القدس.. لن نسمح
نشر بتاريخ: 2021-05-03 الساعة: 03:36
بقلم ـ موفق مطر
تماهى الرافضون لتأجيل الانتخابات مع منظومة الاحتلال، فسارعوا للانخراط في حملة منظمة مبرمجة على رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية ابو مازن، حملة أدركنا معالمها وعرفنا المستخدمين لتنفيذها قبل صدور قرار القيادة الفلسطينية بتأجيل الانتخابات بسبب منع سلطة الاحتلال عقدها بكل الاجراءات النظامية في القدس، فأعدوا لمظاهرات وأطلقوها لتهتف ضد الرئيس قبل أن يجف الحبر الذي كتب به القرار، فيما كانوا غارقين في (عسل القطائف الرمضانية) عندما كانت الجماهير الوطنية في القدس وعلى راسهم اعضاء في قائمة حركة فتح (العاصفة) تخوض معركة في باب العامود وحي الشيخ جراح لمنع التهويد والتهجير.. لكنهم لم يغفلوا عن اطلاق صواريخهم الى (ارض خلاء) لسرقة أهداف هبة القدس.
قالوا بفرض الانتخابات على سلطة الاحتلال رغم انفه، لكنهم بهجومهم المركز على الرئيس ابو مازن وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح يحاولون منذ هذه اللحظة فرض شروطهم لنيل أكبر حصة في (حكومة فلسطينية)، وهو ما يمكن اعتباره تسليما بالأمر الواقع كبديل عن الانتخابات، وكأن هدف معركة القدس والانتخابات فيها بالنسبة لهم مجرد وسيلة للاستيلاء على السلطة الفلسطينية، لكن وبهذه اللحظة يجب ان يسمعوا منا ما يلي: لتذهب مؤسسات السلطة وكل أشكال الحكم الى الجحيم ما لم تكن القدس هدف برامجها وخططها ومشاريعها الاستراتيجية، فالوطني الفلسطيني لن يسمح بزج القدس في مظاريف المناقصات السياسية، مهما بلغت التضحيات، وسنعتبر كل من يشارك بعملية تثبيت القدس على خريطة خطة بلفور الثاني دونالد ترامب ويستثنيها من خريطة دولة فلسطين ووطن الفلسطينيين خائنا حتى لو بلغت قوائم المراهقين المتسابقين نحو كرسي في التشريعي الف قائمة، فالوطنيون الصادقون بانتمائهم للوطن (فلسطين التاريخية والطبيعية) المخلصون الأوفياء لقسم الاخلاص لفلسطين لا يرون قيامة للشعب الفلسطيني دون القدس، أما الذي يظن بمستقبل ما دون القدس، فإننا سندفعه الى ادنى درجة في سلم المخلوقات التي تمشي على اربع قوائم.
الوطنيون الفلسطينيون الذين يعتبرون القدس جوهر عقيدتهم الروحية والوطنية والهدف الاستراتيجي الأسمى لبرامجهم السياسية وسبل نضالاتهم وكفاحهم ضد منظومة الاحتلال الاستعماري، لن يسمحوا لمن يتاجر بالقدس خطيبا ومتظاهرا ومتفوها بارعا في بيع المواقف، من الوصول الى سدة السلطة والاستيلاء على مفاتيح الحكم على حساب القدس، فمشايخ حماس ومن معهم من ذوي الاجندات الفئوية الجهوية المستخدمين لدى مكاتب في استخبارات دول وقوى اقليمية مستعدون لتعميم الموت العبثي والبلاء والدمار والحصار على الشعب الفلسطيني في كل مكان، كما فعلوا بمليوني فلسطيني في قطاع غزة، فهم يعلمون كما نعلم الى حد اليقين أن القدس بالنسبة لهم مادة يمكن توظيفها واستخدامها لصالح اجندة الجماعة، تماما كما فعلوا بنصوص القرآن والأحاديث الشريفة.
قررت القيادة الوطنية الفلسطينية تأجيل الانتخابات الى حين تمكين المواطنين المقدسيين من المشاركة فيها بكل مراحلها، وستفرضها كما فعلت في العامين 1996 و2006، فالوطنيون نفسهم الكفاحي طويل وسلاحهم الحق والعمل الصالح بصبر وثبات، لا وجود لليأس في قاموسهم، أما الذين استبدلوا الجماعة بالشعب، واستبدلوا مكاتب في مراكز عواصم ذات نفوذ وإمارات التطبيع بالقدس، فان موعدهم لدى محكمة الشعب قريب.
تستخدم حماس استحقاقا قانونيا وأداة ديمقراطية (الانتخابات) كما استخدموا الدين لنخر قواعد وأعمدة الدولة الوطنية، حتى صارت القدس عند كبيرهم اسماعيل هنية المتخم (القاعد) على فراش ووسائد المكائد سببا غير مقنع لتأجيل الانتخابات.. وهذا أمر بديهي عند من لا يعرف معنى الوطنية والدولة والعاصمة إلا عندما تأتيه منها أوامر الشاباك العبرية، المترجمة للغة جماعته الاخوانية بحقائب اموال.. فيأكلون ويشربون حتى الثمالة ويشترون بها الجاهلين ويلبون رغباتهم الجهوية الفئوية العصبوية المعادية للوطنية.. لا بأس فالأقنعة وأوراق التوت لا تحتاج إلا قليلا من التخبط لتسقط تلقائيا.
mat