الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الدرع المضاد للنووي الاسرائيلي

نشر بتاريخ: 2021-05-11 الساعة: 00:09


بقلم موفق مطر

 

لم يغلبنا الغزاة المحتلون المستعمرون الارهابيون العنصريون في موقعة أو مواجهة أو معركة إلا بعد اختراق نقاط ضعف في عمقنا الاستراتيجي الذي هو وعينا وانتماؤنا الوطني ، وبعد استخدام أدواتهم الخفية  والمعلنة حتى لتفجير الغام   الفئوية والحزبية المتطرفة والجهوية المقيتة والطائفية في الشارع ، فالجماهير كانت وستبقى المستهدف الرئيس  في صراع الارادات باعتبارها  السلاح الاستراتيجي الذي لا يمكن تدميره بأسلحة نارية  حتى لو كانت نووية ، لذا يركزون قصفهم على فقرات عمودنا الفقري الوطني ، كالعلم الذي يستبدله  مستخدميهم  بين ليلة وضحاها ببيارق احزاب ، والثوابت الوطنية التي يتخذها ذات المستخدمون كمطية  لتحقيق غايات  ومكاسب  تصب في صالح اجندات قوى خارجية ، أما المبادئ فيسعى المستعمرون الغزاة الى تسميمها بفيروسات التنظير والتعاميم  المصبوغة بمصطلحات  يبدو ظاهرها حق لكن يراد بها باطل ، فيما يعملون على اصابتنا بزيغ الرؤية والبصيرة فنرى الهدف مجموعة اهداف وهمية  لا نصيب اي منها فيضيع الهدف الرئيس في معمعة ألهداف الدخيلة المستحضرة على عجل ، ويهيئون للجماهير ضرورة استخدام أساليب وأدوات لا تتناسب مع طبيعة وظروف المعركة وتفرعاتها في ميادين القانون الدولي فيعمدون الى  رفع وتيرة سفك الدم  لاستدراجنا الى مربع اعدوه ككمين لنا ، ويبلغون ذروة القصف بالإيعاز الى مستخدميهم لتقديم اجندات وأولويات حزبية على  الأولويات الوطنية ، حتى الهتافات والشعارات فإنهم يستخدمونها للتفريق والتفكيك فتكون مفاعيلها الف ضعف من مفاعيل قنابل الصوت والغاز الخارق الحارق  المفرق للمتظاهرين.  
لا نحتاج جيوشا ولا عتادا حربيا في زمن اختلال الموازين لصالح  المجرم  الارهابي الاسرائيلي مادام لدينا درع الايمان بالحقيقة التاريخية والطبيعية ، والتي منها نستلهم  عقيدة الوحدة الوطنية ، ونمضي على هدي مناراتها في مسارات حاضرنا النضالي الكفاحي من اجل تحقيق الحرية والاستقلال والنصر .
يمكننا الانتصار لذاتنا الوطنية التي زاد المقدسيون بريقها وتألقها ، واثبتوا حضورها في لحظات غياب قاهرة عصيبة عملت قوى ودول أحلاف ومحاور على طمسها تمهيدا لإفنائها من الوجود  ، وكأنهم لا يعلمون ان زرع القرع على كوكب نبتون  اهون عليهم من تحقيق هدفهم ، فالشعب الفلسطيني لم يأت مهاجرا الى هذه الأرض ، ولا يعترف  بما روجه المستشرقون أو غيرهم من هواة  اللعب على أوتار الزمان والتأريخ  ، فسلالة آدم الفلسطيني متشكلة من تربة هذه الأرض الطيبة المقدسة ، وهذا هو الفرق بيننا وبين غزاة مستوطنين محتلين ، سلبت المنظمة الصهيونية العنصرية عقولهم  ، وأعادت تشكيلها لتصبح شخصية  اجرامية مجردة من القيم الانسانية ، صممت لهدر دماء الآخرين الأبرياء باسم ( رب ) صنع خصيصا لهم ، واغتصاب حقوقهم وممتلكاتهم ، جاءوا الى ارض وطننا فلسطين التي لا تعرفهم ولا يعرفونها بحلم المكوث مئة عام  كما باح كبيرهم اليوم  وصغيرهم حتما في الغد القريب  بنيامين نتنياهو ، لذا فإنهم لن يدركوا ولن يعرفوا سر القوة  والإرادة لدى  الفلسطيني المؤمن بأنه زمن  وتاريخ وطبيعة وتراب وهواء وماء فلسطين ،وأن ماعدا هذه الحقيقة الأزلية ألأبدية مصطنع بلا جذور ولا رواسي وهياكل قابلة للانكسار والانهيار.
مازلنا في ذروة الصراع والمواجهة في القدس ، ولن يبرىء حكم الشعب كل من  يؤمن للمحتلين المستعمرين الارهابيين مجرمي الحرب والمجرمين ضد الانسانية  فرص الاختراق والانقلاب والانتقال من سمة الظالم الى مظلوم ، ويساعده على غدرنا حتى لو من غير قصد ...فلا راية  تعلو على علم فلسطين الرباعي الألوان في ميادين القدس وكل ساحات المواجهة الشعبية مع المحتلين والمستوطنين الارهابيين العنصريين ، ولا صوت يعلو فوق صوت القدس ، وتكبيرات وتسبيحات مآذن المسجد ألأقصى  وابتهالات وترانيم كنيسة القيامة  ، ولا قضية تتقدم على أم القضايا  في هذه اللحظة  التاريخية جريمة الحرب الاسرائيلية والنكبة الجديدة في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية ، ولا عنوان في بنك اهدافنا الوطنية يتقدم على هدف منع تهويد مدينة القدس الفلسطينية العربية ، وحماية مقدساتها ، ليس رموزها الدينية وحسب ، بل مواطنها الفلسطيني الصامد الصابر المثابر على التجذر في قلب الوطن ومركزه الروحي والوطني ، حماية  الفلسطيني المقدسي وتعزيز شموخه ، وأخذ عناده وشجاعته وأمانته ووفائه مثلا يحتذى ، فمن اثبت جدارته في تحمل أكبر مسئولية في تاريخ الشعب والأمة العربية  والإنسانية كذلك يستحق منا كل ما يمكنه من حماية كل  حجر في بيته العتيق في مدينة الله ( القدس ) .

 

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024