القدس بوابة الأرض الى السماء
نشر بتاريخ: 2021-04-18 الساعة: 11:45الكاتب: ربحي دولــة
المدينة المُقدسـة، مسرى الرسول الكريم الذي عرج الى السماء، فيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين وكنيسة القيامة المكان المُقدس لشركاء الدم المسيحيين.
كانت ولا زالت مدينة القدس محور الصراع مع دولة الاحتلال التي تحاول تزوير التاريخ وفرض سياسة الأمر الواقع على مدينتنا المقدسة من خلال سياسة التهويد التي تتبعها بزرع وتسمين المستوطنات على أرض مدينتنا لتُحاصرها من كل الاتجاهات، حيث تمكن من اغلاق ثلاث جهات للقدس وبقيت منطقة واحدة والمتمثله بالخان الأحمر، والتي حاولت حكومة نتنياهو العنصرية هزم القرية وتشريد سكانها لاطباق حصارها على القدس من كل الجهات، إلا أن صمود أهلها ووقوف كل فعاليات الوطن حافظت على بقاء هذه القرية صامدة واهلها أمام كل قرارات هدمها ومحوها .
نعم .. كل هذه الممارسات هدفها واحد هو تهويد مدينة القدس وفرض سياسة الأمر الواقع ومحو كل آثارنا التاريخية التي تُثبت حقنا في هذه المدينة المقدسة وأن الصهاينة ليسوا إلا غُزاة قدموا الى هذه البلاد ككل الغُزاة الذين غزو القدس ولم يبقى منهم أحدا، وهذا هو مصير دولة الاحتلال الى الزوال والإندثار، وستبقى قُدسنا بمقدساتها شاهدة على عروبة المدينة وفلسطينية المقدسات فيها .
ان إصرار دولة الاحتلال على عدم مشاركة أهلنا في القدس في الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً ومنع اجراؤها في المدينة هو دليل جديد على نوايا الاحتلال التصفوية وخاصة في ظل هذه الظروف الصعبة ، خاصة إن الانتخابات أصبحت حاجة وضرورة وطنية يجب اتمامها من أجل إغلاق ملف الانقسام البغيض وعودة الحياة الى مجلسنا التشريعي المُعطل وحاجتنا الى سن العديد من القوانين التي من شأنها إنقاذ شعبنا مما يعيش فيه من ظروف صعبة جراء الاحتلال وممارساته وبسبب ما نعاني منه من ضعف نتيجة هذا الانقسام .
نعم حاجتنا الى الانتخابات لا يمكن أن تعطينا الحق بالتفريط بمدينة القدس لأن عدم إجرائها هناك هو اعتراف صريح أنها ليست جزء أصيل من ارضنا الفلسطينية وأن نُسلم بالأمر الواقع أنها تتبع لدولـة الاحتلال.
من هنا لا يوجد شيء مقدس بالنسبة للمواعيد مطلوب منا جميعاً رص الصفوف والتوحد تحت راية الوطن ومواصلة الضغط عل حكومة الاحتلال من خلال المجتمع الدولي لنفرض موقفنا باجراء الانتخابات وفق روية وحاجة فلسطينية لا وفق أجندات يفرضها علينا الاحتلال ويجعلنا نتنازل عن القدس التي استشهد من أجلها الاف الشهداء وعلى رأسهم الخالد فينا جميعاً ياسر عرفات الذي كان دائماً يُردد ليس منا وليس فينا من يُفرط بجزء من تراب فلسطين وأو بجزء من القدس.
لتؤجل الانتخابات أو لتذهب الى الجحيم ولتبقى القدس وإن كُنا فعلاً جادين ونعمل من أجل الوطن يُمكننا تشكيل قيادة طوارىء تُمثل الكل الفلسطيني وتقود المرحلة حتى دحر الاحتلال والعيش في ظل دولتنا الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، ونُجري الانتخابات وقت ما نشاء وكيفما نشاء وفق خطة فلسطينية تُلبي طموحات شعبنا.
• كاتب وسياسي
mat