الرئيسة/  مقالات وتحليلات

عمر السويطي أبو حميد..بقلم عيسى عبد الحفيظ

نشر بتاريخ: 2021-01-26 الساعة: 11:07


عمر حسن فاعور السويطي (أبو حميد) مواليد قرية اجزم قضاء حيفا عام 1924م. شهد مأساة الهجرة عام 1948م، وشاهد بأم عينه المجازر التي تعرض لها شعبه فتركت في تلافيف ذاكرته مشاهد لا تنسى. انطبقت في مخيلته ولازمته إلى ليالي المخيم في إربد أين استقر في كوخ من الطين لا يقي من برد الشتاء ولا من حرارة الصيف.

كانت اجزم مطبوعة في ذاكرته وقطف الزيتون ومواسم الحصاد والخير والاكتفاء بخيرات بلاده التي غادرها مكرهاً، كما الكثير من أبناء شعبه. كان لانطلاقة حركة فتح في 1/1/1965م، أثرها الكبير على الشعب الفلسطيني وخاصة سكان المخيمات لكن أبو حميد كان قد سبق الجميع وانضم سرياً إلى حركة فتح التي كانت تهيئ نفسها لإعلان الانطلاقة الرسمية.

ونظراً لمعرفة الشهيد أبو حميد بالمتفجرات وخبرته الطويلة التي اكتسبها أثناء مصارعة الاستعمار البريطاني والتصدي للعصابات الصهيونية فقد شكل أول مجموعة مسلحة لعمليات العمق وكانت تضم كلاً من: نعيم الوشامي، أبو محمود عبود (أبو ابراهيم)، أبو فتحي أبو الإيجاء، أبو ناصر الحايك، المجموعة التي قامت بتنفيذ العمليات الأولى مُعلنة انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة.

كما تشكلت مجموعات استطلاعية في كل من طولكرم، وجنين، وقلقيلية لقربها من الحدود.

سطر أبو حميد سجلاً حافلاً حتى كانت أحداث أيلول حيث غادر إلى قطاع الجولان مع الشهيد محمود درويش وانضم إلى قوات الكرامة.

حين حدث الانشقاق عام 1983م، اضطر إلى مغادرة سوريا وعاد إلى الأردن وسكن على جبل حنيتة قرب إربد وخلف المخيم الذي كان يقطنه سابقاً.

رفض الشهيد أبو حميد كل الرتب العسكرية واكتفى برتبة مناضل (عنصر قديم).

كان قليل الكلام وأذكر عندما اتصلت به من أجل تسجيل لبرنامج التوثيق الخاص بجامعة الاستقلال قال لولا معرفته بالوالد رحمه الله الشخصية لما وافق على التسجيل. لم يكن كلامه إلا نادراً قليل الكلام ممتنع عن الحديث إلا ما ندر.

جار الشهيد عبود الذي سبقه إلى العالم الآخر بعدة سنوات والذي بعد تقاعده إثر الإقامة في بيته البسيط على جبل حنيتة فالحنين إلى الأيام الجميلة بقي يربط الإثنين إلى ذكريات البدايات فقررا أن تكون النهاية لهما معاً.

ترك رحيله صدى واسعاً بين صفوف الثوار وخاصة القدامى فمنعته حركة فتح، واقليم الأردن، وهيئة المتقاعدين العسكريين وتلفزيون فلسطين، كما شاركت القطاعات في كل الأقاليم في التعازي لفقدان ذلك المناضل الذي شَهِد الطلقة الأولى التي غيرت تاريخ المنطقة وتاريخ الشعب الفلسطيني فتحول من لاجئين إلى طوابير من الثوار.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون، والتعازي لعائلته ولكل من عرفه وإنها لثورة حتى النصر.

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024