المناضل الشهيد العقيد/ حمودة هاشم حميدان شراب
نشر بتاريخ: 2021-03-16 الساعة: 09:33
بقلم عيسى عبد الحفيظ
الشهيد المناضل/ حمودة هاشم حميدان شراب (أبو هاشم) من مواليد مدينة خان يونس بتاريخ 11/6/1949م، تلقّى تعليمه الابتدائي في مدرسة الشهيد أحمد عبد العزيز القريبة من منزلهم، والإعدادي في إعدادية الشهيد عد القادر الحسيني، والثانوية في ثانوية الشهيد عزِّ الدين القسام، وكأن الشهيدَ حمودة ارتبطَ تعليمهُ بأسماءِ شهداءٍ عظام في تاريخِ الشعب الفلسطينيّ.
كانت أولُ إصابةٍ لهُ عامَ 1956م، وذلك خلال العدوانِ الإسرائيليِّ على قطاعِ غزةَ ومصر، حين انفجر في يدهِ صاعقُ قنبلةٍ أثناءَ ذلك العدوان، وكان يفكِّكُها الطفلُ ابنُ السابعةَ من العمر وهوَ في الصف الثاني الابتدائيّ، حيث التهمت عدداً من أصابعهِ وظلَّتْ تلك الحادثةُ تحملُ في نفسِ الطفل حمودة شراب علامات الثأرِ من العدوّ، حيثُ لمْ تغادرهُ آلأمُ الجرحِ المشهود، تاركةً في أعماقهِ آلام الحدث الذي أصابه بسلاح العدو، فشب على الحقد، بتطلع إلى يوم يحمل فيه البندقية في ما تبقى من أصابع اليد، يكفيه للضغط على الزناد.
عقب عدوان حزيران عام 1967م، التحق الشاب حمودة شراب ابن الثامنة عشر من عمره بحركة فتح، بعد أن شاهد العدو في مدينة خان يونس للمرة الثانية خلال عشر سنوات، لم يطل بقاء حمودة شراب في قطاع غزة بعد أن شارك في عدة عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال، أصبح بعدها مطارداً ومطلوباً لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فقرر الشاب حمودة شراب الخروج من القطاع متسللاً إلى الأردن حيث التحق هناك بقواعد الفدائيين.
كان الفدائي/ حمودة شراب مزدهياً ببدلته المموهةِ وسلاحه، وكان له رؤية في التعاطي مع الحياة على اعتبار أنها محطةً يتوقفُ فيها الإنسانُ زمناً قصيراً ثم يمضي إلى دار الأبديَّة، إلى أن جاءت الفرصةُ بالعودة إلى أرض الوطن، حيث قرَّرت القيادةُ تجهيز مجموعةٍ فدائيةٍ للتوغلِ في الأرض المحتلةِ والوصول إلى غزة عبرَ البحر لاستكمال العمل الفدائيِّ هناك وذلك بعد الخروج من ساحة الأردن، وكذلك بعد الحملة التي قادها القائدُ العسكريُّ الإسرائيليُّ لقطاع غزة الجنرال/ أرئيل للقضاء على المقاومة هناك.
تم تجهيز الدورية البحرية في بداية العام 1971م، بقيادة الشهيد/ مهدي بسيسو وعددٌ آخر من رفاق الرحلة، حيث انطلق الزورق الذي حمل المجموعةَ الفدائيةَ من ميناءِ جبله السوريِّ مسقط رأس الشهيد/ عز الدين القسام، لكن عند دخول المياه الإقليمية لقطاع غزة تعطل الزورق وبعد تبادلٍ لإطلاق النار مع العدوِّ تم أسرُ جميع أفرادِ الدوريةِ.
بعد تحقيق في سجون الاحتلال حكمتِ المحكمةُ العسكرية الإسرائيليةُ على الفدائي/ حمودة شراب بالسجن لمدة ثلاثة عشر عاماً، وتم الإفراج عنه عام 1983م، وتم إبعاده إلى مصر ومن ثم انتقل حمودة شراب إلى دولة الإمارات العربية قبل أنْ يستقرَّ به المقام في الجزائر ملتحقاً بقوات الثورة الفلسطينية المتواجدة على أرض الجزائر.
عاد حمودة شراب مع القوات العائدة من الجزائر إلى أرض الوطن عام 1994م، وعمل في جهاز الارتباط العسكريّ، وبعد فترةٍ عاد واستقرَّ بالجزائر العاصمة. أحيل إلى التقاعد بتاريخ 1/10/2009م.
وافتهُ المنيةُ في العاصمة الجزائرية يوم الخميس الموافق 10/3/2016م، عن عمر ناهز السابعة والستين عاماً ووري جثمانه الطاهر في مقبرة (زرالدة) بضواحي العاصمة الجزائرية بحضور رفاق السلاح من قوات الثورة في الجزائر وأركان السفارة الفلسطينية والجالية الفلسطينية في الجزائر.
المناضل/ حمودة شراب (أبو هاشم) أفنى حياتهُ منذ نعومة طفولته مناضلاً امتشق السلاح وكان شريك المناضلين في كثيرٍ من الساحات (فلسطين، سوريا، لبنان، مصر، الجزائر).
وقد نعتْ سفارة دولة فلسطين والملتحقِ العسكريّ والجالية الفلسطينية بالجزائر، وأقامت السفارة بيت عزاء له.
رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
mat