف ويدرك مقاصد أركان جيش الاحتلال واستخباراته التي غالبا ما تمرر روايتها أيضا عبر وسائل اعلام وصحافة موجهة للجمهور الفلسطيني خصوصا ، تماما كما يدرك المساندون لهم المنتشرون في طول وعرض جبهتنا الداخلية الفلسطينية أهداف ومقاصد الحملات المنظمة على وعي المواطن الفلسطيني وصحته النفسية ، ومرتكزات ومقومات شخصيته الوطنية ، ومعنوياته التي اذا ما انهارت اخذت معها الى الحضيض كل آماله في التحرر والحرية والاستقلال ، فيبقى مجرد كائن بشري حي محبط يائس ، فيصير عنده الخبز الهدف الأول والأخير .
العاملون على ترويج الأخبار المفبركة ( والمُبَهَّرة ) وليس ( المُبهِرَة ) يدركون جيدا المسارات التي تستجيب لها الغرائز والانفعالات المنفلته الخارجة على سيادة العقل والتفكير ، فيضخون بأقصى درجات السعة والكم الملوث بالفايروس المثير لحواس المتلقي الباحث عما يلبي حواسه المسيرة بطاقة رغباته ، فيستثمرها في هجوم عبثي عدمي على خصومه الشخصيين والعموميين الين يتبوأون مهام رسمية ، فلا ينتبه انه ينسخ مقولة ورواية ( العدو) ويمررها الى الجبهة الداخلية لتنفجر مفاعيلها على شكل شرذمة وتخبط لا أكثر ، وتضيع في مثل هذه الحالة مكانة أصحاب الرأي والموقف الذين يفضل بعضهم الانسحاب فيما يصر آخرون على البقاء في الخندق الأول لبيان الحقائق للناس وتنوير الظلمة التي يفتعلها هؤلاء ومن ورائهم جهات تمول منشوراتها وأخبارها وإعلاناتها لتحقيق هدف أقله ارباك الساحة الوطنية اثر كل منعطف أو حدث تاريخي وطني.
اذا اطلع المتلقي على مصدر الخبر او المنشور ، وقرأ سياسته المتبعة ، ودقق في مصادر تمويله وطبيعة ومضامين المنشورات والتعليقات عليها بإمكانه معرفة القصد ، والمستهدف بعد اكتشافه مكمن التزوير و هذا ليس صعبا على مالك اداة اتصال ذكية ، لكنه صعب جدا على من يستخدم هذه الأداة لزرع الغام وتفجير اخرى في جبهة الوطن الداخلية .
m.a