الرئيسة/  مقالات وتحليلات

بيتا تقاوم.. فهنا جبل صبيح ولن يكون (أفيتار)!

نشر بتاريخ: 2021-06-20 الساعة: 11:22


موفق مطر

محمد سعيد حمايل، زكريا حمايل،، الدكتور عيسى برهم وأحمد  زاهي داوود بني شمسة، شموس فلسطينية أشرقت على جبل صبيح في بيتا جنوب نابلس  في الضفة الفلسطينية  المحتلة  
في الطبيعة شمس واحدة تطلع على الأرض من وراء جبال، أما في فلسطين فالشمس تلو الأخرى تطلع من قلب أرض الجبل حتى لا يعم ظلام الغزاة وخيالات المحتلين المستعمرين العنصريين الإرهابيين المجرمين  أرض البلاد، فأهالي بيتا ومعهم الوطنيون الأحرار يغيرون  قواعد الفيزياء، فلقمة الجبل جاذبية  لشباب بيتا ورجالها والوطنيين المساندين لا تمنعهم عنها قوة مهما بلغت من الشدة، فالصعود إلى قمة الجبل بات كفريضة يستكمل بها الوطني الحر أركان الانتماء الوطني، فهنا مقاومة، وهنا شهداء وأسماء خالدة، وعلى كل جذع  شجرة زيتون ، وعند كل صخرة دم جرح فلسطيني نازف ، فهنا في جبل صبيح تسعف الأشجار والصخور شباب بيتا الجرحى، وهنا على القمة تضيء أرواح الشهداء الدروب لمن آمن بالصعود إلى الجبل ليتطهر ويتحرر.
يخوض الشعب الفلسطيني ضد المستعمرين الغزاة الإرهابيين في جبل صبيح في بيتا معركة موازية لمعركة القدس، فهناك على قمة الجبل بؤرة استعمارية ( أفيتار ) يسعى الغزاة لتثبيت قواعدها ورفع ركائزها، وهنا في القدس معركة حي الشيخ جراح، وبطن الهوى في سلوان  حيث يسعى ذات الغزاة  لنكب شعبنا بهجرة جديدة، سيكون تهجير أهالي الحي كلمة السر لإطلاقها.  
 في جبل صبيح معركة وطنية وفي القدس معركة وطنية أيضا، وفي كل مكان ترى فيه  الفلسطينيين ثائرين على المحتلين والمستعمرين نحسبها معركة وطنية، فالمحتل الإسرائيلي مهتم بالسيطرة على مدننا وقرانا وسكانها وموارد أرضنا وثرواتها الطبيعية ، فيعزز احتلاله واستعماره لقمم الجبال، ولكن هل سيتركهم أهل البلاد يستقرون ويتمددون، ويفرحون بما  اغتصبوه، الجواب المؤكد يسطره أهلنا في بيتا في ( كتاب العهد والوفاء للجبل )، فالمياه المتفجرة من الينابيع في المنطقة قد تصبح حمراء، فهنا شعب، هنا رجال ونساء، شبان وفتيان عاهدوا وطنهم على حسن الانتماء والولاء، لا يمنعهم عن الوفاء بعهدهم جند احتلال أو إرهاب جماعة أفيتار. 
 يؤمن المدافعون عن شرفهم الوطني بوجوب الصمود والانتصار في معركة جبل صبيح، كما يؤمنون بوجوب الصمود  والانتصار في قضية أهالي حي الشيخ جراح، ذلك أن الانكسار- لاسمح الله-  في هاتين المعركتين يعني ابتداء ظهور التشقق في الجدار الحامي لقلعة الوطنية الفلسطينية، وأن حسم المعركتين لصالح الشعب الفلسطيني يعني حسمها لصالح وجوده على أرضه، وتحقيق أهدافه الوطنية وثوابته، ولانبالغ إذا قلنا إن كل معركة مقاومة شعبية  في أي مكان على أرض فلسطين حلقة مرتبطة بالأخرى في سلسلة الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين.. وما تحطيم وإحراق بؤرة الغزاة الاستيطانية في (جبل العرمة)  إلا مثال عظيم على مدى وعمق تأصل الوطنية  الموروثة أبا عن جد لدى الفلسطيني  صاحب الحق التاريخي والطبيعي في أرض وطنه فلسطين. 
يدرك الفلسطينيون الوطنيون أهمية جبل صبيح  الاستراتيجية، وأسباب تنامي أطماع المستعمرين فيه، فالجبل الذي يبلغ ارتفاع قمته 570 مترا و يقع بين 3 قرى فلسطينية هي، قبلان ويتما وبيتا، جنوب نابلس. وتعود ملكيته لمواطنين فلسطينيين من القرى الثلاث، يتبع لسلسلة جبال نابلس وأعلى القمم فيها، علاوة على إشرافه على مفترق زعترة حيث حاجز الاحتلال العسكري، أما سيطرة المستعمرين عليه فتعني منع أهالي قريتي أودلا وعورتا من استيفاء التوسع الطبيعي ...لكنهم يدركون أكثر أن سيطرة المحتلين والمستعمرين الإرهابيين على الجبل تعني ربط مستوطنة أفيتار بمستوطنات محيطة بجنوب وشرق مدينة نابلس، ما سيؤدي لقطع المدينة عن الأغوار الفلسطينية. 
ليس أمامنا إلا حشد المقاومة الشعبية وتركيز ثقلها في معركة جبل صبيح كما فعلنا من قبل في معركة الخان الأحمر مع فتح جبهات أخرى موازية، ذلك أن الكل الوطني مستهدف، ولا توجد مدينة أو قرية آمنة دون غيرها في فلسطين، فكلنا أهداف في مرمى نيران منظومة الاحتلال، ولنتذكر دائما أن الاحتلال والاستعمار العنصري الإسرائيلي ليس قدرا، وأن الشعوب الحرة تصنع أقدارها بأياديها.  

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024