الرئيسة/  مقالات وتحليلات

ابو مازن .. القرار الفلسطيني المستقل والثوابت

نشر بتاريخ: 2021-04-09 الساعة: 00:52

بقلم ـ أوس ابو عطا 

لا يخفى على متابع،  أنّ الثورة الفلسطينية التي أشعلت جذوتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في العام 1965، قدمت جلّ  مؤسسيها و قادتها ورموزها على مذبح الحرية على رأسهم: ياسر عرفات أبو عمار، خليل الوزير ، صلاح خلف، أبو الهول، وأبو يوسف النجار، وكمال عدوان، ولا ننس القائد سعد صايل، أذكرهم على سبيل المثال لا الحصر، وكما كان يقول القائد الراحل ياسر عرفات "إن أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح يجتمعون في الجنة".
بعد رفضه لصفقة القرن ومؤتمر المنامة، و لإدعاء جاريد كوشنير أن الصفقة طرحت للحفاظ على حل الدولتين وهي الصفقة التي تتبنى الاستيطان الاستعماري والابارتهايد ، وتطرح ضم 33% من الضفة الغربية والقدس الشرقية.و بعد توبيخه لرئيس الشاباك والوفد المرافق له و رفضه الرد على اتصال وزير الخارجية الأمريكي الحالي، فلابد من الوقوف على أبرز ماقدمه الرئيس محمود عباس لشعبه الفلسطيني من بناء وحفاظ على المؤسسات الوطنية  الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني نفسه بإنقاذه من المجازر وعمليات القتل العشوائي التي كانت سترتكب بحقه.
لقد عمل بأقصى طاقته لبناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية كالتعليم والدفاع المدني والمشافي.
وللتنويه فقط، لم يوقّع الرئيس عباس على أي التزامٍ أمام الإسرائيليين بأي تنازلٍ عن أي مساحةٍ من أرض فلسطين المحتلة 1967. بل بقي ثابتا على الثوابت الفلسطينية. ورفض مرارا وتكرارا الضغوط الأمريكية والاسرائيلية لقطع رواتب الأسرى والشهداء والجرحى وأكد ذلك علانية على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة.وبقي متمسكا بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل الذي تتشبث به القيادة الفلسطينية، وجميعا نتذكر، رفض الرئيس أبومازن الإملاءات الأمريكية المطالبة عدم حضوره قمة دمشق2008  وإصراره على السفر للحاضرة السورية للمشاركة في القمة وهذا ما حدث بالفعل.ضف على ذلك، رفضه لصفقة القرن ومؤتمر المنامة الاقتصادي، ورفضه استقبال المكالمات من الرئيس ترامب وصهره و وزير خارجيته مايك بومبيو الذي رفض استقباله في رام الله.
إن الرئيس الفلسطيني كان وما يزال صاحب مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وأنه بطريقة تعامله مع الدول الكبرى المعنية ودول العالم بأسرها قد وضع قضية فلسطين في موضع قوي وحيث أصبح لفلسطين سفارات وممثليات في كل دول الكرة الأرضية، وبالطبع باستثناء الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب الذي أغلق مكتب منظمة التحرير باعتبارها منظمة إرهابية ونقل سفارة بلاده للقدس وقطع المساعدات عن الأونروا وعن السلطة الوطنية.
ختاما، قد تنتعش الآمال الفلسطينية اليابسة برئاسة جو بايدن الذي وعد بعودة دعمه لحل الدولتين وإعادة المساعدات الأمريكية للأونروا وللسلطة الوطنية الفلسطينية. وتصريحاتهم الأخيرة بخصوص اعتبارهم لأراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية أراض محتلة خير دليل على ما تقدم ولكن وإن عاد ترامب مرة أخرى أو أي من فصيلته لسدة الحكم ،فالقيادة الفلسطينية ومن خلفها الشعب الفلسطيني سيتمسكون بحل الدولتين ولن يقبلوا المساومة أو الابتزاز فهم الثابتون على الثوابت.

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024