سننتصر
نشر بتاريخ: 2021-05-24 الساعة: 16:10
كلمة الحياة الجديدة
لم تنته معركتنا مع الاحتلال بعد، انتهت جولة في هذه المعركة، بتوقف العدوان الحربي الإسرائيلي، على قطاع غزة الصامد، توقف العدوان، وقد فشل وأخفق مرة أخرى في النيل من إرادة الصمود، والتحدي، والمقاومة، لدى شعبنا البطل، ولأننا لسنا مجتمعا حربيا، فلا ملاجئ لدينا لتجنب قصف الطائرات المغيرة، ولأن الاحتلال بعنصريته بالغة التوحش، لا يراعي أية قوانين دولية، تحرم استهداف المدنيين زمن الحروب، تتزايد مع كل عدوان له، أعداد الشهداء بين صفوف أبناء شعبنا، وقد أسفر العدوان الأخير على أهلنا في قطاع غزة، عبر صواريخه وقذائفه المدمرة، عن استشهاد 234 مواطنا بينهم 66 طفلا، و39 سيدة، و17 مسنا، وإصابة أكثر من 1910 بجروح مختلفة، صنفت 90 منها بأنها شديدة الخطورة، ومن بين الإصابات وفق وزارة الصحة، 560 طفلا، و380 سيدة، و91 مسنا، هذا إلى جانب نزوح أكثر من 50 ألف مواطن بعد أن دمر القصف العدواني بيوت العديد منهم، فيما لجأ آخرون إلى بيوت أقاربهم، ومدارس وكالة الغوث، هربا من القصف العنيف، كما أصاب هذا العدوان، الإعلام الفلسطيني، بجروح بليغة طالت الصحفيين في بيوتهم، وألحقت أضرارا بأكثر من 70 صحفيا في قطاع غزة ونحو 100 أخرين في الضفة، بما فيها القدس المحتلة، وأفاد تقرير لنقابة الصحفيين أن العدوان الإسرائيلي دمر 33 مؤسسة إعلامية .
توقف العدوان على قطاع غزة، والحمد والشكر لله تعالى، ولكل الوسطاء الذين عملوا لوقف هذا العدوان الإجرامي العنيف، لكن عدوان الاحتلال لم ينته بعد في الضفة الفلسطينية، الذي أسفر منذ هبة باب العامود والشيخ جراح إلى استشهاد 11 مواطنا عدا مئات الإصابات، التي مازالت في تصاعد جراء المواجهات بين جموع التظاهرات الشعبية، وقوات الاحتلال عند حواجزه العسكرية، وفي باحات الأقصى التي اقتحمها جنود الاحتلال وشرطته، يوم الجمعة الماضية، واعتدوا على جموع المصلين فيه، واعتقلوا أكثر من أربعين شابا وفتى، من أبناء المدينة المقدسة لحظة خروحهم من باب الأسباط ..!!
لا نورد كل هذه الأرقام الواردة في التقارير الأخبارية، وهي وقائع حافلة بالدم الزكي الطاهر، إلا لنؤكد أن معركتنا مع الاحتلال لم تنته بعد، ولن تنتهي إلا بزواله عن أرض دولتنا، وعاصمتها القدس الشرقية، درة التاج الفلسطيني، وإذا كنا قد ألقمنا الاحتلال في هذه الجولة حجر الإرادة الفلسطينية الحرة، بوحدة العمل المقاوم، فإن عزمنا النضالي الوطني، هو عزم مواصلة هذا المضي في طريق التصدي للاحتلال، وخوض المعركة الأخيرة، لنظفر بالحرية والاستقلال، وننتصر وحتما سننتصر.
mat