الأميرُ القديمُ!
نشر بتاريخ: 2021-03-21 الساعة: 09:46بقلم بكر أبوبكر
لماذا يضيقُ صدرُك حين أُخالِفُكَ؟
وتتحشرجُ أنفاسُكِ... فلا تَرُدّ؟
تغضبُ
وتثورُ
فتتجهّم...
وتُلقي شفتك السفلى عند حدود عالمي
وقد تشتم!
لماذا تُعرضُ عن عِلمي
وأدبي
وحُسنَ فهمي
وقدرتي على السباحة!
بل، وعن مفاتيح خياراتي
وانفتاحي العريض!
إنك تُعرِض عن وضاءة وجهي
ورقبتي الطويلة
وتنيرُ دربَك المطوّق بالجاهلين!
تتأملني من زاوية عينِك الثقيلة المرخيّة
وتضعُ في صدري غطرسةَ قدميك
واشتعال شيب أفكارك
وتعجّلك المريض
وعجز خياراتك
أتراني أتساءل عن غفلتك العجيبة!
أو طغيان ذاتك، أم نزقك الشخصي؟
أم أن الآذان فيك وحولك دومًا غير مصغية
امتلأت قِدرُك بعظام المعارضين.
في بحيرة الفاسدين
وتاقت نفسُك للخلود!
فعاشت وَهْم السموّ!
يا أميري القديم!
أليس لديك القدرة على التنفس في هواء البستان الحرّ؟
وهو فيه تجتمع النعمُ واللا وتتحاوران بحرية!
أم أنت من يضيّق على نفسِه ويتشرنق، ويكره الحرية؟
فالحرية نقيضُكَ، نقيضُ الاستبداد
نقيض استبدادِك على روحي وصدري يا حبيبي!
أترى الفراشة تطيرُ إن لم تنزع عنها شرنقتها؟
أنت مشرنقٌ
وأنت بلا جناحين
وأنت غير جسور
لأن من يسوّر "ذاته العليا"!
خائفٌ باستبداده
ومرعوبٌ بقساوته
وصديء بماضيه
هل أقول: حقود أيضًا؟
وقابلٌ للكسر
مهما توهّم
أو أوهَمَهُ المتزلّفون بأنه بحجم الجبل!
هكذا قالت لي حبيبتي....
متى قالته؟
قالته وأنا في قمة غضبي واستبدادي ونزقي وترف أيامي، وتابعت:
أتراكَ نسيتَ حليبَ أمكِ
ومن على اكتافهم رُفعتَ ذات يوم؟
أم نسيتَ رائحة الياسمين؟
ولقاؤنا المجنّح بالحُب ذاتَ يوم
ألم يعد عند حدود الزمن ألا أحلام ماضيك الضيق
وأنا لستُ فيه!
لأنك تُشرنِقُ فيه مستقبلي... ومستقبلَ الآخرين؟
أنت الملولُ غير المعقول
المخبولُ بسوء خياراتك
اعذرني يا حبيبي...
هل تراني أقسو عليك؟
وإن ظننتَ ذلك، فلأنني أراكَ تكرهُ ما سِواك
ولا تستمعُ إلا لذاتك المتشرنقة.
حين أنتقدُك
تهزّ كتفيك رفضًا
قبل أن أتفوه بكلمة
وحين أتكلم لأحاول أن أُسمِعك
لا فائدة!
إذ سرعان ما تنقلب سِحنتك الى قساوة!
أنت من يلقي بكلامنا في سلّة قساوتِك
لأنك في بحر أوهامك غارق.
قالت لها صديقتها البجعة: دعيه!
m.a