الرئيسة/  مقالات وتحليلات

(أوهام القوة والنصر)

نشر بتاريخ: 2021-06-20 الساعة: 11:24

 

 كلمة الحياة الجديدة 


في باحات الأقصى، لا تزال المعركة مستمرة بين شبان المدينة المقدسة، وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ومسيرات المقاومة الشعبية السلمية تتصاعد في مختلف مناطق الضفة الفلسطينية، وتتجلى "بيتا" أيقونة لهذه المقاومة، وقد قدمت أربعة من أبنائها شهداء حتى الآن، دفاعا عن جبلها كي لا يبتلعه الاستيطان الإسرائيلي، ويوم أمس الأول احتدت مواجهات أهلها مع قوات الاحتلال فأصيب 370 منهم بجروح مختلفة. والواقع ما من جديد في كل ذلك، لأن صراعنا ضد الاحتلال لم ينته بعد، ولأن شعبنا ليس في وارد الاستسلام، لمشيئة غطرسة القوة العنصرية، لدولة الاحتلال، والنصر(...!!) الذي تتغنى به حماس، بات واضحا أنه محض نصر للخطاب الشعبوي، من حيث انعدام واقعه المادي، فالاحتلال ما زال جاثما على أرض دولتنا، وما زالت سياساته العدوانية هي ذاتها، وبتصعيد عنيف ضد مختلف فعاليات الصمود، والمقاومة الشعبية السلمية، التي تتواصل على نحو لم يعد قابلا للتعتيم، وفي مختلف مدن وقرى وبلدات الضفة الفلسطينية.
لن يكون بمقدور أحد أن يفهم أو أن يقبل على نحو موضوعي، أن يواصل خطاب النصر الشعبوي الحمساوي تحشيده التعبوي المحموم ضد السلطة الوطنية...!! وكنا سنرضاه خطابا فلسطينيا، لو كان تحشيده التعبوي ضد الاحتلال الإسرائيلي بوضوح وحدوي يطوي صفحة الانقسام البغيض، ويحصن ساحات المواجهة مع الاحتلال بالوحدة الوطنية، ويهيئ ساحات العمل الوطني تحت رايات الشرعية الفلسطينية، لإعادة الإعمار لقطاع غزة، الذي لم يعد يحتمل الخراب الذي هو فيه...!! على أن حماس على ما يبدو ترى في هذا الخراب، ورقة حزبية بيدها لتمرير استثمارها لإعادة الإعمار سياسيا، بما يحقق لها تكريس سلطتها الانقسامية، وما حدث مع وزير الأشغال العامة والإسكان، محمد زيارة الخميس الماضي في غزة، يؤكد ذلك، فقد احتجزه الأمن الحمساوي لثلاث ساعات، بلا أي مبرر منطقي، ولا أي وازع وطني، ولا حتى أي وازع أخلاقي، وفقط لإبلاغه بمنعه من ممارسة عمله في القطاع المكلوم......!!! وزيارة كان هناك بتكليف حكومي لتقييم حجم الدمار الذي أصاب القطاع، جراء العدوان الإسرائيلي الأخير لوضع الخطط اللازمة لإعادة الإعمار.
سنتذكر هنا، وبألم ما كتبه شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش في نص جارح وجريح، بعد الانقلاب الحمساوي العنيف على الشرعية في قطاع غزة " أنت منذ الآن غيرك" وكشف فيه عن "دونية المتعالي، وغطرسة الوضيع" ولا شك أن لغة الأدب في هذا الإطار لغة قاسية، غير أن التنمر الحمساوي الذي مورس ضد وزير الأشغال العامة والإسكان لا يسمح بلغة المهادنة، ولا لغة التعويم، والهروب من مواجهة الحقيقة، ولا بد في النهاية من وضع النقاط على حروفها، ولو كره المنافقون..!!! 
- رئيس التحرير

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024