الرئيسة/  مقالات وتحليلات

لصالح من خطف السنوار المشروع الوطني وأحرق المواثيق !!

نشر بتاريخ: 2021-06-08 الساعة: 08:58

موفق مطر  

 بات واضحا الآن ان قيادة فرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين المسمى حماس باستغلالها الهبة الشعبية في فلسطين التاريخية والطبيعية  دفاعا عن القدس ومقدساتها  قد تهيأ لها امكانية الاستيلاء على منظمة التحرير الفلسطينية ، وسلب مكانتها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ، وتبديد 57 عاما من من النضال الوطني من اجل ضمان واستقلالية الشخصية الوطنية  وحوالي 56 عاما من الكفاح الميداني والمقاومة والنضال في مسارات  الصراع مع المنظومة الصهيونية الاستعمارية العنصرية ، السياسية في الميادين المحلية والعربية والدولية وتحديدا القانونية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، والأفظع فيما بدا من خطابات رؤوس حماس  وآخرهم يحيى السنوار الذي وصف المنظمة بالصالون السياسي أن الاستكبار قد بلغ فيهم الى حد الاشهار عن نواياهم لمحو سجل تضحيات الشعب الفلسطيني المؤرخة في كتاب منظمة التحرير منذ تأسيسها في العام 1964 واعتبارها كأنها لم تكن ، فالذي يرى الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني مجرد صالون سياسي لا يمكنه أبدا رؤية الوطن المؤلف واقعيا وماديا من الشعب والأرض ...فأحمد الشقيري الذي كان له شرف تأسيس المنظمة لم تكن لديه مخازن اسلحة ولا منصات اطلاق صواريخ ولا انفاق ولا مدن تحت الأرض ، وإنما كان لديه ايمان عميق بالشخصية الوطنية الفلسطينية وباستقلالية القرار الوطني الفلسطيني ، وبإمكانية تنظيم قدرات الشعب الفلسطيني وتوجهاته نحو التحرير والحرية في اطار حافظ ضامن للشخصية والهوية الوطنية الفلسطينية  التي كانت وستبقى الرد ألأشد فعالية على كل اسلحة وجرائم منظومة الاحتلال الاستعماري المستقوية بأحدث آلات الحرب المدمرة على رأسها السلاح النووي . 

كنا ومازلنا نعتقد أن انقلاب حماس استهدف بالأصل المشروع الوطني الفلسطيني الذي ابتدأته منظمة التحرير بإنشاء سلطة وطنية كمرحلة ناقلة نحو دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، هذا المشروع الذي سعى (اخوان حماس)  لتخريبه من الخارج والداخل عندما دخلت الانتخابات التشريعية في العام 2006 ، واستطاعوا فصل غزة بمواطنيها الفلسطينيين المليونين وتوظيف القطاع لخدمة مشروعهم المرتبط بأجندات اقليمية ، واليوم وبعد اكثر من ربع قرن من التخريب على هذا المشروع  ومحاولات تدميره يفاجئنا رأس حماس  في غزة يحيى السنوار بقبول جماعته بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67 بعاصمتها القدس كما قال حرفيا ،وأن هذا القبول على أساس الحد الأدنى من القواسم المشتركة  الفلسطينية  لكنه لم يغفل نسف هذه القواسم المشتركة ومخرجات  اجتماع الأمناء العامين للفصائل  ووثيقة الوفاق الوطني  عندما قال  :" بما ان القوة العسكرية عندنا – ويقصد جماعته - وقرار الحرب والسلم عندنا -  وإحنا اللي بنشعل الحرب وإحنا اللي بنوقفها   وإحنا اللي بنواجه  العدو ونتصدى له  فلا قيمة لمنظمة التحرير بهذه الصورة  " .. وهنا نذكر السنوار ببعض مخرجات اجتماع امناء الفصائل ليعلم أن عبارة نظام سياسي واحد وسلطة واحدة  وقانون واحد التي وقعت عليها قيادته العليا كما وردت في البيان الختامي تعني الالتزام  وانعدام حق فصيل بعينه أخذ قرار الحرب وإيقافها وفقا لمصالحه وارتباطاته بالأجندات الاقليمية  وهذا نص الفقرة " ومن أجل تحقيق أهدافنا الاستراتيجية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة، يتوجب علينا الإسراع في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والشراكة الوطنية. وفي هذا السياق، وكشعب واحد وموحد، نعيش في وطنٍ حرٍ واحد، توافقنا على ضرورة أن نعيش في ظل نظام سياسي ديمقراطي واحد، وسلطة واحدة، وقانون واحد، في إطار من التعددية السياسية والفكرية..الخ " . 

احرق السنوار قرارات وبيانات امناء الفصائل والغى الاتفاقات والمواثيق الناظمة للعمل الوطني الفلسطيني المشترك  والموقعة اصلا من رئاسة مكتب جماعته السياسي وبدا كمن يحاول خطف الحالة الفلسطينية وفرض اشتراطاته عليها بعد فشله في فرض شروط جماعته على منظومة الاحتلال مستقويا بسلاح هلل له الشعب الفلسطيني وكبر ، لكنه فوجىء  باستخدامه لفرض شروط على ذات الشعب الي يعتبر المنظمة ممثله الشرعي والوحيد ، فهو القائل بعدم صلاحية ماكان مطروحا قبل ايار 2021  مايعني رفض جماعته لحكومة وحدة وطنية  او حكومة توافق  طرحت للخروج من مرحلة ما بعد تأجيل الانتخابات ، وهو بذلك كمن ينسف جسور التواصل والحوار والتفاؤل الفلسطيني بإنهاء الانقسام حتى قبل انطلاق الاجتماعات  في القاهرة قريبا ، فهو قد قال :" إن الحديث عن حكومة  سمها ما شئت أو اجتماعات  سمها ماشئت  هدفها استهلاك  المرحلة وحرق الوقت  ليس مجديا  ولن يكون مقبولا علينا  فما كان مطروحا قبل 21 ايار 2021 لم يعد مقبولا بعده "  . 

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024