الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الرهان الفلسطيني ينجح.. والانغلاق الاسرائيلي مستعصٍ

نشر بتاريخ: 2021-04-11 الساعة: 11:45


 بقلم يحيى رباح


القرار الأميركي بتجديد الالتزام بحل الدولتين، واستئناف تقديم المساعدات بما فيها المساعدات لوكالة "الأونروا" لاستمرار عملها لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين بصفتهم المكون الرئيسي للقضية الفلسطينية منذ لحظة وجودهم الأولى المرتبطة بوجود المأساة الفلسطينية عبر تهجيرهم بقوة الحديد والنار في عام 1948، وإنشاء دولة إسرائيلية على انقاضهم، هذه القرارات الأميركية بتجديد الالتزام بحل الدولتين واستمرار المساعدات للأونروا هي علامة مؤكدة النجاح للرهان الفلسطيني على الحقوق الفلسطينية وتأكيد الفشل الإسرائيلي في التوهم بنجاح إسرائيل في فرض مزاعمها، وهذا الاستعصاء المغلق الذي تعاني منه اسرائيل يجعلها تعيش في حالة عدم الاطمئنان وعدم اليقين بالرغم من كل الهدايا السامة التي تلقتها في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي أعطى إسرائيل من جيب الشعب الفلسطيني ما لا تستحقه بغير وجه حق. ومن هنا ينشأ الاستعصاء القاتل الذي تواجهه إسرائيل في احتمال الذهاب إلى انتخابات خامسة، وتمحور الحالة السياسية الداخلية إلى ما يهدد بحرب أهلية، فاليمين الإسرائيلي يواصل الرهانات الخائبة، وأكثر رهاناته خيبة تكمن هذه الأيام في دفع الاستيطان والمستوطنين لحل المشكلة على طريقتهم الخاصة، يجعل الاستيطان هو السلاح الأول، وجعل المستوطنين هم الجيش الأول لإسرائيل.

الرئيس الإسرائيلي ريفلين حين كلف نتنياهو بتشكيل الحكومة يبرر ذلك بأنه لا يملك سوى هذا الخيار، ونتنياهو يستمر في المحاولة العصية حتى انه يقترح على خصميه اللدودين نفتالي بينت، والمنشق عن الليكود ساعر تشكيل جناح اليمين في الحكومة الجديدة التي يسعى إلى تشكيلها هذا إن نجحت مساعيه الفاشلة، أما دفع الاستيطان إلى واجهة المعركة فهو خياره الأول والأخير، ولو حدث التعثر بحجر بسيط فقد تكون الخسائر أكبر من كل التوقعات.

في المقابل نحن ذاهبون إلى الانتخابات بثقة كبيرة، ونؤكد على حتمية إجرائها في القدس، ذهابنا إلى الانتخابات ونجاحنا في خوضها بصورة تليق بنا هو محور الإجماع، ومحاولة إثارة ضجيج لم تنجح، وهذا معناه أننا نستحق كل ما نطالب به، وما نطالب به هي الحقوق والثوابت، دولة فلسطينية نبنيها بذكاء وإدارة هذه الدولة بذكاء واع يليق بنا وبتجربتنا التي دفعنا فيها أغلى الدماء.

موعدك يا فلسطين أن تشرقي، أنت الفجر المرتجى لشعبنا وأمتنا وكل من يؤمن بالسلام في هذا العالم.

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024