السلطة الوطنية، الواقع والتاريخ
نشر بتاريخ: 2021-04-20 الساعة: 13:09
كلمة صحيفة الحياة الجديدة
ثمة شعبوية فاقعة في شعارات وتقولات تلك القوى المناهضة للسلطة الوطنية، شعبوية تستهدف تغييب الوعي، وضرب البصر والبصيرة معا، بل وضرب أسس النزاهة ومقومات التقوى...!!! يأخذون من واقع السلطة الوطنية بعض معضلاته، في لحظتها الراهنة فحسب، كي تتسيد وعي الرأي العام، لتكون السلطة الوطنية منزوعة التاريخ، بلا أي تأسيس، ولا أي إنجاز...!!!
لن نقول إن السلطة الوطنية بنزاهة الملائكة، وإنها بلا أية أخطاء ولا أي تقصير، سنكون لو قلنا ذلك بمنهج النعامة، والذي لم يكن يوما منهجا لحركة التحرر الوطني الفلسطينية، ولا للسلطة الوطنية قطعا، بدلالة ما يجري من مراجعات وتعديلات على مستويات مختلفة، قانونية، وسياسية، وأجرائية، وثمة ثماني عشرة حكومة حتى الآن، والأهم ثمة مناخ ديمقراطي أتاحته السلطة إلى حد التهجم عليها، وحتى بما لا يوصف من عبارات في مواقع الكترونية عديدة، وفي بيانات متحاملة، وما من سجناء رأي في سجون السلطة الوطنية، ومع ذلك نقول ليست السلطة ملائكية النزاهة، لكن من الأمانة والنزاهة قطعا أن نقول إن لهذه السلطة التي أقامتها نضالات شعبنا، وتضحياته العظيمة، تاريخا من التأسيس، والبناء، والإنجاز الوطني، والسياسي، والاجتماعي، والعمراني على نحو لافت، وانظروا إلى "رام الله" على سبيل المثال لا الحصر، بات لها من الضواحي الحداثوية ما يصعب وصفه من "الطيرة" إلى "الريحان" وبنزاهة التقدير الموضوعي لايمكن إلا القول إن ساسيات السلطة الوطنية، في عقدها الاجتماعي، هي من وفر البيئة الآمنة عمرانيا، وهل نتحدث عن الشوارع التي شقت، والمشافي والمدارس التي بنيت، وهل من الضروري أن نشير إلى تحقق أكثر من مئة وعشرين ألف وظيفة عمومية..؟؟
وماذا عن النضال السياسي والدبلوماسي، الذي جاء لفلسطين بمقعد في الأمم المتحدة، وجعلها عضوا في العديد من الهيئات، والمنظمات، والاتفاقيات الدولية، ماذا عن المقاومة الشعبية، التي هزمت البوابات الإلكترونية الاحتلالية في القدس المحتلة، والتي واجهت وما زالت تواجه جرافات الاحتلال الإسرائيلي في الأغوار، وهل ننسى " عليك بهم يا وليد "..؟؟
وأيضا،ـ ماذا عن سياسات وإجراءات الحكومة لمواجهة جائحة "الكورونا" والتي ما زالت تبقينا دون المعدلات العالمية في الإصابات والوفيات، ولعل في موضوع اللقاحات ثمة تقصيرات، لكنها الملاحقة بالنقد والسؤال بلا هوادة..!! هل ننسى أن الرئيس أبو مازن هو أول من أعلن حالة الطوارئ لمواجهة الجائحة، على الصعيد الدولي بعد الصين التي ظهر فيها الفيروس، وأن هذا الإعلان وفر لنا إجراءات مبكرة حتى كدنا ننجو من الجائحة، لولا شائعات المغرضين، وغاياتهم المشبوهة، التي وفرت" للكورنا" بيئتها الأثيرة، فتصاعد المنحنى الوبائي لدينا...!!!
ومن أين لنا أن ننسى كيف أسقطنا صفقة القرن، ولقاء الأمناء العامين، واجتماعات القاهرة، والمراسيم الرئاسية بشأن الانتخابات، وهل يجوز في مواجهة ما تشيعه بعض القوى من تقولات إن هناك محاولات لدى السلطة الوطنية لتأجيل الانتخابات التشريعية، وما من أي أعلان رسمي بهذا الشأن ( ..!!) هل يجوز في مواجهة هذه التقولات، ألا نقرأ موقف القيادة الفلسطينية في أطرها الشرعية، بالغ التصميم على إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها في الضفة، والقدس الشرقية، وقطاع غزة وبأوضح كلمة، وأحدثها والتي أعلنها الرئيس أبو مازن، ليلة أمس الأول، في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية..!!
راجعوا تاريخ السلطة الوطنية، وتفحصوا بعين الموضوعية واقع التطور والنمو في العمل والعمران الذي تحقق منذ تأسيسها، وحتى اللحظة، سبع وعشرون سنة أحدثت فارقا في واقع الحياة الوطنية، والاقتصادية والاجتماعية، لا يمكن تجاهله، ولا بأي حال من الأحوال، وهو الفارق الذي أوجدته بطبيعة الحال، برامج عمل السلطة الوطنية في نظامها السياسي.
ولا ينبغي بعد كل ذلك، أن ننسى مطلقا، أن واقع السلطة الوطنية لم يكن يوما هو واقع المليشيا المسلحة،برغم فترات شهدت انفلاتا أمنيا وسلاحا غير شرعي، لكنها فترات لم تطل، بعد أن تصدى لها القانون، بمنتهى الحزم، حتى أنهى حضورها الكريه.
السلطة الوطنية تاريخ من الإنجاز، وتطلع نحو المستقبل، بمشروع التحرر بكل اتجاهاته، الوطنية والاجتماعية، والإنسانية الحضارية ومن لا يرى ذلك، لايريد لنا لا الحرية، ولا العودة ولا الاستقلال..!!
رئيس التحرير
mat