الانتخابات ... دلالة الدول المتحضرة كلمة الحياة الجديدة
نشر بتاريخ: 2021-01-31 الساعة: 09:06
ذاهبون إلى صناديق الاقتراع، لم يعد في ذلك شك، ولا جدل، وهذا يعني أننا ذاهبون إلى انتخاب حلفاء المستقبل، بانتخاب العاملين على شق أوسع الدروب إليه، وبالطبع فإن المستقبل المعني فلسطينيا وحضاريا، وإنسانيا، إنما هو مستقبل الحرية، والعدالة، والكرامة، والوحدة، والاستقلال الوطني، ولأن غاية الانتخابات، انتخاباتنا هي هذه الغاية، فإن الكل الوطني، كما شدد ويشدد الرئيس أبو مازن، مدعو لخوضها، والمشاركة فيها، وستكون نتائجها موضع تأييد واحترام، أيا كانت، لأنها بنزاهة الانتخابات، وديمقراطيتها ستكون المعبرة عن إرادة هذا الكل الوطني، الذي لا تنحرف بوصلته نحو أي اتجاه لا يخدم فلسطين وقضيتها الوطنية، والإنسانية التحررية.
لا تسويات سياسية، ولا حزبية، ولا مناطقية، ولا سلطوية في هذه الانتخابات، لكن ثمة من سيتوهم ذلك، إن بقراءات خاطئة، وإن بحسابات مريضة، ليشكك بنزاهة الانتخابات، وغاياتها الوطنية والاجتماعية...!!! ولهذا تلزم الضرورة المعرفية قراءات موضوعية لهذه الانتخابات، بكونها انتخابات الاستحقاق الوطني والديمقراطي، لا انتخابات الاستحقاق الفصائلي، والحزبي، والمناطقي، والسلطوي..!!! والأهم لأنها الانتخابات التي تعكس حقيقة فلسطين، دولة متحضرة، ومتقدمة، ولا يجوز أن تبقى دولة متحضرة ومتقدمة بلا انتخابات، مثلما أوضح ذلك الرئيس أبو مازن في اجتماع ثوري "فتح" الأسبوع الماضي، مؤكدا "نحن نعتبر أنفسنا دولة متقدمة، فلا يجوز أن نبقى بلا انتخابات تشريعية، ورئاسية، ومجلس وطني" ولهذا جاء القرار، وجاء المرسوم الرئاسي لإجراء هذه الانتخابات.
لكن لعل الأخطر والأسوأ من القراءات الخاطئة، والحسابات المريضة، أنه وبعد الآن، وحتى دخول الناخبين مراكز الاقتراع، ستتفاقم على الأغلب حمى الشائعات، والفبركات، والأقاويل، والتي بمجموعها لا تريد لهذه الانتخابات أن تكون، أو على الأقل، ألا تجري بحرية الإرادة، وصواب الاختيار، وأصالة التطلع الوطني، والاجتماعي التحرري، والحضاري.
سنواجه بسيل من هذه الشائعات والأقاويل، غير أنه ومن حيث لا يريد هذا السيل الغث، سيكون هو ما يؤكد صواب قرار الانتخابات، وأصالته الوطنية، فليس ثمة شائعات نزيهة، وما ثمة أقاويل موضوعية، ولا ثمة فبركات غايتها الصواب والمصداقية، وإنما تظل على طول الخط، ضد الصواب والمصداقية، وتفاقمها لن يعبر في المحصلة سوى عن هلع مروجيها، من أن تتحقق الانتخابات، وأن تنجح بمخرجات العمل والأمل معا، التي تنهي الانقسام البغيض، وتقود إلى تحقيق الوحدة، والشراكة الوطنية، وتعزيز مسيرة الحرية، والتحرر الوطني، وتحقيق المزيد من مقومات الازدهار الاجتماعي، والتنور الحضاري.
لا تحتمل الانتخابات، أي انتخابات، الفتاوى الشخصية، حتى لو كانت فتاوى التخوفات المشروعة، يمكن للأسئلة، بل من المؤكد أن الأسئلة وحدها في هذا الإطار، التي تصلح أن تكون خطابا للتخوفات، وبقدر موضوعيتها، وسلامة نواياها الوطنية، تظل مشروعة، بل وضرورية، كي لا تشوب الانتخابات شائبة، حال الإجابة عليها بوضوح، ومصداقية، وبلا أي تحايل، ولا أي التباس.
كما لا تحتمل الانتخابات في أي مكان في العالم كلما كانت حرة، ونزيهة، ووطنية، التحالف مع أدوات مضروبة في انتمائها الوطني، بل وخارجة عن صفوفه، ومرتمية في أحضان التمويل التآمري ..!!! يعرف الناخب الفلسطيني ذلك، ويعرف أن صوته لن يكون لغير قواه الوطنية، والاجتماعية الحيوية، والنزيهة الساعية في دروب حرية وطنه، وحياته، وسلامة مستقبله، مستقبل الاستقلال والازدهار.
صوت الناخب الفلسطيني إذن، وهذا هو الواقع، هو صوت الوطنية الفلسطينية، بحرية إرادتها، وسلامة توجهاتها التحررية والاجتماعية .. وهذا هو صوت المستقبل، وبقدر ما هو كذلك بقدر ما هو صوت الوعد والعهد للشهداء والأسرى، ولكل أبناء شعبنا أينما كانوا، أن نبقى في دروب الحرية، حتى نعلي رايتها في دولة فلسطين الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
رئيس التحرير
mat