السينما الفلسطينية في مواجهة الاحتلال
نشر بتاريخ: 2021-02-06 الساعة: 11:27
بقلم: عمر رمضان صبرة
تعتبر السينما أحد الفنون الإنسانية الراقية التي تعبر عن واقع المجتمع الإنساني، وهي أفضل من ينقل عن معاناة المجتمع وارسال الرسالة والصرخة الإنسانية وتعبر عن ضمير المجتمع، فالشاشة الكبيرة التي ترسم ملامح ومكونات مجتمع بأكمله لتعبر عن طموحاته واحلامه ومعاناته وفنه تجمع الفن والواقع والرمزية والخيال والأمل والتغيير والطموح الأكبر.
بدأت السينما الفلسطينية على يد الرائد السينمائي الفلسطيني الأول إبراهيم حسن سرحان عام 1935، وذلك عندما صوّر فيلماً تسجيلياً قصيراً مدته 20 دقيقة عن زيارة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود لفلسطين، واستمرت المحاولات والتجارب السينمائية الفلسطينية من قبل النكبة وبعدها وبداية انطلاق الثورة الفلسطينية فقد اهتمت منظمة التحرير الفلسطينية بالسينما ودعمتها لتقدم ما بين أفلام وثائقية او أفلام تسجيلات لشهادات يومية حول معاناة الشعب الفلسطيني وثورتها، وكانت السينما تعبر عن رؤية ورسالة الشعب الفلسطيني للعالم ونقل معاناته وهمومه واماله واحلامه.
فقدم مخرجون فلسطينيون نماذج مشرفة من الأفلام السينمائية التي عرضت بأكبر مهرجانات العالم كمهرجان كان، من ميشيل خليفة عاشق الجليل، الى ايلياء سليمان (يد إلهية، والزمن الباقي)، إلى هاني أبو اسعد بفيلم عمر، وغيرهم، فكانت فلسطين المقاومة حاضرة بسلاح المقاومة السينمائية بمهرجانات الحب والسلام العالمية، كما مع عاشق السينما الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي قدم عدة أفلام فلسطينية: الوجع، وعروبية الانتماء، وفلسطينية الهوية.
إن السينما لا تزال تقلق دولة الاحتلال، فالفنان الفلسطيني محمد بكري مخرج فيلم "جنين جنين" من المخرجين والفنانين الملتزمين بقضايا الامة ومعبر عن معاناتها وداعم السلام وخريج مدرسة الجبهة (الجبهة عرب يهود)، ويناضل من أجل السلام، ورسالته للعالم بفيلمه الذي اخرجه عام 2002 عما يفعله الاحتلال، فمازال يزعج ويقلق دولة الاحتلال، فبعد ثمانية عشر عاماً، وبتاريخ 1/ 11/ 2020 صدر قرار من المحكمة المركزية الإسرائيلية بمدينة اللد بمنع عرض الفيلم الذي ينقل قصة اجتياح مخيم جنين من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2002 برواية ضحايا الاجتياح الذين شاهدوا جرائم الحرب التي ارتُكبت في المخيم.
فعلق المخرج على دعوى الجندي الاحتلالي الذي رفع الدعوى: "لم يحدد المشتكي في أي مشهد قمنا بتشويه سمعته، فكان الرد أن مجريات الفيلم بأكمله مست به".
وعلى وزارة الثقافة الفلسطينية أخذ دورها بأن تدعم الفنان محمد بكري بحملة دولية لمساندته بسبب المحاكمة الإسرائيلية العنصرية التي تمارس ضده وضد فنه، ونقل محاكمته للعالم اجمع بالضغط على إسرائيل لمنع محاكمة الفن والفنانين.
إن المحاكمة تتعارض مع القانون الدولي، كالإعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية، خاصة الماد 19 منه التي تنص على: "1- لكل إنسان حق في اعتناق آراء دون مضايقة. 2-لكل إنسان حق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها".
وأدعو وزارة الثقافة الفلسطينية إلى أن تخلق رؤية سينمائية معبرة عن هويتنا الفلسطينية بمكوناتها الثقافية لما للسينما من دور، لمواجهة الاحتلال والتطبيع الذي يعطي شرعية لهذا الاحتلال، فلدينا قضية وطنية ولدينا مخزون عربي اصيل نؤسس عليه من اجل مواجهة وجهي الخراب والدمار: الاحتلال والتطبيع.
ختاماَ، يقول المثل الصيني "إن صورة تعادل عشرة آلاف كلمة
mat