الفصل .. علاج لورم خبيث يدعى ( تضخم الذات )
نشر بتاريخ: 2021-03-14 الساعة: 08:17موفق مطر
خاب ظن كل من انتظر انكسار قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني ، وبات كمن أصيب بصاعقة كل من بدأ يعد للاحتفال والتمتع برؤيتها ضعيفة هشة بوجه موجات الاستغلال والابتزاز ، أما الذين هللوا وكبروا استبشارا بانشقاق عمودي يأخذ شطريها يمينا مهلوكا ، ويسارا مهترئا فليس أمامهم إلا التوبة للأبد والكف عن الغوص في أضغاث الأحلام ، وننصح المحللين السياسيين ورؤساء المراكز الإستراتيجية المندفعين بشغف للظهور في وسائل الإعلام للطعن بظهر حركة فتح ، ننصحهم بفتح مراكز لقراءة فناجين القهوة ، ويتركوا حرفة التحليل السياسي لأهلها ذوي الرؤى والأطروحات الموضوعية .. فحركة فتح تكسر لا تنكسر، لا ترقع ثوبا شقه ( رغبوي ) ، فالثوار لا ينتظرون حتى يهتريء ويصير عيبا ، وإنما يخلعونه ، ويستبدلونه بجديد جاهز من خزائن جماهير الثورة اللا محدودة .
خاب ظن كل من روج وخادع العامة بأنه عمود خيمة فتح ، وانه إذا تزحزح أو تنحنح ستميل ، وانه إذا تركها ستقع ، فهذا لا يعلم أن فتح هي حركة الشعب الفلسطيني الذي يعتقد أن خيمتها كالسماء بلا عمد ولا أوتاد ، وكفلسطين التي يكاد ثقل أرضها يعادل وزن وحجم الأرض كلها .
هل ظن المصاب بداء ( التضخم الشخصي ) أنه قادر على لوي ذراع رئيس الحركة وقائدها العام أبو مازن وتخطي صخرة اللجنة المركزية الثابتة والمؤتمنة على المبادئ والنظام ، ونسي أن أبو مازن ما تحدى فرعون العصر دونالد ترامب إلا لثقته أنه رئيس حركة عظيمة وقوية وراسخة جذورها في ضمير الشعب الفلسطيني ، ولإيمانه أن الشعب الفلسطيني سيمد هذه الحركة بالمناضلين القادرين على التحدي والتصدي والمواجهة المصيرية مع مشروع الاستعمار والاحتلال العنصري الإسرائيلي ، وان العمود الفقري لحركة التحرر الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية لن ينحني وسيبقى منتصبا بفضل الشعب الفلسطيني الذي اختبر فتح في معارك مصيرية خلال نصف قرن ونيف ، كان أبرزها معارك القرار الوطني المستقل ، ومعارك الفدائيين الميدانية ، والمقاومة الشعبية ، والانتصارات والانجازات في المحافل الدولية ، وأبرزها المعارك في ميدان القانون الدولي ، فكيف غفل عن كل هذا وتمادى في عناده ، أم تراه لم يعد بوسعه المناورة فقرر الانصياع !! ولكن ليس لقدر وإرادة الحركة وقرارها المركزي .. وستظهر للناس في قادم الأيام أي ديمقراطية وأي إصلاح وأي فلسطين كان يبتغي فكل من سبقه في السقوط ركبوا هذه الموجات ، فتكسرت على صخرة فتح وبقيت فلسطين وبقيت الديمقراطية عمادا في تنظيم الحركة وسلوك مناضليها ، أما الإصلاح فلا شاهد حي أكثر من فصلهم وبترهم منها عندما يصبح وجودهم في جسدها سببا لنشر ورم خبيث يدعى (تضخم الذات )..فالإصلاح هو حكمة وقوة وصلابة القيادة وقرارها المستمد من نظام الحركة.
لا يقبل مناضل وفي لعهده وقسمه في الإخلاص لفلسطين أن يبقى على رأس الهرم القيادي
من يرى نفسه اكبر من الحركة ، من يقر بعجزه عن الحوار ونقاش الأفكار والرؤى داخل اطر الحركة ، فكيف لهذا الذي فشل في إقناع خمسة عشر عضوا في المركزية أو بعضا منهم بأفكاره ومواقفه وآرائه التي يراها – خارقة - كيف سيتمكن من إقناع خمسة عشر ألفا على الأقل من الجمهور ليحظى بمقعد في المجلس التشريعي ؟!.
كيف سيقبل مناضلو وأعضاء وأنصار حركة فتح تقديم موقع النائب في التشريعي على موقع عضو اللجنة المركزية ، فيما هو يعلم والجميع يعلم أن المركزية هي من ستقرر في نهاية الأمر من سيكلف بمهمة تبوء موقع في المجلس التشريعي بعد انطباق المعايير عليه ، معايير كانت ووضعتها وأقرتها قواعد الحركة وقيادتها مجتمعة .. ألا يشي هذا التهافت على كرسي التشريعي بعد ثمانية مهمات ثقيلة أوكلت له أن في ألأمر بعداً يتجاوز الحدود الشخصية ، ويجعلنا نذهب إلى استطلاع مناطق مظلمة في هذه الشخصية بمناظير إشعاعية خاصة وخاصة جدا ؟!.
الانتخابات التشريعية القادمة معركة مصيرية ومفصلية في تاريخ نضالنا الوطني ، الى جانب كونها استحقاق قانوني للشعب الفلسطيني ، ووحدها قيادة الحركة المنضبطة التي تملك تنظيما عريقا تملك قرار تكليف من تراه مناسبا لهذه المهمة .. والديمقراطية تعني الالتزام كما تعني الرأي والتعبير بحرية في الأطر التنظيمية ، أما الخروج على قرارات القيادة فهذا تمرد العلاج له إلا الفصل وهذا ما فعلته قيادة حركة فتح . فالحركة التي لا تملك القدرة على ضبط أعضائها وإلزامهم بقرار الأغلبية ستجد نفسها فصولة ومعزولة عن التاريخ عن جذور الشعب الفلسطيني الذي تناضل من اجله حريته واستقلاله .
m.a