الشهيد المناضل النقابي الحاج صبري ديب بدر

بقلم عيسى عبد الحفيظ

  الشهيد المناضل/ صبري ديب بدر من مواليد قرية سعسع قضاء صفد بتاريخ 24/12/1934م، ينتمي لعائلة فلاحية عاملة، جمع بين الدراسة والعمل، هاجرت أسرته عام 1948م، واستقرت في دمشق.

نال شهادة الدراسة الثانوية دراسة حرة عام 1963م بدمشق، ثم درس الحقوق بجامعة دمشق.

انتخب من عام 1956 – 1957م، رئيساً للجنة النقابية لعمال الفنادق بدمشق، وانتخب عام 1985م، نائباً لرئيس نقابة عمال الفنادق والمطاعم الإفرنجية بدمشق.

من عام 1957 – 1965م، شارك مع عدد من النقابيين الفلسطينيين وعلى رأسهم النقابي المرحوم/ حسني صالح الخفش في المشاورات والمبادرات التنظيمية التي تم على أثرها تشكيل الاتحاد العام لعمال فلسطين.

من عام 1965 – 1967م، انتخب نائباً لأمين سر الاتحاد العام لعمال فلسطين فرع سوريا، وساهم مع عدد من النقابيين الفلسطينيين في سوريا وعلى رأسهم القائد النقابي المرحوم/ سعيد الخمرة بتأسيس فرع الاتحاد العام لعمال فلسطين في سوريا عام 1965م.

انتخب عام 1967م، في المؤتمر العام الثاني للاتحاد العام لعمال فلسطين عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد. وانتخب عام 1969 – 1978م، أميناً عاماً مساعداً للاتحاد العام لعمال فلسطين للشؤون الداخلية.

انتخب عام 1971 – 1972م، أميناً عاماً مساعداً نائباً للأمين العام للاتحاد العربي لعمال الصناعات الغذائية ومقره بالقاهرة. وانتخب من عام 1978 – 1981م، مستشاراً نقابياً للاتحاد العام لعمال فلسطين، وعضواً في الهيئة الإدارية فرع سوريا للاتحاد العام لعمال فلسطين.

شارك في كل مؤتمرات الاتحاد العام لعمال فلسطين منذ عام 1967م. وانتخب عام 1981م، عضواً في الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب (نائباً للأمين العام) وأميناً مساعداً لشؤون الإعلام والنشر، ممثلاً لعمال فلسطين.

في عام 1989م، أعيد انتخابه الأمين العام للدورة الانتخابية للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والذي عُقد في الجزائر من عام 1989م، وحتى عام 1994م، والمؤتمر العام التاسع في تونس عام 1994م، حيث أعيد انتخابه نائباً للأمين العام للاتحاد للدورة الانتخابية من عام 1994 – 1999م، والمؤتمر العام العاشر الذي عُقد في دمشق عام 1999م، حيث أعيد اتخابه نائباً للأمين العام أميناً عاماً مساعداً لشؤون الإعلام والنشر للدورة الانتخابية من عام 1999م، وحتى 2004م. حيث اعتزل العمل النقابي بسبب المرض.

تولى الحاج/ صبري ديب بدر العديد من المهام التنظيمية والوطنية فهو من مؤسسي جبهة التحرير الوطني الفلسطيني (ج.ت.ف) عام 1960م. وساهم بدمج الجبهة مع حركة فتح بتاريخ 13/9/1968م. وأول أمين سر للمكتب العمالي الدائم لحركة فتح عام 1968م.

وعضو لجنة إقليم سوريا لحركة فتح منذ عام 1968م. وعضو اللجنة المركزية للمنظمات الشعبية الفلسطينية لحركة فتح. وعضو لجنة أوروبا الغربية والشرقية وآسيا بمكتب التعبئة والتنظيم لحركة فتح. وعضو المؤتمر العام الرابع لحركة فتح الذي عُقد في دمشق عام 1980م.

وعضو المجلس الوطني الفلسطيني منذ الدورة السادسة عام 1969م، وحتى الدورة السادسة عشرة التي عُقدت في الجزائر عام 1983م. وعضو لجنة التنسيق والمتابعة لملتقى الحوار الثوري الغربي الديمقراطي، ورئيس لجنة التضامن مع نضال الجبهة الوطنية الكورية، لتوحيد الكوريتين. وعضو المؤتمر الثاني لحقوق الإنسان الذي عُقد في العاصمة النمساوية (فينيا) عام 1993م، من قبل هيئة الأمم المتحدة.

شارك بفعاليات ومؤتمرات المنظمة العربية لحقوق الإنسان بالقاهرة والمعهد العربي لحقوق الإنسان في تونس. وشارك بفعاليات ومؤتمرات العديد من المنظمات الشعبية القومية العربية (المحامين العرب – الشباب العربي – الطلاب العرب - المهندسين العرب – الكُتاب والصحفيين العرب – الأطباء العرب – المعلمين العرب – الفلاحين العرب – الصيادلة العرب – المرأة العربية).

الحاج صبري بدر من مؤسسي اللجنة النقابية الدولية لمناصرة عمال وشعب فلسطين عام 1967م، عربياً وعام 1970م، عالمياً وشارك في العديد من مؤتمراتها وأنشطتها على المستوى العربي والعالمي.

حصل على العديد من الأوسمة منها:- وسام الذكرى الأربعين للانتصار على الفاشية (1941 – 1945)م، مُنِحَ من قبل المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي – موسكو 1985م. ووسام الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، من الدرجة الاولى لمناسبة الذكرى الخمسين بتأسيس الاتحاد (1956 – 2006)م. ودرع الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب عام 2004م، لمناسبة انتهاء مهامه عضواً في الأمانة العامة للاتحاد التي دامت من عام (1981 – 2004)م، ومجسم مسجد الصخرة المشرفة، مقدم من الاتحاد العام لعمال فلسطين (الأمانة العامة) تقديراً لكفاحه النقابي والوطني آذار 2006م.

وبتاريخ 17/7/2007م، غيب الموت المناضل الحاج/ صبري ديب بدر الذي وهب نفسه منذ مطلع الستينات لخدمة القضية الفلسطينية عبر بوابة النضال الوطني والنقابي والعمالي، فشارك في بلورة وتطور الثورة الفلسطينية، واتحاد عمال فلسطين بعد النكبة الكبرى التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م، وساهم في كافة مراحل النضال الوطني الفلسطيني.

وقبل رحيله بعامين انبرى الحاج/ صبري ديب بدر على تدوين تجربته النقابية التي تُوِجَتْ في عمل كبير يؤرخ للحركة النقابية العمالية الفلسطينية ودورها في النضال الوطني الفلسطيني، ولم يبخل الراحل بماله وجهده لاستحضار ما أمكن من صور ووثائق من جهات الأرض الأربع لخدمة العمل التوثيقي المذكور للوصول إلى حقائق تخدم في اتجاهها العام عملية التأريخ لمفصل عام من مفاصل القضية الفلسطينية.

وقد أبرق الرئيس/ محمود عباس (أبو مازن) إلى أسرة المرحوم الحاج/ صبري ديب بدر مُعزياً بوفاته، كذلك مَنَحَ سيادته المرحوم وسام فلسطين تقديراً لدوره النضالي في خدمة قضايا العمال وسِجِله الحافل في خدمة العمل النقابي الفلسطيني وتفانيه في خدمة نضال الشعب الفلسطيني لتحقيق آماله في الاستقلال وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.