ناصر الصحفيين.. ورأس الاتحاد الدولي ايضا !!
نشر بتاريخ: 2021-06-02 الساعة: 12:45موفق مطر
لا نحتاج لمبررات ولا لذرائع ، فالأمر محسوم ، لكن صمت (وكالة الصحافة الفرنسية ) تجاه ردود الأفعال المحلية الفلسطينية والعربية والدولية على قرارها بفصل مراسلها في فلسطين الصحفي ناصر ابو بكر عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين والمنتخب نقيبا منذ سنوات ، ويتبوأ موقع نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب وكذلك عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحفيين ، ليس منطقيا ولا موضوعيا ولا علاقة له بقوانين وشرائع وأخلاقيات عالم الصحافة المدافع عن الحقوق والحريات في العالم ، فنحن مدركون لتوقيت الفصل المتزامن مع نقلة نوعية للرأي العام العالمي المساند لشعبنا في فلسطين والقدس تحديدا ، الرافض لمخططات التهجير وتهويد المدينة والمقدسات فيها ، والمؤيد لحق شعبنا في انتزاع حقوقه وحريته من منظومة الاحتلال الاستعمارية العنصرية ( اسرائيل ) ، هذا التوقيت يمنحنا اليقين للقول أن فصل الزميل ناصر ابو بكر تعسفيا من عمله كان تتويجا لعجز منظومة الاحتلال وفشلها في ( أسرلة ) الصحفيين الفلسطينيين في القدس ، باستخدام اتحاد الصحفيين الاسرائيليين الذي عمل النقيب ابو بكرعلى اسقاط عضويته في الاتحاد الدولي – وهدفهم تفكيك نقابة الصحفيين ، والسيطرة على مضمون وشكل الرسالة الصحفية الاعلامية الصادرة من مركز ميدان الصراع ( القدس ) ، وعدم قدرتهم على منع صور الصحفيين الفلسطينيين وتقاريرهم وأخبارهم الموضوعية والمهنية والواقعية المبثوثة من عموم ارض فلسطين التي كانت بمثابة القوة الناعمة الذي غيرت المعادلة ، وبينت للعالم توحش نظام الأبرتهايد (اسرائيل ) وفظاعة جرائمه ضد الانسانية ، والقتل و ابادة العائلات وتهجير الأحياء على اسس عنصرية ، فعندما تفشل منظومة الاحتلال في الاستمرار بتسويق ذاتها كمظلوم ، ستسارع للبحث عن الأسباب والعوائق التي وجدتها في الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين العاملين في وكالات دولية ومؤسسات خاصة ورسمية حكومية .
وجهوا ضربة مركزة لرأس الصحفيين الفلسطينيين لإرهابهم وثنيهم عن متابعة أداء رسالتهم ، وكأن منهج اغتيال الصحفيين فلسطينيين وأجانب في الميدان وجرح المئات منهم وقصف مقراتهم ومؤسساتهم وتدميرها قد اثمر لهم بنتيجة يرغبونها ، وجهوا ضربة لحوالي الف صحفي فلسطيني ، ول 20 نقابة في اتحاد الصحفيين العرب وللاتحاد الدولي الذي يضم 600 الف صحفي من دول العالم ، هذا الاتحاد المساند لنقابة الصحفيين الفلسطينيين لرفع دعوى قضائية لمحكمة الجنايات الدولية بحق اسرائيل التي تمارس ارهاب دولة منظم وترتكب جرائم حرب ضد الصحافة الفلسطينية والعالمية ، و نعتقد ان فصل ابو بكر اول عدوان على حقوقه لإصراره على طرق باب المحكمة الجنائية الدولية !! وان يكون ناصرا لزملائه الشهداء والجرحى والمعتقلين الصحفيين الفلسطينيين والأجانب على حد سواء .
لم تشفع عشرون سنة من الحرفية والأمانة المهنية والكفاءة المميزة لناصر ابو بكر ، لأنه لم يفلحوا في تحويله الى ماكنة ، فارتكبوا الخطيئة علنا ، وعكسوا بذلك صورة انفلات ( اسرائيل ) وتمردها على الشرائع الانسانية والقانون الدولي ... تجاوز خطوطهم الحمراء ومس مصالح رؤوس مهيمنة على وسائل اعلام واتصال عالمية مرتبطة بشكل أو بآخر بشرايين مال أو منهج أو سياسة لا مصلحة للمظلومين منها سوى استغلال قضاياهم وآلامهم وضحاياهم لإظهار براعة وكفاءة صحفي هنا او هناك في سياق التنافس على النفوذ والمكاسب من سوق الاعلام .
لن يفلح المتحكمون بناصية وسائل الاعلام ووكالات الصحافة الدولية الواسعة الانتشار في العالم في سلخ الوطني عن المهني ، ولا المهني عن الضمير الانساني ، يحاولون تكريس عمل الصحفي ( كروبوت ) آدمي آلي لينفذ اوامرهم المتصلة مباشرة بمراكز صنع القرار وتوجيه الرأي العام وحصر نظرته للوقائع والأحداث في اي مكان بالعالم بزاوية تخدم مصالح دول كبرى أو ذات نفوذ مالي أو سياسي أو حتى المؤثرة مباشرة في تكوين عولمة خاصة بسمات وركائز ثقافية خاصة منفصلة تماما عن ثقافات الشعوب والأمم ، فتراهم يستبدلون الانتصار لقضايا الانسان في كل مكان ويضغطونها لتصبح كأي مادة استهلاكية لاغاية لمنتجيها إلا الربح ، ولكن ضمن سياق التكامل مع مصالح منظومة متعددة الجنسيات لكنها خاضعة كما يبدو لرأس واحد ودماغ واحد يجتهد بكل ما أوتي من قوة ونفوذ لتمرير رواية واحدة (محددة سلفا ) على حساب رواية حق اخرى طمست عمدا و تم تشويه معالمها وتحريف وقائعها ومقاصدها ... والسؤال : هل ندعهم يحرقون رسالتنا ؟!
m.a