الرئيسة/  مقالات وتحليلات

المقدسيون يحسمون هوية مدينتهم ومعركتهم الانتخابية

نشر بتاريخ: 2021-04-25 الساعة: 09:09


بقلم : اللواء بلال النتشة

الامين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس

هكذا هم المقدسيون ، يقولون كلمتهم الحاسمة في اللحظة التاريخية الدقيقة، ويؤكدون في كل معركة يخوضونها على هوية القدس العربية الفلسطينية الاسلامية غير القابلة للإلغاء او التهويد،رافضين تزوير الحقائق وغطرسة المحتل الذي خبر أبناء المدينة في هبات سابقة وها هو اليوم يواجه جيشا من الشباب اليافع الذي يفدي الاقصى والمقدسات بالارواح والافئدة، وفي ذات الوقت يكسر قرار الاحتلال بمنع استخدام ادراج باب العمود المؤدي الى البلدة العتيقة بكل تفاصيلها لجعله ساحة خالية امام المستوطنين واحفاد "كهانا".

ما تشهده المدينة المقدسة ردا على عدوان الاحتلال والمستوطنين على الحجر والبشر والهواء المقدس، تحسم المعركة الانتخابية مسبقا قبل بدئها بالمعنى الاجرائي والسياسي وفي ذات السياق تشطب بالدم النقي قرار الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة اسرائيل في اطار ما يعرف ب" صفقة القرن" .

لقد قال المقدسيون كلمتهم في الميدان وبملئ الحق : القدس عربية فلسطينية ولا سيادة للاحتلال عليها . ومن ازقة البلدة القديمة هتفت الاف الحناجر بصوت واحد موحد " لا للاحتلال ولا للتعايش معه ولا سيادة له علينا ولا مكان لمستوطنيه في اقصانا". القدس خرجت عن بكرة ابيها لتقول ان الاقصى للمسلمين وحدهم وان عصابات كهانا التي "بعثت من جديد" لا مكان لهيكلها مكان المسجد المبارك ولا اعتراف به . وقالت ايضا لنتنياهو الذي يستميت في استرضاء المستوطنين واليمين المتطرف، ان من يقرر مصير القدس هم اهلها وقيادتهم الشرعية الرابضة في المقاطعة والتي قالت " لا في وجه الدولة العظمى التي تحكم العالم" ، وهاهم اهل القدس يؤكدون على موقف قيادتهم انهم ليسوا ورقة للمساومة ومدينتهم ليست للبيع وحقهم في الانتخابات ترشيحيا وتصويتا ودعاية انتخابية حق مقدس ولا تنازل عنه. القدس اوصلت الرسالة واضحة للعالم اجمع بأنها سيدة قرارها وان أحدا لن يستطيع ارغام المقدسي على القبول بما يرفضه ، فهو الانسان العنيد، الصلب والحر الذي يدافع عن شرف الامة ومقدساتها بدمه ولحمه وارادته التي تقاوم آخر احتلال في التاريخ الحديث يعمل بلا كلل او ملل لتهويد المدينة بشتى الوسائل وفي مقدمتها الاستيطان المتصاعد وخاصة في حي الشيخ جراح الذي انتفض سكانه ضد محاولة اقتلاعهم من اماكنهم .

انها القدس التي تتوحد في الشدائد وترفع العلم الوطني فوق الاسوار والمآذن والكنائس وتردد نشيد الحرية والعزة والكرامة وتؤكد على بقائها حية وعالية الجبين ... انها المدينة التي تغير وجه العالم وترغم اعتى النظم على الرضوخ لقرارها . وبتلاحم هلالها وصليبها تقول بلا تردد اننا شعب واحد ومصير مشترك وما يجمعنا اكبر مما يفرقنا ودمنا الاحمر القاني فلسطيني كنعاني حتى آخر قطرة .

انها القدس التي تعلمنا الدروس في كيفية صناعة الوحدة وقت الشدة والالتفاف حول الهدف الاستراتيجي والعودة الى مربع العمل المشترك والتسامي على الجراح وتغليب العام على الخاص والمضي قدما نحو تحقيق الاهداف الوطنية المشروعة التي اقرتها الشرعية الدولية فيما تضرب بها دولة الاحتلال عرض الحائط.

ان المقدسي وهو يخوض معركة السيادة عبر مقاومة شعبية عارمة وبامكانات تكاد تكون معدومة امام ترسانة عسكرية حربية اسرائيلية متقدمة، يؤكد ان الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم وان رهان الاحتلال على ان جيل الشباب قد نسي القضية الوطنية قد فشل، فها هم شباب القدس يدافعون عنها ببسالة بصدورهم العارية ، فيما تلتحم كل محافظات الوطن وتهب نصرة لهم ومساندة لجهادهم المقدس من اجل الحق والهوية .

انه المقدسي العزيز الكريم الذي لا يرضخ او يقبل بالاهانة ولا يساوم على شرف وتاريخ المدينة الصامدة الصابرة المحتسبة الباقية الى الابد فلسطينية الدم و الهواء والماء والتراب. فهل وصلت الرسالة ؟

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024