م.ت. ف يريدونها جثة في تابوت !!
نشر بتاريخ: 2021-06-03 الساعة: 07:57موفق مطر
مازال القرار الوطني الفلسطيني المستقل هدفهم ، ومازالت قضية فلسطين بنظرهم ورقة رابحة في المساومة على اقتسام النفوذ في المنطقة مع الولايات المتحدة الأميركية التي لا تريد شريكا في اقتسام كعكة المصالح في المشرق العربي عموما ومنطقة الخليج منه خصوصا ، مازالت الهوية الفلسطينية التحررية النضالية الكفاحية تكشف عورة انظمة دكتاتورية تستتر بالدين تصطنع الصراع مع اسرائيل ولم تقرر يوما الدخول في معركة فعلية معها فيما الشعب الفلسطيني يناضل ويكافح وثائر يقاتل لمنع تثبيت وتوسع جذور المشروع الصهيوني ألاحتلالي الاستعماري في ارض فلسطين ، فيشعرون بعقدة النقص والخوف من الانكشاف أمام شعوبهم التي اشبعوها بالخطابات المنبرية والعنترية عن فيالق وأيام وجحافل من اجل القدس ، فيقررون عمل المستحيل لإحداث اختراقات في عمق الشعب الفلسطيني للاستحواذ على مواقع نفوذ ، يطورونها ويمدونها بكل اسباب القوة المادية الحربية والمالية ، ولا يستخدمونها وحسب بل يزجونها في مواجهات عسكرية ثمنها وضحاياها آلاف الفلسطينيين المدنيين الأبرياء ، ودمار مقدراتهم وانجازاتهم كل ذلك في اطار تحسين ظروف شروطهم التفاوضية مع الولايات المتحدة الأميركية .
هؤلاء لم يكفوا يوما ولن يكفوا حتى تتحقق اهدافهم المتقاطعة مع اهداف منظومة الاحتلال ليس بطي صفحة منظمة التحرير الفلسطينية من سجل التاريخ الفلسطيني المعاصر وحسب ، بل بمحو كل ماله صلة بالهوية والشخصية الوطنية الفلسطينية وقيم الحرية والتحرر التي تجاوزت الجغرافيا الفلسطينية لتعم الوطن العربي والإقليم حتى بلغت القارات الست .
يمكن للمتتبع بدقة رؤية اتجاه الحملات الدعائية المبرمجة على منظمة التحرير الفلسطينية و قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية محمود عباس رئيس الشعب الفلسطيني ، وتلمس تفاصيل ( المؤامرة الصاروخية ) هذه المرة اذا أحسن قراءة ما تنطقه ألسنة أزلام هذا المحور كرؤساء تحرير صحف موالون منتقون على اسس ولاء مذهبي وسياسي ، محترفو دعاية واتصال ، أو سياسيون في مواقع قيادية في تنظيمات وفصائل فلسطينية ، وآخرون يبعثون برسائل عبر مواقفهم ومقالاتهم ما يوحي باستعدادهم لتقديم خدمات (للسادة ) الذين انعشهم تبجيل قادة فصائل منحوهم فضل ( الانتصار الالهي الرباني ) حسب توصيفهم ، فيما العالم يعلم أنه كان عدوانا اسرائيليا دفع الشعب الفلسطيني مقابل الصمود بوجه اعصاره المدمر دماء طاهرة غزيرة بريئة ، ويمكننا القول أكثر أن بعضا من هؤلاء ذهبوا الى حد الطلب إقالة الرئيس محمود عباس ابو مازن ، في أوضح موقف مساند لبلفور الثاني ، صاحب الخطة الاستعمارية الجديدة دونالد ترامب الذي ما تلقى من قائد الشعب الفلسطيني ابو مازن إلا ما يليق بكرامة وعزة الشعب الفلسطيني الذي منحه الثقة والأمانة رغم حصار سياسي ومالي ساعدته في تطبيقه انظمة هرولت للتطبيع مع منظومة مشروع استعماري عنصري احتلالي ظنا أنه قدر المنطقة وزمانها ، ولم يدركوا أن الشعوب المؤمنة بحقوقها وحتمية انتزاع حريتها لا تقر ولا تعترف ولا تخضع إلا لقدر تصنعه بإرادتها ، وهاهو بنيامين نتنياهو القبضة الحديدة لترامب آيل للسقوط ايضا بين ليلة وضحاها.
عند كل منعطف ايجابي في مسار القضية الفلسطينية وعندما تتعاظم صورة الالتفاف الشعبي الفلسطيني حول موقف القيادة ورؤيتها وبرنامجها للصراع مع مشروع الاحتلال والاستعمار العنصري (اسرائيل) يتم اشهار الرغبة القديمة الجديدة برؤية منظمة التحرير الفلسطينية جثة هامدة في تابوت ، وهم يعلمون تماما أن المنظمة تعني الانجاز الأعظم لشعب فلسطين في مواجهة مشروع صهيوني انكر وجوده اصلا ، وتعني قيم التحرر والحرية والاستقلال ، والقرار الوطني المستقل ، وأن المتعاونين معهم حتى وإن كانوا بين صفوف الشعب الفلسطينية ينفذون خططهم ومطالبهم لأنهم لا يؤمنون بمبدأ الانتماء للوطن أصلا وإنما للجماعات اللا وطنية ولقوى الاقليم .
فشلت انظمة عربية في عمليات لا تعد ولا تحصى لسلب القرار الوطني الفلسطيني المستقل عبر السيطرة على منظمة التحرير من الداخل وضربتها عسكريا وسياسيا بالتنسيق مع منظومة الاحتلال الاستعمارية العنصرية ( اسرائيل) ونحن على يقين أن اي حملة على المنظمة بقصد الغائها أو طي صفحتها - كما قال احدهم – ستفشل حتى لو تم تمريرها تحت يافطة عنوانه حق ولكن يراد به باطل.. فحركة التحرر الوطنية الفلسطينية ( م.ت .ف ) كانت ولا تزال صاحبة اليد العليا في المقاومة وصانعتها لكن لكل يوم ما يناسبه.
m.a