الرئيسة/  مقالات وتحليلات

أسئلة لابد منها..

نشر بتاريخ: 2021-02-25 الساعة: 11:44

كلمة الحياة الجديدة
  
لم يعد مفهوما ولا واضحا ما إذا كانت "حماس" ملتزمة حقا، بما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الأخير لفصائل العمل الوطني في القاهرة، أم أنها ذاهبة للتعطيل والتنصل من هذا الاتفاق ..؟؟ وهل ستذهب "حماس" في ظل عدم الوضوح، وهذه الأسئلة إلى الانتخابات حقا، أم أنها لن تسلك هذه الطريق..؟؟ والمسبب لهذا الغموض حقيقة، هو الإعلام الحمساوي الذي ما زال يعزف على أوتار الانقسام بتقاسيمه البغيضة..!!! والأسوأ في هذا الإطار تصريحات بعض مسؤولي "حماس" التي لا تبشر بأي خير وحدوي إن صح التعبير..!! موسى أبو مرزوق وهو نائب رئيس المكتب السياسي لحماس (يغرد) معترضا على عمل سيادي ودستوري لرئيس دولة فلسطين، برعايته لتوقيع مذكرة التفاهم مع الشقيقة الكبرى مصر، بشأن تطوير حقل غاز غزة، إثر استقباله لوزير البترول والثروة المعدنية المصري د. طارق الملا والوفد المرافق له في مقر الرئاسة برام الله مساء الأحد الماضي.

ما هو انقسامي وانفصالي تماما في تغريدة أبو مرزوق هذه، اعتباره قطاع غزة إقليما مستقلا (...!!) وحتى ليس جزءا من فلسطين الدولة والوطن..!! وعلى نحو ما يرى في توقيع مذكرة التفاهم المصرية الفلسطينية تدخلا في شؤون هذا الإقليم الداخلية (...!!!) لأنه لم يكن حاضرا في توقيع مذكرة التفاهم مشككا ان ذلك لا يجعله  يعرف ألى أين ستذهب ثرواته الطبيعية ..!! ومن الواضح ان ابو مرزوق في هذا السياق، ومع هذا الاعتبار، وهذا التشكيك، لا يرى ولا يعترف بدولة فلسطين التي باتت حاضرة في الواقع السياسي والقانوني الدولي، بحكم مقعدها في الامم المتحدة ولعله والحالة هذه لن يراها حتى ككيان صديق، وإنما مجرد كيان يتامر على ثرواته الطبيعية !!!ولم يجد الناطق الحمساوي حازم قاسم حرجا في التصديق على هذا الرؤية الكليلة المريضة وهو يصرح ان "فتح والسلطة الوطنية في رام الله  تبيع الوهم للجمهوربانها تدير دولة" متجاهلا بحمق غريب أن لدولة فلسطين وزارات، ومؤسسات، وسفارات، واتفاقيات وعلاقات عربية واقليمية، ودولية ، واعترافات اممية على مستويات مختلفة، وانها قبل قليل أسقطت صفقة اقوى دولة في هذا العالم التي ارادت تصفية القضية الفلسطينية، والتي كان اسمها صفقة القرن ..!!    

 إذن، وسؤال الحق يقول  كيف لنا أن نصدق أن حماس ماضية اليوم فعلا في طريق الانتخابات، والمصالحة الوطنية، مع تغريدات من هذا النوع لكبار مسؤوليها؟؟ فأبو مرزوق ليس مجرد ناطق باسمها، وإنما هو نائب رئيس مكتبها السياسي، ونعرف سبق أبو مرزوق الناطق الحمساوي ذاته، حازم قاسم، الذي وبتأويل بالغ الغرابة، اعتبر المرسوم الرئاسي بشأن تعزيز الحريات العامة في جميع أراضي دولة فلسطين لا يخص قطاع غزة، وإنما الضفة الفلسطينية فقط..!! وليس هذا فحسب، بل إن تصريحات حمساوية عديدة، أنكرت بعد ذلك وجود معتقلين سياسيين في سجون حماس، في الوقت الذي تؤكد فيه المعلومات الموثقة، وجود ما يقارب الثمانين معتقلا على خلفية سياسية، بأسمائهم المثبتة، في السجون الحمساوية..!! اتفاق القاهرة أوجب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين فورا، للتوجه إلى مرحلة جديدة في العلاقات الوطنية، وتهيئة الأجواء الإيجابية لإجراء الانتخابات الديمقراطية، وإنهاء الانقسام البغيض، وبالمناسبة تتحدى الأجهزة الأمنية في المحافظات الشمالية، وجود أي معتقل في سجونها على خلفية سياسية،وهذا ما اكده بمنتهى الوضوح رئيس الوزراء محمد اشتية وبلغة التحدي ذاتها، وعلى من يشكك بذلك مراجعة سجون السلطة الوطنية، ليتأكد بنفسه من خلوها من المعتقلين السياسيين .

لا نريد في الواقع من وراء أسئلتنا التي طرحناها في مقدمة هذه الكلمة، وحتى من وراء ما قرأناه في التصريحات الحمساوية المربكة- سوى أن تكون حركة حماس واضحة تماما، بشأن احترامها لاتفاق القاهرة، والتزامها بما جاء فيه، وأنها ذاهبة حقا إلى الانتخابات بروح العمل الوحدوي، ولأجل تحقيق أهدافه الوطنية والاجتماعية النبيلة، بوصفها أهداف الضرورة الموضوعية والذاتية، لتعظيم مسيرة التحرر والحرية الفلسطينية، هذا ما نطمح إلى تحقيقه مع كل فصائل العمل الوطني وحماس فصيل من هذه الفصائل، اذا ما أرتضت هي ذلك وتخلت عن اوهامها الاستحواذية وانفصاليتها المدمرة . 

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024