تدمير بالألغام البشرية .. بعد القنابل الارتجاجية !
نشر بتاريخ: 2021-05-23 الساعة: 08:00موفق مطر
علق جيش منظومة الاحتلال الاسرائيلي الاستعماري العنصري اسلوب الهجمات العسكرية بالقنابل الارتجاجية المدمرة القادرة على تدمير اساسات وقواعد وركائز ألأبراج ، ليمنح الفرصة والمجال لجيش ( الشاباك ) وعملائه لتفجير قواعد وركائز البنية الوطنية والنفسية والروحية وحتى الثقافية لجماهير الشعب الفلسطيني ، فما اعتبره رئيس حكومة هذه المنظومة بنيامين نتنياهو ( شغبا داخليا ) في اشارة الى هبة الشعب الفلسطيني في كل مدن ارض فلسطين التاريخية والطبيعية مساندة للقدس وإخوتهم المقدسيين في حي الشيخ جراح ، مركزا على ماحدث في يافا واللد والرملة وأم الفحم وحيفا وكفركنا وغيرها ، فإنه في الحقيقة استشعار بخطر على وجود اسرائيل أقر به ساسة بمستوى متقدم جدا في كيان المنظومة ، ووجهوا بذلك انذاراً لنتنياهو الذي سارع الى ايقاف عدوانه العسكري الارهابي على شعبنا في غزة ليتفرغ وقياداته الاستخبارية والأمنية الداخلية لتنفيذ تهديداته بسحق الحالة الوطنية التي برزت اقوى وأوضح وأوسع وأبعد في العمق والمدى من سابقاتها منذ انشاء كيان (دولة اسرائيل الناقصة ).
سارع ( الشاباك ) الاسرائيلي وهو جهاز الأمن الداخلي في المنظومة لتفجير الغامه البشرية ( العملاء) في نفس المكان ببعديه الروحي والوطني الذي كان سببا في تشكيل نواة الانطلاقة الثالثة لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية ، وما الاعتداء على الشيخ محمد حسين مفتي الأراضي المقدسة وخطيب المسجد ألأقصى إلا الصاعق الشديد الانفجار الذي سيمكن الألغام البشرية المزروعة والمموهة برموز ومصطلحات دينية من الانفجار تباعا ..فعندما يشهد محراب المسجد الأقصى عدوانا على قيمته ومكانته الروحية وهويته الوطنية الفلسطينية العربية الاسلامية الانسانية الحضارية الثقافية ، والمس مباشرة بالشيخ محمد حسين الذي كرس حياته لحماية المسجد الأقصى والمقدسات كلها في القدس ، وكان بطل المقاومة الشعبية التي اضطرت سلطات الاحتلال لإزالة البوابات الالكترونية فهذا يعني اننا أمام جريمة افظع بألف مرة من جرائم وعدوان جنود جيش الاحتلال المتكررة عليه ، وبدا المشهد مؤلما اكثر من مشاهد ضرب الغزاة المحتلين قنابل الغاز الخانق والصوت تحت قبة المسجد وانتهاك حرمته والتنكيل بالمصلين ، وقد نذهب الى مدى ابعد في رؤيتنا لما حدث ،فنقول إن مشهد الاعتداء على خطيب الأقصى الإمام ومفتي الديار المقدسة كان اقسى على نفوسنا من كل مشاهد اقتحامات المستوطنين بحراسة جنود جيش منظومتهم العنصرية للحرم القدسي ، فهؤلاء يعتبرون كل من الأقصى اعداء ، ويسعون لتدميره لإنشاء ما يكرس (كذبتهم التاريخية) مكانه ، فيقتحمون الحرم في عز النهار وفي اسوأ تعبير عن الغطرسة ، أما هذا الذي تسلل وتظاهر بالصلاة خلف الشيخ وفجر لغم ( الفتنة ) ألأشد من القتل ، فإنه أخطر على الشعب الفلسطيني والهوية الوطنية وعلى مقدساتنا وعلى القدس وعلى قضية اهالي حي الشيخ جراح من المستوطن والجندي الاسرائيلي الارهابي ، وبمثل هذا ( اللغم البشري ) وبمثل من اندفع منفعلا بلا ادنى تفكير بعواقب جريمة الخيانة للوطنية الفلسطينية التي رسم صورتها الأحدث بتاريخنا المعاصر ثلاثمئة شهيد ارتقت ارواحهم الى سماء ارض فلسطين التاريخية الطبيعية انطلاقا من أرض القدس ، ومن كل ارض فلسطين الوطن من شمالها الى جنوبها ومن نهرها الى بحرها .
الاعتداء على الشيخ محمد حسين مؤشر خطير جدا على اتجاه مسار العدوان على الشعب الفلسطيني وقضيته وعلى حركة التحرر الوطنية الفلسطينية وعلى القيادة الوطنية الفلسطينية ( منظمة التحرير الفلسطينية ) عموما والرئيس محمود عباس أبو مازن خصوصا ، فمنظومة الاحتلال والاستعمار العنصري الارهابي إسرائيل هدفها الرئيس القضاء على العقل المدبر لعملية الحفاظ على الهوية الوطنية ، والضامن لاستمرار النضال الوطني الشعبي القصير والطويل ألأمد على حد سواء لانتزاع الحرية والاستقلال باستكمال انجاز قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وحي الشيخ جراح فيها جزء لا يتجزا منها ، لأن ذات المنظومة لا ترى خطرا على وجودها اشد من خطر تنامي الشعور والحس والفكر والانتماء الوطني ، فالسلاح يتدفق على مخازنها وبأسرع مما نتصور كلما فرغ رف من رفوفها ، وتمتلك جيوشا عسكرية وأسلحة متطورة جدا تمكنها من تحديد ساعة اطلاق عدوانها المدمر وساعة ايقافه ، لكن الثابت كحقيقة على الأرض أن ( اسرائيل العسكرية والسياسية ) لم ولن تقدر على اقتلاع جذور هوية الشعب الفلسطيني الوطنية ، وإيمانه بحقه في الكفاح والنضال حتى لحظة النصر الحقيقي بانتزاع حريته وتجسيد حق العودة وتحرير الأسرى ، وقد تأكد جنرالات وساسة المنظومة أن ترسانتهم ستبقى عاجزة عن تدمير سلاح الشعب الفلسطيني هذا وهو الأخطر على وجودهم ، فضغطوا على زر تفجير الغامهم البشرية لتقطيع اوصال جذور شجرتنا الفلسطينية التاريخية الطبيعية ، وإعمال منشار الجماعات والتنظيمات اللاوطنية في جذعها طولا وعرضا .
m.a