الإرهاب الأثري والتراثي!
نشر بتاريخ: 2021-02-18 الساعة: 12:47الكاتب: توفيق أبو شومر
"أطالبكم بالتحقيق الفوري في هذا التدمير للموقع الأثري التوراتي في جبل عيبال، إن تدمير (مذبح، يوشع بن نون) أثار استيائي وغضبي، لأنه اعتداءٌ على تاريخنا"
نُشر هذا الخبر في معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية، يوم 12-2-2021م
القول السابق لرئيس دولة إسرائيل، رؤوفين رفلين، وجَّه خطابه السابق إلى نتنياهو، وإلى وزير الجيش، بني غانتس،
أما رئيس المستوطنين، يوسي داغان، فقد وجَّه رسالة أخرى إلى، رئيس اليونسكو، السيدة، أودري أزولاي، طالبها بحماية المواقع الأثرية اليهودية من الفلسطينيين!
أما جمعية، شومريم اليمينية فقد أثارت الرأي العام الداخلي والخارجي، حيث أشارت إلى أن هدم، مذبح يوشع بن نون، انتهاك لاتفاقية أوسلو!
أما عضو الكنيست، بزليل سموترتش قال: "إن هذا الدمار لا يمكن إصلاحه"
أما إيليت شاكيد اعتبرتْ التدمير عملية إرهابية، لأنه يقع ضمن خطة لإضعاف علاقة اليهود بأرضهم!
إنَّ سبب كل التصريحات السابقة يعود إلى أن جرَّافةً آلية يقودها سائقٌ فلسطيني يعمل في شركة رصف طريق يربط بين عصيرة الشمالية وبين مدينة نابلس دمَّرتْ سورا قديما، يقع في منطقة، بي الخاضعة للإدارة المدنية الفلسطينية، قُدِّر طول الجدار ببضعة أمتار، بلا قصدٍ أو نيَّة، كما قال العاملون الفلسطينيون!
إذا كانت هذه عملية إرهابية أثرية وتراثية وفق زعم عضو الكنيست، إيليت شاكيد، فما رأيُها في قيام جرافات الجيش الإسرائيلي الثقيلة بتجريف تلة زكريا الإسلامية التي يعود تاريخها للقرن الثالث عشر الميلادي، ومحوها بالكامل، لتقام على أنقاضها مدينة مودعين المغتصبة؟
ماذا نقول عن حفريات القدس وتزييف آثارها؟
ماذا نسمي سرقة حجر العماد البيزنطي المسيحي وهو يزن سبعة أطنان، من قرية تقوع الفلسطينية، في بيت لحم، في شهر يوليو 2020م، بواسطة رافعات الجيش الإسرائيلي العسكرية الثقيلة؟
وإذا كانت هذه عملية إرهابية فماذا نقول عن تحويل المقابر الإسلامية، والمساجد في القدس، وسلفيت، وكفر الديك، وبروقين، وبئر السبع، وشمال فلسطين إلى أماكن لهو وحدائق، وكُنس يهودية؟!
أكَّدتْ جمعيةُ (عيمق شافيه) الإسرائيلية اليسارية في صفحتها الإلكترونية، يوم 15-2-2021م وهي جمعية مختصة بالبحث الأثري؛ أنَّ الاحتلال الإسرائيلي يستخدم البحث الأثري في منطقة، سي، لاغتصاب المنطقة بالكامل بادعاء أنها مناطق أثرية توراتية!
كذلك فإن سفير الاستيطان الأمريكي، ديفيد فردمان عراب الاغتصاب الأثري، قرر في حفلة وداعه الأخير أن يربط مدينة داود المُدَّعاة مع اللجنة الأمريكية للبحث الأثري، باعتبار مدينة داود هي ملهمة تأسيس أمريكا، مما سيُضاعف عدد السائحين الأمريكيين للقدس.
الحاخام الدبلوماسي، ديفيد هاميلخ فردمان، قرر أن يكون وداعُه الأخير في مستوطنة، متسبيه يريحو، 10-2-2021م، في خروجٍ على كل الأعراف الدبلوماسية، بأن يقف على المعبر المزعوم الذي دخل منه، يوشع بن نون، قائد جيش النبي موسى، وأن يلتقط صورة لنفسه وهو يرى ممر غزاة أرض الميعاد! وأن يلقي خطابا دينيا قال فيه: "إن تأسيس أمريكا يماثل تأسيس إسرائيل، لهذا السبب فإن صداقة حميمة تجمع البلدين، إن قيمنا متشابهة، ذات جذورٍ توراتية واحدة، تغمرني السعادة وأنا أقف في هذا المكان، حيث أوصل، القائد، يوشع بن نون شعب إسرائيل، ليُنهي نفيهم وشتاتهم"!
إن الإرهاب التراثي العنصري الاحتلالي جريمة تراثية عنصرية لا مثيل لها في التاريخ، ليس في حق الفلسطينيين فقط، بل في حق التراث الإنساني العالمي كله!
mat