الرئيسة/  مقالات وتحليلات

فلنحافظ على من حافظ على هويتنا...

نشر بتاريخ: 2021-04-14 الساعة: 17:21

 

بقلم: مروان أميل طوباسي

"فتح" هي الفكرة وهي الأداة في التعبير عن روح الشعب الفلسطيني وتعدديته الفكرية في انطلاقته المتجددة والمستمرة نحو حريته واستقلاله وتقدمه، وهي العصية على الكسر منذ انطلاقتها، والمظلة لابناء شعبنا والحاضنة لكافة أبنائها، هي أول الرصاص وأول الحجارة، وهي التي جسدت وما زالت جوهر البرنامج الوطني للكيانية الفلسطينية المُعبرة عن الهوية الوطنية المستقلة والحفاظ عليها بأشكال الكفاح المتعددة التي تقتضيها الظروف، هي مسيرة الشهداء والأسرى التي تطول سيرتها، وهي صمام اَمان القرار الوطني المستقل عبر سنوات المسيرة والكفاح والتضحيات، 

هي حركة حملت القضية الوطنية الفلسطينية عبر ٥٦ عاما مضت، فكانت مَن حرر الفلسطيني من حالة الوصاية والسلبية والاحباط التي سادت بعد جريمة النكبة عندما كانت القضية تتركز فقط حول معنى إنساني يتعلق بنا كلاجئين ونقلتها الى قضية شعب له حقوق وطنية سياسية، فسارت مع شعبنا من رماد النكبة الى جمر الثورة .
حركة انطلقت بهويتها الفلسطينية المستقلة عندما كان الاَخرين ودون الاغفال لنضالهم يعملون بعد النكبة في أطر ذات هويات قومية وأممية او دينية غير مستقلة الفكرة والهوية الفلسطينية، فجاءت الفكرة الفلسطينية المستقلة من خلالها
 لتنقل شعبنا من ذلك الواقع وتفرض حضوره على كل المستويات، ليصبح بعدها رقما صعبا في كل المعادلات بعد أن حملت راية استعادة الوطن المغتصب، فشرارتها انتجت ثورة لن يشهد التاريخ الحاضر تكرارها، لتنطلق بعدها فصائل أخرى تشق الطريق لتعاصر الثورة وتقاتل من خلالها وتقدم الشهداء والاسرى والتضحيات معاً بمعارك الصمود والدفاع عن القرار الوطني في مختلف الساحات، وكما قال الشهيد المناضل غسان كنفاني " لقد استطاعت برصاصة واحدة ان تجمع حولها عامة الشعب الفلسطيني" .

هي من أسس وقاد المشروع الوطني الفلسطيني الحديث الذي ما زال يمثل النقيض الأساسي للمشروع الصهيوني في فلسطين، فهي من رفع راية الوطنية الفلسطينية تاريخا وهوية وكيانا سياسي منذ بدايات الانطلاقة، فعرف العالم قضيتنا من خلال رصاص نفق عيلبون وكوفية الخالد ابا عمار ابو الوطنية الفلسطينية الحديثة ومؤسس فتح مع الأخ الرئيس ابو مازن والشهداء القادة ابو جهاد وابو إياد وماجد وسعد صايل وابو يوسف وعدوان والحمود وغيرهم.
هي الفكرة الفلسطينية الواقعية التي جسدت معاني العمل الثوري الوطني بعمقه الإنساني التحرري والتقدمي باستقلالية وطنية جامعة ومميزة بمكوناتها المختلفة التي عكست تنوع مجتمعنا وشعبنا الفلسطيني، فكانت هي حركة الشعب الفلسطيني التي مزجت بين العمل الفدائي والسياسي الجماهيري ، وهي التي قالت إن الوطن للجميع واقامت الديمقراطية على مدار عقود في غابة البنادق، فحملت شعلة حركات التحرر العالمية ضد الاستعمار وأشكال الاحتلال المختلفة وما زالت، وهي التي تشكل العمود الأساسي الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية التي تتأثر بانتصاراتها وانجازاتها او اخفاقاتها، وهي التي اقامت السلطة الوطنية كطريق نحو تجسيد الدولة على الأرض من خلال ضرورات استمرارها كحركة تحرر وطني بتماسكها وعنفوانها نحو انجاز أهدافنا مع شركاء المصير في إطار منظمة التحرير البيت الجامع للكل الوطني الفلسطيني بفصائله وقواه السياسية والمجتمعية والأهلية، نحو حق تقرير المصير وإنهاء الاحتلال الاستيطاني البشع وتحقيق ثوابتنا، بحرية وعودة شعبنا واستقلال دولتنا وعاصمتها القدس ونحو الديمقراطية والعدالة والتقدم الاجتماعي .
لقد أدركت أننا نعيش في عالم صعب ومعقد تحكمه علاقات المصالح للدول والقوى ونظام عالمي لا تسوده العدالة، لكنه عالم متغير علينا أن نؤثر فيه باستنباط أشكال الوحدة والصمود والعمل الدولي والمقاومة الشعبية حتى نكون قادرين على التقدم نحو الرؤية والهدف في ظل سرعة المتغيرات السياسية الجارية التي لا تقبل شعوب العالم باستدامتها دون انتصار حرياتها وحقوقها وإشاعة العدالة لها .
عاشت فلسطين وعاش كفاح شعبنا، عاشت الفكرة والمسيرة نحو الانتصار .

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024