تحالف منصور نتنياهو يخدم اليمين العنصري
نشر بتاريخ: 2021-03-17 الساعة: 12:37
بقلم باسم برهوم
هناك ضرر وطني عام، وضرر كبير خاص بجماهير الشعب الفلسطيني داخل مناطق الـ 1948 جراء تصرفات منصور عباس زعيم الحركة الاسلامية الجنوبية. هذا الرجل وحركته قررا التحالف مع اليميني العنصري عدو حقوق الشعب الفلسطيني نتنياهو. فقد قام منصور بإضعاف موقف الفلسطينيين في الداخل عندما انشق هو والحركة الإسلامية الجنوبية عن القائمة العربية المشتركة، ومؤخرا رفض توقيع اتفاقية تبادل الأصوات الفائضة مع القائمة المشتركة، الأمر الذي يعني أن آلاف من الأصوات العربية ستذهب لمصلحة نتنياهو، واليمين الإسرائيلي، والتي قد نعطيه المقعد الإضافي في الكنيست، وهذا ما يمنحه فرصة لتشكيل حكومة.
وعندما قرأت خبر مناشدة زعيم حزب "هناك مستقبل" يئير لبيد، لمنصور بعدم التحالف مع نتنياهو بعد الانتخابات، شعرت بحزن شديد، أن يكون إسرائيلي صهيوني أقل تطرفا من نتنياهو، أكثر إدراكا لخطورة تصرفات هذا الضال والخارج عن الصف والموقف الوطني منصور عباس.
إن ما يقوم به منصور هو شيء مشابه لما قامت به حماس عندما أقدمت على انقلابها العسكري في قطاع غزة عام 2007 ونجم عنه الانقسام الذي أضعف الموقف الفلسطيني ومكن اليمين الإسرائيلي العنصري المتطرف من الانقضاض على الحقوق الوطنية الفلسطينية ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية برمتها.
منصور لم يقم بانشقاق سياسي وحسب، بل ما قام بما هو أخطر من ذلك بكثير، إنه يسعى إلى شق وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل وفصل جماهير شعبنا في النقب عن باقي مكونات الشعب الفلسطيني السكانية والجغرافية، إن ما يقوم به هو خدمة مباشرة لما يهدف إليه أقصى اليمين الصهيوني.
الغريب في أمر منصور أنه يسوق انشقاقه بأنه مفيد لجماهير شعبنا في الداخل وتحديدا لأهلنا في النقب، ويدعي أن تحالفه مع نتنياهو سيحسن من الظروف المعيشية لهؤلاء المواطنين. والأغرب أن هناك من يصدقه. فاستطلاعات الرأي الأخيرة بات تشير إلى تخطي قائمته. "القائمة العربية الموحدة" نسبة الحسم. كما يشير آخر استطلاع للرأي أن تحالف نتنياهو سيحصل عبر دعم منصور على 62 مقعدا، الأمر الذي يوفر له فرصة تشكيل حكومة، والتملص من ملفات الفساد، ويطلق يده لمزيد من أعمال التهويد والاستيطان في الضفة المحتلة لسنوات عديدة قادمة.
لم يبق سوى أسبوع واحد على إجراء الانتخابات، ولا يزال هناك فرصة جيدة لجماهير شعبنا في الداخل، في الجليل والمثلث والنقب لإعادة تقييم مواقفها وأن تصوت للموقف الصحيح، فلا تزال تملك الكثر من أورق اللعبة لكي تمنع اليمين العنصري من تشكيل الحكومة.
لا تكن يا عباس منصور جزءا من انقسام فلسطيني جديد، بل أكد أنك مع شعبك وقضاياه، فالتحالف مع نتنياهو لا يخدم إلا نتنياهو وحده ولا يخدم إلا اليمين العنصري الذي يريد التخلص من وجود الشعب الفلسطيني في وطنه التاريخي.
mat