عمّال بعيدون عن عيدهم
نشر بتاريخ: 2021-05-04 الساعة: 10:47سلفيت - مراسل وفا-بدأ العامل قاسم عبد الله (31 عاماً) عمله منذ سبع سنوات في مجال النظافة في إحدى قرى سلفيت، لم يتوان يوماً عن أداء ما يطلب منه على أكمل وجه، يسعى دائماً إلى إزالة النفايات من الشوارع الرئيسية والفرعية.
ووصف عبد الله في حديث لـ "وفا"، عمله الذي يبدأ منذ ساعات الفجر الأولى بـ "المنهك"، أي أنه مُتْعِبة أَشَدُّ التَّعَب، "غالبية من حولي لا يتقبلون فكرة أنني عامل نظافة، ونظرة المجتمع لنا مختلفة، لكن بالتأكيد ليس في العمل عيب." قال عبد الله.
وتابع، خلال جائحة كورونا تضاعف عملنا في التنظيف والتعقيم، وفي فترة الإغلاق المفروضة كانت الشوارع شبه خالية، والمحلات مغلقة، إلا أن عملنا كان أساسيا وضروريا كما رجال الأمن والأطباء، وكنا الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس.
ونوّه إلى أنه إذا لم نُصَب بفيروس كورونا، فإن أمراض العظام والمفاصل وآلام الرأس وأمراض الجهاز التنفسي نتيجة استنشاق الروائح الكريهة لعدة ساعات متواصلة تلاحقنا، عملنا ليس فيه أي ضمان، وأدوات السلامة والحماية الوحيدة لنا هي اللباس العاكس والقفازات.
رئيس بلدية الزاوية محمود موقدي قال لـ"وفا": على مدار اليوم، لا يخلو حيّ أو شارع من وجود عمال النظافة، يواصلون الليل بالنهار، فهم من أكثر الفئات أهمية في المجتمع، وعملهم اليومي هو الذي يحمينا ويزين بلدنا.
وأضاف: قبل نحو أسبوع كرمنا ومؤسسات البلدة عمال النظافة من مختلف بلدات وقرى المحافظة، واستمعنا إلى همومهم ومشاكلهم، ووضعنا خطة للتغلب على كل العقبات التي تعترضهم لتحسين واقعهم الاقتصادي والاجتماعي، والعمل على توفير برامج تدريبية وتثقيفية لهم في المجالات الصحية والبيئية، والتنسيق من أجل توفير الحماية لهم.
وشدد على ضرورة الالتفات لعمال النظافة وتكريمهم في كل وقت حتى ينعكس ذلك عليهم إيجابا ويحفزهم مهنياً واجتماعياً.
إلى ذلك، دعت الناشطة الشبابية ريم ماضي، إلى تغيير الصورة الثقافية السائدة تجاه العاملين في مجال النظافة وتكريمهم، وتوفير أعلى درجة من المساعدات المادية والمعنوية، وحمايتهم من مخاطر أشعة الشمس الحارة خاصة في شهر رمضان المبارك.
ولفتت إلى أهمية تخصيص مبادرات وحملات تطوعية بشكل دوري لمساعدة هؤلاء العمال في تنظيف الأماكن العامة، وإطلاق العبارات والشعارات التحفيزية لهم.
وكشف الجهاز المركزي للإحصاء، في بيان لمناسبة عيد العمال العالمي إلى أن عدد العاملين في فلسطين بلغ نحو 955 ألف عامل، بواقع 604 آلاف في الضفة، و226 ألفا في قطاع غزة، و125 ألفا في إسرائيل.
وكان القطاع الخاص الأكثر تضررا نتيجة جائحة كورونا، إذ انخفض عدد العاملين فيه بمقدار 38 ألف عامل بين عامي 2019 و2020، خاصة العاملين في نشاط التجارة والمطاعم والفنادق، وانخفض عدد العاملين فيه حوالي 27 ألف عامل خلال نفس الفترة، يليه العاملون في نشاط الخدمات والفروع الأخرى، وانخفض العدد بحوالي 6 آلاف عامل، أما العاملون في نشاط الزراعة والحراج والصيد فكانوا الأقل تضررا.
m.a