الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الشهيد سفيان عبد الفتاح أحمد الرمحي

نشر بتاريخ: 2021-03-09 الساعة: 19:55


بقلم عيسى عبد الحفيظ

الشهيد المناضل سفيان عبد الفتاح أحمد عبد الله سلامة الرمحي من مواليد قرية المزيرعة/ قضاء اللد بتاريخ 2/5/1945م، حيث هاجرت أسرته بعد نكبة عام 1948م، التي حلت بالشعب الفلسطيني إلى مدينة رام الله حيث التحق بالدراسة الابتدائية في مدرسة البيرة الجديدة، وأنهى الدراسة الإعدادية في مدرسة الهاشمية، والثانوية في المدرسة الإبراهيمية بمدينة القدس وحصل على الثانوية العامة عام 1965م.

التحق بالجامعة في بيرزيت لدراسة الأدب الإنجليزي حيث لم يتمكن من انهاء دراسته الجامعية لالتحاقه بعد هزيمة حزيران عام 1967م، بحركة فتح، عمل في مؤسسة السينما الفلسطينية والإعلام المُوحد في بيروت حتى عام 1973م، وبعدها سافر إلى فرنسا حيث درس السينما في إحدى مدارس السينما في باريس، والتحق بمكتب منظمة التحرير الفلسطينية هناك وعمل مع الشهيد/ عز الدين القلق ثاني مدير لمكتب المنظمة في العاصمة الفرنسية والذي سقط برصاص أعداء فلسطين عام 1978م، والذي كان يقوم بتجميع الأفلام الوثائقية الفلسطينية التي كانت تنتجها منظمة التحرير بكافة مؤسساتها وفصائلها المختلفة.

تابع سفيان الرمحي نشاطه بعد استشهاد/ عز الدين القلق في تجميع الأفلام وكان يحرص على تسليمها لمؤسسة فلسطينية أمينة ومهنية تكمل هذه الرسالة.

سفيان الرمحي من المغتربين في فرنسا والذي شَكَلَ من منفاه الباريسي على مدار أكثر من أربعين عاماً تقريباً حالة استقطاب بين مختلف مكونات الوجود الفلسطيني وعلى فترات طويلة.

الصحفي والإعلامي/ سفيان الرمحي من قدامي الصحفيين المقيمين في فرنسا وحمل هموم الفلسطينيين إعلامياً وحياتياً عبر نشاط لا يكل في كافة المجالات الثقافية والإعلامية وحتى السياسية، كان مسؤولاً عن ملف السينما الفلسطينية في سفارة فلسطين في باريس على مدى سنوات طويلة، كما أنه عمل مراسلاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، وعمل أيضاً مراسلاً لتلفزيون فلسطين، كان حاضراً دوماً في كافة مراحل تطور العمل النضالي من أجل فلسطين على الساحة الفرنسية وشاهداً أساسياً ووفياً ملتزماً بقضيته الفلسطينية وحقوق شعبه الفلسطيني ويشهد له العديد من المواقف الشجاعة والأصيلة.

سفيان الرمحي الإعلامي المخضرم والذي عمل مع صحيفة الشعب التي كانت تصدر في الأرض المحتلة إبان فترة الثمانينيات حيث كان مراسلاً لها في العاصمة الفرنسية، ثم كادراً في الإعلام الموحد لمنظمة التحرير ومن ثم لوكالة الأبناء الفلسطينية (وفا) وإذاعة صوت فلسطين بعد تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية.

انتقل إلى رحمة الله تعالى المانضل الفلسطيني والصحفي والسينمائي/ سفيان عبد الفتاح أحمد الرمحي إثر نوبة قلبية ألمت به في منزله بالعاصمة الفرنسية باريس وذلك يوم الأربعاء الموافق 1/3/2017م. وقد تم إحضار جثمان الفقيد إلى الأردن حيث دفن في مقبرة مدينة الزرقاء (الهاشمية) يوم الثلاثاء الموافق 7/3/2017م، حيث يقيم أهله هناك.

وأقيم له بيت عزاء في سفارة فلسطين بباريس حيث استقبل السفير/ سليمان الهرفي وكادر السفارة وعائلة الراحل/ سفيان الرمحي جمع المعزين من فلسطينيين وعرب وفرنسيين ومن دبلوماسيين ومسؤولي حركة التضامن مع فلسطين في باريس.

وقد نعاه المنتدى الفلسطيني للثقافة والإعلام في باريس، وكذلك نعاه سفير فلسطين في باريس الأخ/ سلمان الهرفي وكافة وموظفي السفارة، ومنظمة التحرير وإقليم حركة فتح في فرنسا، وجميع أبناء الجالية الفلسطينية في فرنسا ينعون إلى شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية رحيل المناضل والصحفي الفلسطيني/ سفيان عبد الفتاح الرمحي والذي وافته المنية أثر نوبة قلبية في منزله بالعاصمة الفرنسية باريس، ويعتبر الفقيد من قدامى الفلسطينيين في فرنسا وأحد كوادر حركة فتح ومنظمة التحرير على الساحة الفرنسية، حيث شمل نشاطه العديد من المجالات الثقافية والإعلامية فكان مسؤولاً عن ملف السينما الفلسطينية في سفارة فلسطين في فرنسا على مدى سنوات، كما أنه عمل مراسلاً لوكالة وفا وعمل أيضاً مراسلاً لتلفزيون فلسطين، عُرف عن الفقيد التزامه الصارم لمصلحة القضية الفلسطينية واهتمامه بنقل الأحداث الفلسطينية إلى العالم، كما عُرف بصدق جرأته التي تجلت في العديد من المشاركات والمناظرات الإعلامية التي كان يخوضها دفاعاً عن فلسطين وعن حقوق شعبه.

كان الراحل الكبير/ سفيان الرمحي بحق مؤسسة إعلامية فلسطينية متحركة لا ينقل فقط أخبار الفعاليات الخاصة بفلسطين في فرنسا للإعلام الفلسطيني، ولكنه كان ينقل أيضاً أخبار فلسطين للإعلام الفرنسي، سواء من خلال البرامج التلفازية على التلفزيون الفرنسي في برنامج كان يرصد آراء الصحفيين الأجانب في باريس، أو من خلال المؤتمر الصحفي الدائم لوزارة الخارجية الفرنسية والذي يتم مرتين كل أسبوع، حيث إن سفيان الرمحي كان الصحفي الفلسطيني الوحيد الحائز على بطاقة اعتماد لدى الخارجية الفرنسية تسمح له لكل المؤتمرات والمؤسسات الرسمية الفرنسية، حيث كانت فلسطين حاضرة في كل مؤتمر صحفي للخارجية الفرنسية بفضل سفيان الرمحي والذي كان دائما ً يسأل السؤال عن فلسطين. كانت فلسطين بوصلته وحياته والوجع العربي وجعه.

سفيان الرمحي كان أحد عناوين الذاكرة الفلسطينية في فرنسا.

لقد كان ودوداً وأصيلاً ومعطاءً، مخلصاً لوطنه وقضيته شعبه، كان يستوعب الجميع، وتحمل الكثير وصمد في كل المراحل واستمر في العمل بشكل دؤوب مدافعاً عن القضية، مشاركاً في كل الأحداث والنشاطات والمظاهرات مكابراً على آلامه وأوجاعه، كان صاحب الكلمة الحرة، مناضلاَ إعلامياً فذا.

رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024