الرئيسة/  مقالات وتحليلات

حقًّا حكومة تغيير!

نشر بتاريخ: 2021-06-21 الساعة: 09:15


محمّد علي طه

خير، إن شاء الله خير، فبعد هياط ومياط كما كتب المعرّيّ في "رسالة الغفران" وشفاعة من مجلس الشّورى ومجلس الحاخامات، عندنا حكومة تغيير.. ولا أُفشي سرًّا إذا ما قلت بأنّنا فرحنا بفشل نتنياهو مثلما فرحنا بفشل الأنكل ترامب، ولم نفرح بنجاح جو بايدن كما لم نفرح بنجاح نفتالي بنيت، ولا أوافق دهاقنة اليمين الّذين يزعمون بأنّنا بدّلنا النّخلة بسخلة، فبيبي ليس نخلة و"نفتول" ليس سخلة، فكلاهما ذو أنياب، وسوف يأتيك بالأخبار من لم تزوّد. وعلى الرّغم من أنّ الأمور ما زالت على حرف الخاء، أعني الخير والخيار والخبز والخبّيزة ولخولة أطلال بِبُرقَة ثهمد، الّا أنّني لا أزعم بأنّنا يا بدر لا رحنا ولاجينا.
نحن مجتمع يحبّ التّغيير ونرحّب به بل نشتهيه ونتوحّم عليه. كنّا قبل سنوات نفطر الخبز والزّيت والزّعتر واللبنة فصرنا نفطر في "اوروما" و "كافيه كافيه"، وكنا نحيي أعراسنا على البيادر وفي السّاحات فانتقلنا إلى القاعات "المكندشة"، وكنّا ندقّ على الدّربكة في أفراحنا ونغنّي "على ظهور الخيل تعلّمنا الفروسيّة" فصرنا نطلق الرّصاص من السّلاح الأوتوماتيكيّ. الدّنيا تغيّرت، وصار عندنا حكومة تغيير مائة على مائة، رئيسها لا يعرف كلمة "احتلال" ولا يعرف اصطلاح "حلّ الدّولتين" ولا ينطق بـ "شعب فلسطينيّ" ولو هدّدته بقطع لسانه. حكومة تغيير فيها حزب مسلم محافظ، وفيها حزب يدعو إلى طرد العرب من البلاد وتسفيرهم بالطّائرات وبالسيّارات وبالسّفن الى كندا والأرجنتين وسوريا والأردنّ، وفيها حزب لا يعترف بلغتنا العربيّة الجميلة ويراها لغة خشنة، وفيها حزب يدعو الى شَرَعنة زواج اللوطيّين والسّحاقيّات (آسف المثليّين) ويرى بكلّ من يعارضه ويخالفه متخلّفًا، وفيها حزب يتحسّر على أيّام الحكم العسكريّ.. وفيها ما فيها.. كفى. كفى!!
هذه حكومة تغيير، اسم على مسمّى، فالحكومة السّابقة كانت تنظّم مسيرة الأعلام الاسرائيليّة في ذكرى توحيد القدس (يعني احتلال القدس والأقصى والقيامة) ولكن هذه الحكومة ترتّبها بأسلوب حديث فبدل أن يكون في المسيرة عشرة آلاف مستوطن عنصريّ اختصرتها إلى خمسة آلاف مستوطن يهتفون "الموت للعرب" و "محمّد مات"! 
والحكومة السّابقة كانت تصادر الأراضي العربيّة في القدس والضّفّة الغربيّة وتبني عليها المستوطنات مع زفّة وزعبرة وطنّة ورنّة أمّا هذه الحكومة فهي حكومة متحضّرة وسوف تصادر وتبني "ع السّكّيت" كي لا تُحرج صديقًا في الدّاخل أو الخارج.
والحكومة السّابقة كانت تهدم البيوت العربيّة في الجليل والمثلّث والنّقب وتلزم صاحب البيت بدفع تكاليف الهدم عدًّا ونقدًا، وأمّا هذه الحكومة فسوف تسمح لصاحب البيت المهدوم بأن يدفع التّكاليف بالتّقسيط.
والحكومة السّابقة كانت ترفض لمّ شمل العائلات الفلسطينيّة ولا تسمح لرجل عربيّ من عندنا بأن يتزوّج امرأة من غزّة أو جنين (ليش مالهن بناتنا؟) ولكنّها تسمح له بالزّواج من الشّقراوات الرّوسيّات والفرنسيّات وأمّا هذه الحكومة فسوف تقرّر أن يكون زواج العربيّ فقط بامرأة من راهط والنّاصرة وترشيحا حفاظًا على نقاء النّسل. والحكومة السّابقة كانت تقتحم البيوت الفلسطينيّة في المناطق المحتلّة ليلًا وأمّا هذه فسوف تقتحمها نهارًا على المكشوف.
والحكومة السّابقة منعت قطف الزّعتر والعكّوب وأمّا هذه فسوف تمنع قطف الفقع لأنّه لحمة الفقير، ولا يوجد عندنا فقراء. الفقر فرية من أعداء الدّولة. 
أما زلتم تسألون عن التّغيير؟
صلّوا ع النّبيّ.. خير إن شاء الله خير!!

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024