الرئيسة/  مقالات وتحليلات

ما نريد من الحوار الوطني.. وإذا ...( لاسمح الله )

نشر بتاريخ: 2021-02-09 الساعة: 08:03

 موفق مطر

نمر بلحظة تاريخية من زمن الصراع مع منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري الإسرائيلي تتطلب أقصى درجات الوعي الوطني للمرحلة ومتطلبات الصمود والمواجهة فيها ، ما يجعل طاولة الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة في هذه الأيام علامة فاصلة مابين الالتزام بتحقيق المصالح العليا للشعب الفلسطيني ، والمضي على طريق تحقيق أهدافه وثوابته التي باتت محل إجماع وطني تكرس في اجتماع  أمناء الفصائل العام الماضي ، وبين إفساح المجال للرغبة الفئوية الحزبية  بالسيطرة على منظار الرؤية لحاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني الأمر الذي سيجلب خرابا  يضاعف الخراب الذي تلحقه بقضيتنا وشعبنا ووطننا منظومة الاحتلال الإسرائيلي   والمتحالفين في جبهة تضم إلى جانب مغتصبي أرض الشعب الفلسطيني ومانعيه من الحرية والاستقلال أصحاب مصلحة في إبقاء القضية الفلسطينية ورقة مساومة لتحقيق أرباح سياسية في سياق بسط نفوذ أو تقاسم إقليمي ، سيكون الشعب الفلسطيني الخاسر الوحيد إذا سلمنا لهذه القوى مفتاح التحكم بمصائرنا وقرارنا الوطني المستقل .

نريد من الحوار الوطني أموراً كثيرة وقرارات تاريخية بمستوى تضحيات الشعب الفلسطيني ونضاله ، لكننا في المقام الأول نطمح استقلالية القرار الوطني الفلسطيني مجسدا كأنقى جوهرة في العالم ، فهذا الأمر لا يحتمل حتى شائبة واحدة ، كما لا يحتمل تفسيرات أو اجتهادات ، فالقرار الوطني المستقل يعني بكل بساطة رفع المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني إلى مستوى المقدسات ، وقدسية علاقة الشعب الفلسطيني بأرض وطنه التاريخي والطبيعي ، فالقرار الوطني المستقل هو جدار القلعة الفلسطينية غير القابلة للاختراق أبدا مادام الإيمان بهذا القرار محرك حياتنا  ونبض نضالنا  وأوكسجين دماغنا  الوطني  السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

نريد من الحوار الوطني تثبيت قواعد  نظام دولتنا السياسي ، بما يقنع شعبنا أولا والعالم بأن الديمقراطية ووسائلها وأدواتها بالنسبة لنا منهج حياة في الحاضر والمستقبل ،  تبرز وجه شعبنا الحضاري صاحب التجربة المشرقة قبل  الزج به في أتون النكبة ونريد أن نبعث رسالة للعالم بأن اختلاف ألوان طيفنا السياسي تنوع وتعددية مثل أي مجتمع سياسي في دول العالم المتمدنة .

نريد الالتقاء عند نقاط  التقاطع المتفق عليها والممهورة بتواقيع قيادات الفصائل سابقا ، وتثبيت نقاط التقاء لابد منها لتعزيز وتقوية وتوسيع قواعد نضالنا الميداني الشعبي السلمي ، بالتوازي مع عملية بناء مؤسسات الدولة ، والمراكمة على الانجازات والانتصارات في المحافل والمنظمات الدولية  وتحديدا ذات الصبغة القانونية ، وتعميق جذور فلسطين الجيوسياسية  تمهيدا لإعادتها  إلى سابق عهدها في خريطة العالم .

إن معرفتنا الدقيقة بقيادات حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح المشاركة في الحوار ، وثقتنا بطهارة نفوسهم من أي دوافع أو مصالح أو رغبات شخصية ، وإيماننا بأنهم على طاولة الحوار يمثلون الشعب الفلسطيني  أكثر من تمثيلهم لمناضلي الحركة وأنصارها ، فقادة حركة فتح تعبير دقيق عن تفكير ومنهج مناضليها الذين يرون فلسطين وطنا حراً مستقلا بسيادة   أولا وأخيرا ، وان النضال في صفوف الحركة سبيلهم لتحقيق هذه الأهداف ، ونعتقد في هذا السياق أن القادة على طاولة الحوار يمثلون حواس الرئيس أبو مازن الخمسة وعقله وحكمته وصدقه وإخلاصه وشجاعته وصراحته ورؤاه فيما خص مصالح الشعب الفلسطيني العليا، وفي عملية استعادة  الروح الحقيقية للوحدة الوطنية  الخالية من العبارات والشعارات الفارغة من المضمون ومنهج التطبيق العملي .

نريد أن يعلم كل من يفكر بالسير خارج نطاق جاذبية فلسطين  بأنه سيبقى تائها ضائعا في فضاء لانهاية له ولن يبق له اثر في ذاكرة الشعب الفلسطيني سوى مشهد مثوله أمام محكمة الشعب  التي ستقرر لفظه إلى الأبد ، فاللحظة لا تحتمل أي ترف أو تردد أو تعنت أو عناد أو حسابات خاصة ، ونعتقد أننا سنطالب الأشقاء في مصر بشهادة تاريخية لو حاول البعض – لاسمح الله - أخذ الأمور إلى اتجاه معاكس لما يريد الشعب الفلسطيني .

 

 

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024